صحيفة المثقف

اللغة العربية بين أصالة الماضي وتحديات الحاضر (2)

محاولات الإصلاح في اللغة العربية

تضاربت الآراء، والنظرات، والدعوات الى إصلاح اللغة العربية بفروعها من مختلف الفئات المثقفة والمهتمة، وتنوعت تبعا لها المواقف المتباينة بين القبول والرفض.

ظهرت دعوات لإصلاح العربية من مختلف المهتمين باللغة من أدباء ونحّاة ومفكرين ومثقفين من مختلف الحقول؛ لتحريرها من أغلال القديم المتمثل بما أرسى قواعده، ووضع قوالبه الصوتية والصرفية والنحوية والمعجمية كل من الخليل بن أحمد الفراهيدي وسيبويه حتى قيل" من أراد أن يعمل كتابا في النحو بعد سيبويه فليستحِ)[1]. والدعوات تنوّعت بين إصلاح النحو والأدب والإملاء. وأغلب المحاولات ركزت على إصلاح النحو؛ بالدعوة الى الاختصار والاقتصار والتيسير في  قواعد النحو والاعراب.

شرعت الدعوات لتيسير النحو منذ القرن الثاني الهجري، فظهرت المؤلفات التي تهدف الى تيسير النحو واختصاره فكانت في أول وهلة لا تمس القواعد الأصلية وانما اتجهت الى الاختصار والتطبيق، ثم  توالت الدعوات لإصلاح النحو العربي فكانت "التفاحة في النحو" لأبي جعفر النحاس(ت328هـ)، و"الجمل في النحو" لعبد الرحمن بن إسحاق الزجاجي(ت337هـ)[2]، و"الإيضاح" لابي علي الحسن بن أحمد الفارسي(377هـ)، وقد ذكر في كتابه أن قطرب تلميذ سيبويه أول من طالب برفع العلامة الإعرابية، وقد عابوا عليه دعواه. وكتاب "الواضح" لأبي بكر الزبيدي الأشبيلي(379هـ)[3].

غير أن محاولة ابن مضاء القرطبي (ت 592هـ)  في كتابه (الرد على النُحّاة) كانت بمثابة الثورة على المنهج البصري في النحو[4]، وقد رد به على علماء القرن الرابع الهجري الذين توسعوا في الأمثلة الصناعية النحوية والكلام على العلل الثواني والثوالث في النحو العربي، وهو من أوائل الرواد لإصلاح النحو وتجديده. وتُعد محاولته هي الوحيدة التي اقتربت من الأصول والمبادئ النظرية ومناقشتها وفق أصول ومبادئ فكرية وفلسفية مختلفة جذريا عن تلك التي وضعتها مدرسة البصرة؛ " يقول إبن مضاء في الكتاب" وقصدي من هذا الكتاب أن أحذف من النحو ما يستغني النحوي عنه وأنبّه على ما أجمعوا على الخطأ فيه" وفي مورد آخر من الكتاب يقول" إني رأيت النحويين رحمهم الله قد وضعوا صناعة النحو لحفظ كلام العرب من اللحن وصيانته عن التغيير؛ فبلغوا من ذلك الغاية التي أمّوا وانتهوا الى المطلوب الذي اتبعوا الاّ أنهم التزموا ما لا يلزمهم وتجاوزوا فيها القدر الكافي فيما أرادوا منها، فتوعّرت مسالكها ووهنت مبانيها"[5]  . وقد نشر هذا الكتاب على يد الدكتور شوقي ضيف عام 1947؛ فأحدث صدى كبيرا في الهيئات العلمية، وفي كثير من كتابات الباحثين والدارسين المعاصرين عربا ومستشرقين[6].

ثم محاولة ناصر الدين المطرزي (610هـ) في كتابه "المصباح في النحو"[7]، وابن هشام الأنصاري(761هـ) صاحب"الإعراب عن قواعد الإعراب".[8] وكان كتابه هو دعوة الى تدريس النحو بأسلوب جديد لكنه لم يغادر المطالب النحوية ولم ييسر قواعدها.

وتوالت الدعوات لإصلاح اللغة العربية وجلّها كان في مجال النحو العربي وكل المحاولات كانت لا تمس الأصول والنظريات في النحو الاّ أنها كانت تدور حول الاختصار والتيسير والتطبيق والتعليم[9].

هذه المحاولات كانت مشجعة وموجهة لمحاولات الإصلاح والتجديد في مطلع العصر الحديث، وأولاها كان على يد المجدد رفاعة رافع الطهطاوي فألف كتابا في تبسيط النحو أسماه" التحفة المكتبية لتقريب اللغة العربية" متتبعا فيه أسلوب التأليف الفرنسي في النحو، والكتاب جاء بسيطا سهلا مُخلّصا الكتب النحوية من الغموض والاختلاف والتعقيد مستخدما فيه الجداول الإيضاحية[10].

وعلى غرار هذا الكتاب تدفّقت المؤلفات في تبسيط النحو فكان "النحو الواضح" لعلي الجارم ومصطفى الأمين،  و"التطبيق النحوي" للدكتور عبده الراجحي،  و"النحو المصفى" لمحمد عيد. كما تعدّت حركة الإصلاح في النحو الى أبعد من هذا، وأعادت النظر في أصول ومبادئ النحو فكانت أولى المحاولات هي "إحياء النحو" للإستاذ ابراهيم مصطفى(1937)[11]، ثم محاولة وزارة المعارف المصرية (1938) "وقد تشكلت لجنة منها ضمت كل من الدكتور طه حسين، وأحمد أمين، وابراهيم مصطفى، وعلي الجارم، ومحمد بن أبي بكر ابراهيم، وعبد المجيد الشافعي بقصد العمل على تيسير قواعد تدريس اللغة العربية وانتهت الى اقتراحات عديدة أهمها الاستغناء عن الإعراب التقليدي والمحلي وجعل بعض علامات الإعراب أصلية وبعضها فرعية"[12]، ثم يعقوب عبد النبي(1941-1945)[13]، ومحاولته تتألف من قسمين؛ الأول نظري عرض فيه مقترحات جديدة لإصلاح النحو، والثاني تطبيقي على بعض أبواب النحو.[14]

وجاءت محاولة أمين الخولي(1943) مشددا على أن " اللغة بطبيعتها أكثر حيوية ومرونة وإمكانات تحديث سواها ففيها على الدوام كلمات تموت وتندثر وأخرى تتوالد أو تنحت؛ لتثري معجمها وتعزز رصيدها التداولي. وهذا ما يوضحه بقوله (فاللغة من أشد المظاهر الحيوية لينا وأقلها تصلبا وتحجّرا وأطوعها للتطور، وقدماؤنا يدركون هذا واضحا حين يتحدثون عن تهذيب اللغة وعوامله، وحين يقررّون أن الاستعمال يُحيي ويُميت، ويُقبح ويُحسن، وحين يصفون تداخل اللغات وما إلى ذلك من دلائل الشعور بتأثر اللغة بالحياة تأثرا قويا)"[15].

وبعد أمين الخولي طرح عبد المتعال الصعيدي (1947) آراء مختلفة ذكر فيها عيوب اللغة العربية، ثم محمد أحمد برانق(1958)، ثم د. مهدي المخزومي (1966) في كتابين الأول بعنوان"في النحو العربي نقد وتوجيه" عام 1964، والثاني "في النحو العربي قواعد وتطبيق على المنهج العلمي الحديث" عام 1966 ؛ وفيهما أعطى مفهوما جديدا للنحو العربي متأثرا بنظام الجملة الانجليزية. قائلا فيه(لقد أصبحت الحاجة ماسة الى نحو جديد يخلو مما علق به في تاريخه الطويل من شوائب ليست منه وتعليلات فلسفية اصطنعها القوم"[16].

بعده محاولة محمد كامل حسين (1972) داعيا الى تغيير النمط النحوي في كتابه" اللغة العربية المعاصرة"، وداعيا أيضا الى وضع نموذج لغوي جديد غير النموذج القديم التقليدي، وذلك بأن رأى أن الفصحى المخففة دون العالية هي الأيسر والأكثر انتشارا، ويمثل مشروعه التقاء الفصحى بالعامية لقاء ميسرا، وذلك بأن منهجه يقوم على التدرّج من أدنى مراتبه في العامية المنقحة الى الفصحى العامية حسب المرحلة العمرية والدراسية، اما الفصحى المخففة فيقوم منهجه على عدم الالتزام الحرفي بالإعراب الاّ في الحالات الواضحة[17]. أما آخر المحاولات كانت لشوقي ضيف(1982)[18].

وأشار السيد محمدحسين الطباطبائي في تفسير الميزان الى تجديد اللغة قائلا "ولا يتم للإنسان اجتماعه المدني ولا تقدم في حياته هذا التقدم الباهر إلاّ بتنبهه لوضع الكلام، وفتحه بذلك باب التفهيم والتفهم، ولولا ذلك لكان هو والحيوان العجم سواء في جمود الحياة وركودها"[19].

وهناك تيار آخر يدعو الى إعادة النظر في العربية وتطوير الفصحى، ومثّل هذا التيار سلامه موسى حيث دعا الى إحلال العامية محل الفصحى أو إحلال الحروف اللاتينية محل الحروف العربية في الكتابة، وجوبهت دعوته هذه بالرفض الشديد والتصدي لها.

ثم جاءت محاولة توفيق الحكيم الى الدعوة الى ما أطلق عليه" اللغة الثالثة"؛ وهي النمط المتوسط للاستعمال اللغوي، وقد اهتم بدراستها الدكتور السعيد البدوي بدراسة المستويات العالية المعاصرة للغة العربية، وتوقفت عند حدود الدعوة اليها، ولم تخرج الى حيز التطبيق العملي[20].

وفي إطار مشروعه الفكري (نقد العقل العربي) دعا الدكتور محمد عابد الجابري الى تجديد اللغة العربية باعتبار أن "اللغة العربية هي المدخل الأساسي في فهم العقل العربي والذهنية العربية، بل والدين والإنسان العربي والواقع العربي. يدعم هذا ما تؤكده الدراسات المعرفية واللسانية الحديثة من أن اللغة تساهم بشكل أساس في(تحديد نظرة الإنسان الى الكون وتصوره له ككل وكأجزاء)، لذلك كان للغة العربية أثر كبير وخطير على العقل العربي، خصوصا وأنها بقيت الوحيدة محافظة على منظومتها من حيث الكلمات والنحو والتركيب منذ عصر التدوين. كما ظلت اللغة العربية الى اليوم تجر معها تراث عصر التدوين ومفرداته. ومن خلال هذه الزاوية تحددت أسس التفكير العلمي وأدواته بنظر الجابري في الثقافة العربية فيه بذلك محددا حاسما للعقل العربي في بنيته ونشاطه"[21].

وقد جرت محاولات عديدة لتطوير اللغة العربية بمختلف فروعها، وليس آخرها كان محاولة بعض من المختصين بإنشاء جمعيات مخصصة للحفاظ على اللغة العربية وتنميتها باستبدال طرق الحوار المختلفة بين الأشخاص حتى مع اختلاف جنسياتهم باللغة العربية الفصحى، وتطوير الفصحى حتى تقترب من العالمية أكثر بإدخالها كلغة مندرجة في عالم برمجة النت والتكنولوجيا، وتطبيق جميع المناهج باللغة العربية الفصحى[22].

ويرى أغلب أبناء اللغة العربية أن إبقاء اللغة على حالها في التعبير والفصاحة والنحو هو السبيل الوحيد للحفاظ عليها من الضياع. ويعتبر بعض من المثقفين أن  قواعد النحو، وفصاحة اللغة وغناها يشكلان معا مانعا وعائقا لها عن التواصل مع اللغات العالمية ومواكبة العصر وتغيّراته؛ فلا ضير إذا تحدثنا أو كتبنا بأخطاء نحوية أو نكسر شيئا من الفصاحة اللغوية، ونتحدث بخليط من الدارجة والفصحى. ويرى بعض آخر أن تبسيط قواعد النحو وتيسير المصطلحات العامية وتقريبها من الفصحى هي أفضل السبل لفهم اللغة وتيسيرها للمتكلمين بها وانفتاحها على لغات العالم الأخرى.

وما دامت اللغة العربية هي السادسة في الأمم المتحدة، فلا بد لها من تجاوز مأزق العقبات، ولكي تتجاوز المأزق على المهتمين بها أن ينظروا بمنظار الواقعية لا المثالية التي تستوجب الدفاع الأبدي عن اللغة العربية؛ وأن يصغوا لآراء ونظرات ذوي الرأي في تطوير اللغة وتجديدها، وتسديد دعوات الإصلاح بالعمل الجاد والتطبيق العملي.

وقد نطرح آراء موازية أو رديفة لما تقدم في تجديد اللغة العربية؛ وربما سَبَقَنا اليها الكثيرون؛ وهي غيض من فيض حلول مطروح بعضها أم لم يطرح؛ منها تحديث مناهج اللغة العربية في الجامعات والمعاهد والمدارس في كل مراحلها، ومسؤولية التحديث تقع على عاتق المتصدين والمختصين وذوي الخبرة في اللغة، لإعداد ملاك تعليمي متميز كفوء؛ فالتركيز الأول على تعلّم اللغة العربية بصورة صحيحة هو الممهد لتعلّم لغة الآخر، ويعتمد ذلك على وجود أساتذة لغة أكفّاء.

ومنها أيضا تحديث وتبسيط قواعد النحو بشكل دائمي لتكون واضحة بسيطة سلسة؛ فأغلب الطلاب يعانون من صعوبة النحو والإملاء الذي يشكل عقبة كأداء في طريق تعلم اللغة، وأغلب العرب حتى المثقفين منهم لا يجيدون الإملاء الصحيح ما خلا المتخصصين باللغة، فصعوبة النحو والإملاء هي أكبر تحدٍّ يواجهه أبناء العربية. وكما تطورت اللغة عبر العصور فإن -من المفترض- أن تتطور تبعا لها قواعدها، كما تطورت العلوم التطبيقية الأخرى كالرياضيات -مثلا-، واللغة من العلوم اللسانية التي تناظر الرياضيات في القوانين والتطبيقات. وأغلب أبناء الجيل الجديد يهرب من العربية الى لغات أخرى لصعوبتها، وهو أساسا جيل اعتاد على تلقي المعلومة السريعة عبر الشبكة العنكبوتية.

ونرى أن على اللغويين الاهتمام بوضع المعاجم والقواميس في مختلف التخصصات لتستوعب المفردات والمصطلحات الجديدة في اللغة؛ حتى يتسنى للغة مجاراة كل جديد في العلوم باختلافها وتحديثها باستمرار. وإن قاموس اللغة هو الرافد الأول لتقوية وتمتين لغة المتلقي، فضلا عن كونه خير مرجع للباحثين والمثقفين.

ومنها أيضا الحفاظ على الفصحى وتشذيبها من المصطلحات العامية؛ ونحن في زمن تتشابك فيه اللغات، و تختلط الألفاظ ومعانيها بفعل عالم الانترنت وما أحدثه من إرباك في اللغات العالمية عامة فضلا عن العوامل التي أوردناها؛ فكسر قوالب وقواعد العربية الفصحى في الحديث والكتابة ليست صحيحة، وتخلّ باللغة وتشطرها الى شطرين؛ كل منهما لغة خاصة لا تشبه اللغة الأصل، وإذا كانت العربية الفصحى ذات لون واحد ومتفق عليه عند كل العرب، و-مثاله- يمكن لأي عربي متعلم قراءة وفهم أي نصح فصيح؛ فإن اللهجات العامية هي سلاسل بألوان وأشكال شتى غير متفق عليها، متعددة ومختلفة باختلاف وتعدد البلدان العربية وشعوبها، وقد يفضي ذلك الى تعدد القواميس اللغوية لكل بلد باختلاف اللهجات وتعدديتها فيما لو فكّر مهتم باللغة بجمع ألفاظها العامية والفصيحة. ولستُ من دعاة تحديث المصطلحات العامية وتقريبها من الفصحى لتكون الفصحى عملية أكثر وسلسة في التواصل والحوار. واللهجات الدارجة موجودة في كل اللغات ولا تقتصر على العربية فحسب. سمعتُ من بعض الأطباء المغتربين أن من شروط تعيينهم في المستشفيات هو اتقانهم اللهجات العامة، وبعض منهم يفشل في ذلك. اللغة العربية غنية ورياضية وحيوية سواء في فصحاها أو في عاميتها.

إن استهجان اللغة والاستخفاف بقواعدها يخلّ بخطاب المتكلم ونص الكاتب، واللغة العربية بالأساس متخمة ومشبعة باللهجات العامية؛ فمراعاة فصاحة وقواعد اللغة الميسرة السلسة أثناء الخطاب والحديث والكتابة -برأيي -هو ذوق لغوي أنيق، ويضفي على الحديث لياقة ولباقة لا نجدها في غير اللغة العربية. متانة الخطاب تكون بالحفاظ على اللغة والحفاظ عليها هو حفاظ على الهوية الثقافية العربية، والانفتاح على الثقافات الأخرى من المفترض يسوده الاتزان والتعقلن.

تتجدد اللغة بتجدد وتحديث مفرداتها وقواعدها وأصول التخاطب بها. ولغتنا غنية، والمثقفين العرب تفننوا في التعبير بها، والكُتاّب العرب بارعون في صياغة الألفاظ واستحداث مصطلحات جديدة وأساليب تعبيرية هي غاية في الإبداع. ويبرعُ من له ملَكَة لغوية في إيجاد المصطلحات والمفردات الجديدة، ويعتمد ذلك على الخزين اللغوي الذي يدّخره، ولا ننكر دخول مصطلحات جديدة على اللغة الفصحى سببه التطوّر في تعليم اللغة في بعض البلدان العربية كسوريا، ولبنان، وبلدان المغرب العربي، والانفتاح على العلوم الغربية وترجمتها، وتطور نمط الحياة الكلي. ولعل أقوى العرب إتقانا للغة العربية هم بلاد الشام؛ وسوريا بشكل أخص، وبلدان المغرب العربي. و-برأيي- فإن حيوية اللغة ومرونتها وديناميتها تتحقق باستحداث ألفاظ جديدة.

و-حسب وجهة نظري- يمكن القول إن من بين أهم السبل التي تمكّن اللغة العربية من الانفتاح على غيرها من اللغات هي تبسيط قواعد النحو والإملاء، وتحديث الألفاظ والمصطلحات، وتحرير النصوص المكتوبة من الحركات التي ترهق الكاتب وتستنزف وقته وجهده البدني والنفسي؛ فالقارئ العربي لا يهتم بتحريك الكلمات بقدر اهتمامه بفكرة النص، وماذا يستفيد من الحركات؟ وهي لتلاميذ المرحلة الابتدائية لتعليمهم النطق السليم. لا ندري من الذي جاء لنا ببدعة تحريك الكلمات في النصوص العربية الحديثة؟

وبالنسبة لمأزق العولمة، فشروط اجتيازه صعبة، وتعتمد على همة وحرص وجدّ ذوي الخبرة والاختصاص في شؤون اللغة من تنفيذها؛ فالتنظير لا يفي بشيء ما لم يسنده العمل والتطبيق، ومن الشروط مثلا العمل على تعريب العلوم والمعارف بمختلف فروعها والمؤسسات العلمية والثقافية والاقتصادية، وتنشيط حركة الترجمة للمؤلفات في مختلف المجالات والتخصصات، وإعداد كادر مهتم بالمعاجم والفهارس، والاهتمام بالتعليم الآكاديمي، وتهيئة مناهج الجامعات وتوفير فرص انفتاحها على الجامعات العالمية ومراكز البحث ودور النشر، وتشجيع طلبة الجامعات على كتابة الأبحاث والدراسات اللغوية المرتبطة بالتقنية والصناعات الحديثة، أضف اليها دخول اللغة العربية في عالم البرمجة الألكترونية كما الانجليزية.

ما يجدر قوله: إن ما تقدّم ذكره من آراء ماهي الاّ محاولات لا تعني تقوقع اللغة العربية وانطوائيتها وهي سادس اللغات العالمية لكن لا لتذويبها وسط الفوضى اللغوية العارمة.

 

بقلم: إنتزال الجبوري

.........................

[1] عبد اللطيف، محمد. موقع اسلام أونلاين(19/12/2019).

[2]  نفس المصدر.

[3] المبارك، د. مازن. موقع alukah.

[4] عبد اللطيف، محمد. مصدر متقدم.

[5] نفس المصدر .

[6]  نفس المصدر.

[7] المبارك، د. مازن. مصدر متقدم.

[8]  نفس المصدر.

[9]  عبد اللطيف، محمد. مصدر متقدم.

[10]  نفس المصدر.

[11] نفس  المصدر.

[12]  عسيلان، أ. د. عبد الله بن عبد الرحيم. موقع حماسة الألكتروني.

[13]عبد اللطيف، محمد.مصدر متقدم.

[14]  في إصلاح النحو العربي، ص123- 133، نقلا عن العكيلي، أ. د حسن منديل حسن. محاولات التيسير النحوي الحديثة. بيروت: دار الكتب العلمية، 1971، ص47..

[15]  الخولي، أمين. مناهج التجديد، ص17، نقلا عن الرفاعي، د. عبد الجبار. الدين والاغتراب الميتافيزيقي. بيروت: دار التنوير، ط1، 2018، ص136.

[16]  عبد اللطيف، محمد. مصدر متقدم.

[17]عبد اللطيف، محمد. مصدر متقدم.

[18] نفس المصدر.

[19] الطباطبائي، السيد محمدحسين. الميزان في تفسير القرآن. ج19(تفسير سورة الرحمن).

[20] عبد اللطيف، محمد. مصدر متقدم.

[21]  همام. د. محمد. مصدر متقدم.

[22]  موقع ثقافية.

 

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم