صحيفة المثقف

ثَمَّةَ ضَوْءٌ

عبد اللطيف الصافيثَمَّةَ ضَوْءٌ أَخْضرُ

راجِفٌ

يَتكَوْثرُ في جُفُونِ اللَّيلِ

انْسَلَّ منْ حَقِيبةٍ رَمْليةَ اللَّونِ

جمَعْتُ فِيهَا كُلَّ أَحْلاَمي الْقَدِيمة

وَ خَيْباتِي

وَأَوْتَارَ قَلْبِي السَّقِيمَة

وأَلْقيتُ بِهَا في يَمِّ الذِّكْرَياتِ

هَلْ يَكُونُ

وَمِيضَ فَرَاشَةٍ مِنْ بَنَفْسجٍ

تَبْسُطُ جَنَاحَيْها لِظِلٍّ يَتَكَسَّرُ فَوقَ الْمَاءِ

أمْ يَكُونُ نَبْضَ تُفَّاحةٍ

أَجْهَشَ في رَحِمِ الرِّيحِ

فَأنْشَأْنَاهُ

غَيْمَاتاً منْ لُؤْلُؤٍ يُبارِكُ لِلنُّجُومِ أَعْرَاسَها

وَاصْطَفَيْناهُ

لِوَصْلِ حُقُولٍ تَدرَّبَتْ عَلَى حَقْنِ الْكِبْرِياءِ

في أحْلامِ الْغَائِبينَ

التَّائِهِينَ في الأَرْضِ الْيَبَابِ

الَّذِينَ يَعْبُرونَ جِدَارَ الصَّمْتِ

في صَمْتٍ

وَيَنَامُونَ في الْعَرَاءِ

تَحْتَ خِيَْامٍ تَزْدَحِمُ فِيهَا أَصْواتُ سَحَرةٍ

بِلاَ قُبَّعَاتٍ سُودْ

وَ أطْفَالٍ أَبْرِياء

بِلاَ وُعُود

تَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظاً وَهُمْ رُقُود

تَتَدَحْرَجُ عُيُونُهُمْ عَلَى حَصِيرٍ منْ الْقَشِّ

كَأَنَّهَا كُرَاتٌ رُخَامِيَّةٌ مُتَوَهِّجَةٌ

في قَلْبِ الْمَحَارِ

ثَمَّةَ ضَوْءٌ أَخْضرُ

جَارِفٌ

يُضِيءُ حُلْماً يَسْبَحُ في الْعَتَمَة

في انْتِظَارِ هَبَّةِ الْيَاسَمِينِ

وَحَنِينِ شِفَاهٍ مُعَلَّقةٍ عَلَى حَبْلِ الْأُمْنِيَّاتِ

*** 

عبد اللطيف الصافي/المغرب

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم