صحيفة المثقف

كلٌّ مضى لشأنِهِ..

عبد الله سرمد الجميلكلٌّ مضى لشأنِهِ بعدَ انتهاءِ المعركةْ،

الجندُ للقبورْ،

والسيدُ الرئيسُ عادَ لاهياً للصعلكةْ،

والشعبُ كالأغنامِ سِيقَتْ بالعصا للتهلُكةْ،

وعندما أصابَها الجوعُ ونالَها الفتورْ،

تخوَّفوا منها وقالوا: رُبَّما تثورْ !

كلٌّ مضى لشأنِهِ بعدَ اقتسامِ الكعكةْ،

لكنّني مُبكِّراً غادرتُ تلكَ الحفلةْ،

ولُذْتُ في مُنتبَذي بالدفءِ والعزلةْ،

حبيبتي تَرقُبُني ونخلتي مُبتلَّةْ،

شتّانَ بينَ حَومةِ النسرِ هنا ورقصةٍ للديكةْ !

كلٌّ مضى لشأنِهِ بعدَ خلاصِ العَزاءْ،

المَيْتُ للسماءْ،

والأهلُ والأصحابُ للشقاءْ،

كلٌّ مضى لشأنِهِ بعدَ انتهاءِ العُرْسِ،

وأُطفئتْ في القاعةِ الأنوارُ،

إلا غريباً ينتشي من دمعِهِ في الكأسِ،

غنّى طَوالَ الليلِ حتّى الشمسِ:

ستُقدِّرونُ فتضحكَ الأقدارُ !

كلٌّ مضى لشأنِهِ..

***

عبد الله سرمد الجميل - شاعر وطبيب من العراق

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم