صحيفة المثقف

ملك المغرب وجائزة ترامب

ميلاد عمر المزوغياستقل المغرب الاقصى عن المستعمر الفرنسي لكن الساقية الحمراء ظلت تحت الاحتلال الاسباني الى مطلع سبعينيات القرن الماضي، لا اذكر ان المغرب كوّن مجموعات مسلحة لمحاربة الاسبان لتحرير ما اوهمنا به ولسنوات بان الساقية والوادي جزء لا يتجزأ من ترابه.

تنادى مجموعة من الوطنيين الصحراويين وكونوا جبهة التحرير التي عرفت بالبوليساريو ساعدهم في ذلك الكفاح كل من ليبيا والجزائر، سقط العديد من الشهداء، انسحبت اسبانيا، تدخل المغرب الاقصى فاستولى عليها سلميا ضمن المسيرة الخضراء، سارع الى استنزاف مدخرات الصحراء من الفوسفات والمعادن الاخرى، ويقيم بها مناطق عسكرية، ويشرد اهلها الاصليين ليبيتوا في العراء ضمن مخيمات الامم المتحدة، مفتقرين الى ابسط سيل الحياة.

عديد الدول الافريقية اعترفت بالجمهورية الصحراوية، قطع المغرب علاقاته مع تلك الدول،  ولان كل مشكل تتدخل به الامم المتحدة لن يفضي الى حل، فان تدخلها بالنزاع الصحراوي، على مدى اربعة عقود من خلال الاجتماعات غير المجدية، ميّع القضية، وأطلق يد المغرب في السيطرة على كامل التراب الصحراوي، وتفريغ البلد من سكانها والإتيان بمغاربة لتوطينهم،  وإشراكهم في اي استفتاء قد يحدث لتقرير المصير، واعتبارها ارض مغربية.

ملك المغرب الراحل الحسن الثاني شغل ملف القدس وأورثه لابنه محمد، ترى ماذا فعل الملك ونجله بالملف؟ الذي نعرفه ان الزيارات الرسمية والشخصية لقادة العدو لم تنفك يوما عن المغرب كذلك هناك تشجيع من قبل بعض المؤسسات السياحية لزيارة كيان العدو والتطبيع الثقافي معه من خلال احياء الحفلات الفنية.

المغرب يقيم علاقات اقتصادية وثقافية مع العدو ويستقبل قادته لكنه لم يقدم على اقامة علاقات دبلوماسية كاملة، ربما تخوفا من ردة فعل الشارع المغربي وافتخاره بأنه سليل آل البيت النبوي الشريف، ترى هل غيّر الملك منهجه ليصبح من آل بيت ترامب ومن ثم يعترف رسميا بكيان العدو، فمعظم العرب بمن فيهم دول الجوار وآخرين يدعون القدس قبلتهم، اعترفوا بالكيان المغتصب لفلسطين، والقدس التي يتولى الملك المبجل ملفها اصبحت عاصمة ابدية لكيان للعدو باعتراف سيد العالم ترامب و(الدولة) الفلسطينية مقطعة الاوصال، والقابع في رام الله لا يحرك ساكنا اللهم إلا بعض التصريحات التي لا تسمن ولا تغني من جوع. 

غياب (تغييب) الزعماء العرب عن الساحة جعل القادة الباقون يتهافتون على الاعتراف والتطبيع مع العدو خوفا على زوال ملكهم الذي توارثوه على مدى عقود.

لا باس اذن من اعتراف الملك خاصة وان الجائزة ستكون اعتراف سيد البيت الابيض في ايامه الاخيرة بضم الصحراء الى ملكه وسيادته التامة عليها، اعتراف متبادل، لقد ضيع الملك ملف القدس، او لنقل القدس بأكملها وحاول بشتى الوسائل ابتلاع الصحراء، ولكن هل سيهنأ الملك بضمه الصحراء؟ الجواب نجده عند احرار الساقية والوادي والمناضلين في كافة انحاء العالم من اجل تحرير الانسان من العبودية والهيمنة.

لن تضيع الحقوق طالما هناك من يطالب بها، والخزي والعار للمطبعين اللاهثين العاملين لحساب اسيادهم لأنهم وكما قال ترامب لن يستطيعوا البقاء في السلطة سوى ايام معدودات بدونهم.

 

ميلاد عمر المزوغي 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم