صحيفة المثقف

عود على الامثال الروسية (26)

ضياء نافعالترجمة الحرفية - تحرث – تبكي، تحصد – تقفز فرحا.

التعليق – العمل يتطلب جهدا كبيرا، في حراثة الارض، او اي نوع آخر من الاعمال، ولكن نتائج هذا العمل تمنحك الفرح . المثل يجسّد خلاصة منطقية للعمل، الذي يبذله الانسان، والنتائج التي يحصدها بعد هذا الجهد . لنتذكر مثلنا المعروف والبسيط والواضح، وهو – من جدّ وجد ...

**

الترجمة الحرفية – بعد الضيوف، ولنا جيدا.

التعليق – هكذا الامور دائما وفي كل مكان طبعا، فعلى المائدة يبقى ما لذ وطاب من الطعام، الذي تم اعداده خصيصا للضيوف، وبالتالي يكون من حصة اهل الدار انفسهم . المثل في غاية الطرافة، وهو واقعي جدا .

**

الترجمة الحرفية – الغابة لا تبكي على شجرة، البحر لا يحزن على سمكة .

التعليق – لان الشجرة الواحدة لن تؤثّر على طبيعة الغابة، والسمكة الواحدة لن تغيّر طبيعة البحر . الاعمال االانقلابية الجذرية الكبيرة، هي التي تؤدي الى (بكاء الغابة!)، وليست الغابة وحدها، والى (حزن البحر!)، وليس البحر وحده . مثل فلسفي بامتياز .

**

الترجمة الحرفية – الثعلب يعيش أكثر شبعانا من الذئب.

التعليق – الثعلب يأكل بالحيلة والذئب بالقوة، اي ان المثل يرمز الى ان الحيلة تطعم اكثرمن القوة، رغم ان صاحبي يرى، ان المثل يعني، ان استخدام التفكير افضل من استخدام القوة، ولكني قلت له، ان استخدام القوة ايضا تتطلب التفكير، فقال غاضبا – اي تفكير، القوي يستخدم عضلاته فقط في حلّ كل الامور .

**

الترجمة الحرفية - الجوع يعلّم الانسان ان يتكلم .

التعليق – اضفنا كلمة (الانسان) على الترجمة الحرفية رغم عدم وجودها في النص الروسي، كي يكون المثل واضحا في ترجمته. المثل يمتلك سمات عالمية طبعا، وليس عبثا، ان هناك مصطلح عالمي يرتبط بظاهرة الجوع، و هو - (ثورة الجياع)، اي عندما يتحول الكلام الى عمل منظّم يقضي على ظاهرة الجوع في المجتمع.

**

الترجمة الحرفية – العالم – جبل ذهبي .

التعليق – يضرب بعد حدوث ضياع ما لدى الانسان تذكيرا له ان العالم ملئ بالثروات التي تنتظر الانسان، وانه يقدر ان يسترد ما ضاع منه، لان الفرص كثيرة في العالم . علّق صاحبي قائلا، ان جبل الذهب هذا يتطلب جهدا كبيرا من اجل الحصول على الذهب، فقلت له – دون جهود لا يمكن الحصول على اي شئ ...

**

الترجمة الحرفية – بقايا (الطعام) حلوة (المذاق) .

التعليق – اضفنا كلمة الطعام وكلمة المذاق بين قوسين، رغم عدم وجودهما في النص الروسي، كي يكون المثل واضحا للقارئ الروسي، لان هذا المثل يضرب في روسيا حصرا لبقايا الطعام فقط، تأكيدا على ضرورة تناوله وليس رميه والتخلص منه، وذلك لان بقايا الطعام بشكل عام لا تؤكل، بل وتسمى بلهجتنا العراقية – (فضاله)، وتسبب هذه التصرفات خسارة كبيرة للطعام الجيد والصالح للاكل اولا، وثانيا ضياع تكاليفه والجهود في تحضيره، ومن هنا جاء هذا المثل الروسي، الذي يرتبط بوقائع مريرة في تاريخ روسيا، وهو مثل ضروري ايضا للكثير من الشعوب الاخرى، والتي عانت من الجوع، ولكنها لم تبلور عاداتها بعدئذ حسب تلك المعاناة.

**

الترجمة الحرفية – الحوصلة مليئة، لكن العيون جائعة .

التعليق – ونحن نقول في نفس المعنى و بلهجتنا العراقية - جدره على ناره و عينه على جاره . قال صاحبي – مثلنا أجمل . قلت له، نعم هو أجمل فعلا، اذ توجد هناك صورة فنية طريفة، لكن المثل الروسي أكثر وضوحا ...

**

الترجمة الحرفية – على البضاعة الممنوعة – كل السوق .

التعليق – هناك مثل عالمي، استقر بالعربية كما يأتي - الممنوع مرغوب . المثل الروسي هنا يؤكد على نفس المعنى، وهو مثل صحيح فعلا، فالناس ترغب بشراء البضاعة الممنوعة، ولهذا فانها تطغي - في السوق - على البضائع الاخرى .

***

ا. د. ضياء نافع

.............................

من الطبعة الثانية المزيدة لكتاب: (معجم الامثال الروسية)، الذي سيصدر عن دار نوّار للنشر في بغداد وموسكو قريبا.

ض. ن.

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم