صحيفة المثقف

قدْ بلغَ أشدَّه

نبيل عرابيقدْ بلغَ أشدَّه،

ذلكَ النَّزيفُ في العيونِ المقهورة،

أيَحْتاجُ إلى شاهدٍ..؟

إلى دليلٍ..؟

إلى صورة...!

*

مَنْ مَرَّ بالرَّصيفِ الحزينِ..

ولَو لمرّة،

لا بُدَّ لهُ..

من كأسٍ مُرّة،

يتمنى عودة القطيعِ معها،

ويتساءَلُ..

عن مسالكِ العُمرِ،

يتساءلُ..

كيف أخطأ..

هذه المَرّة...!

*

قدْ بلغَ أشدَّه،

ذلكَ التقطيعُ لأوصالِ الوقتِ،

وذلكَ المَسيرُ في دهاليزِ الصَّمتِ،

أعَنْ سُباتٍ شتويٍّ،

تتحدَّثُ المحطّاتُ؟

أم.. عن ترياقِ الرِّحلةِ المتوخاةِ..

صوبَ الحياةِ ربّما.. صوبَ الموتِ.

*

تتابعي يا نغماتُ،

في سَلْبِ الإرتِعاشِ وتيرَتَه..

وتَنادَي.. إلى رُكْنٍ..

لا تَعْصِفُ بهِ.. أنواءُ الربيع،

ولا تخلو ضرباتُ الأقدامِ فيه،

مِن مَدِّ الإيقاعِ،

وجزرِ النبراتِ...

*

دونَ خَجَل،

دونَ وَجَل..

يُعْلِنُ للملأ..

أنّهُ قد بلغَ أشدّه.

يعتلي عرشَه..

بعدما.. بلغ أشدّه،

وقدْ تعلّمَ كيف يُحَرِّكُ إصبعه..

فمَن يملكُ ردّه ؟

مَن يملكُ ردعه؟

بعدما بلغ أشدّه.

***

نبيل عرابي

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم