صحيفة المثقف

تقرير عن ندوة دولية حول: "أدب السيرة الذاتية"

نظم مركز الدراسات العربية والإفريقية، مدرسة الألسن، جامعة جواهر لال نهرو – نيودلهي بالشراكة مع أكاديمية التميز بالهند ندوة افتراضية دولية حول "أدب السيرة الذاتية" في 5 و6 ديسمبر/كانون الأول 2020م، شارك فيها عدد وافر من الشخصيات والخبراء والأكاديميين المرموقين والأساتذة والباحثين والطلبة من مختلف الجامعات والكليات من الهند وجمهورية مصر العربية والمملكة العربية السعودية والمغرب ودولة الكويت والعراق، من أمثال الدكتور سامي سليمان أستاذ بقسم اللغة العربية، كلية الآداب، جامعة القاهرة، والبروفيسور زبير أحمد الفاروقي رئيس قسم اللغة العربية في الجامعة الملية الإسلامية سابقاً، والدكتور إيهاب المقراني كلية الآداب بجامعة الفيوم، مصر، والدكتور أيمن أحمد علي العوامري مدير مركز نور للبحث والاستشارات العلمية، القاهرة، والدكتور واصفي ياسين عباس، قسم اللغة العربية بجامعة ملك خالد، السعودية، وجيهان علي الدمرداش ناقدة أكاديمية، مصر، والدكتور عبد المجيد رئيس القسم العربي بجامعة كاليكوت، والدكتور صابر نواس سي أيم مدير أكاديمية التميز بالهند، والأستاذة سرى طه حسين، الجامعة العراقية، والأستاذ إيهاب النجدي أستاذ مشارك بالجامعة العربية المفتوحة، الكويت، والدكتور مصطفى عطية جمعة أستاذ الأدب العربي والنقد، دولة الكويت. والدكتور فضل الله شريف رئيس قسم اللغة العربية بالجامعة العثمانية حيدرآباد، والبروفيسور شقيق أحمد خان رئيس قسم اللغة العربية  في الجامعة الملية الإسلامية سابقاً، والدكتور تاج الدين المناني رئيس قسم اللغة العربية بجامعة كيرالا وغيرهم كثيرون.

وقد اشتملت هذه الندوة الافتراضية على 9 جلسات فضلا عن جلسة افتتاحية وختامية، قدم الأساتذة والباحثون خلالها أوراقهم البحثية التي يبلغ عددها 51 ورقة ككل.

استهلت الجلسة الافتتاحية في الساعة 02:30 ظهراً (حسب توقيت الهند) في القاعة رقم 1، برئاسة معالي مدير جامعة جواهر لال نهرو البروفيسور أم. جاغديش كومار. وكان الأستاذ الدكتور رشيد كهوس من جامعة عبد المالك السعدي بالمغربضيف شرف هذه الندوة، حيث شرفها بحضوره الميمون. وبهذه المناسبة، ألقى البروفيسور رضوان الرحمن رئيس مركز الدراسات العربية والإفريقية بجامعة جواهر لال نهرو كلمة ترحيبية عبر من خلالها عن بالغ سعادته بحضور الضيوف الكرام والأساتذة الأجلاء والمندوبين الآخرين الذين تشرفوا بالمشاركة في هذه الندوة الافتراضية من مختلف الجامعات والكليات.

وبعد ذلك، ألقى البروفيسور عبيد الرحمن الطيب مدير هذه الندوة الافتراضية خطابا حيويا عرّف  من خلاله بهذه الندوة وأبرز أهمية السيرة الذاتية التي تحتل مكانة مرموقة لا في الأدب العربي فحسب بل في جميع آداب العالم الحية تقريبا. سرد المدير أثناء خطابه أهم كتب السيرة الذاتية التي دبجها الأدباء والمؤلفون بمختلف لغات العالم خاصة بالعربية والأردية والهندية والفارسية والإنكليزية وغيرها من اللغات المحلية مثل البنغالية والتاميلية والآسامية على سبيل المثال لا الحصر.

وعقب ذلك ألقى البروفيسور أم. جاغديش كومار مدير جامعة جواهر لال نهرو كلمة افتتاحية عبر فيه عن شكره الخالص وامتنانه الوافر تجاه المسؤولين عن الندوة والقائمين عليها، وتحدّث عن أدب السيرة الذاتية وأهميتها في حياة الأدباء والباحثين، حيث قال إن أدب السيرة الذاتية يعتبر من أهم الأجناس الأدبية التي تفتح عيون القراء وتصقل أذهانهم كما هي تحثهم على مطالعة حياة الآخرين حتى لا يركزوا على أنفسهم واستفادوا من تجارب أصحاب السير الذاتية.كما أشار معالي المدير إلى "قصة تجاربي مع الحقيقة" وهي السيرة الذاتية للمهاتما غاندي وأكّد  على أن هذا الكتاب ترك آثارا عميقة على معظم الكتاب والباحثين والقراء في الهند وخارجها لدرجة أنهم استلهموا بالزعيم الهندي المهاتما غاندي واستطاعوا أن يفهموا أفكاره.

ويليه البروفيسور السيد عين الحسن عميد مدرسة الألسن  حيث عبر عن مشاعره تجاه الندوة وأهمية أدب السيرة الذاتية في حياة الإنسان. فأدب السيرة الذاتية، على حد قوله، يمهد للإنسان الطريق إلى التقدم والرخاء والازدهار ويجعله مثقفا. وأثناء خطابه، عبر العميد عن شغفه الكبير وحرصه البالغ على قراءة أدب السيرة الذاتية ووصف هذا الجنس من الأدب بأنه أكثر الأجناس الأدبية متعةً كما هو محبب لديه كثيراً.

ثم ألقى الأستاذ الدكتور رشيد كهوس من جامعة عبد المالك السعدي، بالمغرب  خطابه معربا عن مشاعره الصادقة تجاه الندوة وسلّط الضوء على تاريخ أدب السيرة الذاتية عبر العصور. وهكذا، أوضح الأستاذ الفرق بين السيرة الذاتية والسيرة الغيرية بشكل جيد للغاية وأكد أن السيرة الذاتية هي عبارة عن خلاصة تجربة ذاتية للكاتب وتشتمل على فترة تمتد من نعومة أظفاره إلى حين كتابة السيرة الذاتية، بينما تحتوي السيرة الغيرية على وثائق تاريخية خاصة بحياة شخص آخر وتمتد فترته من طفولة ذلك الشخص إلى وفاته، ثم تعرض بعد ذلك لمجموعة من كتب السيرة الذاتية في القديم والحديث، فضلا عن نشأة فن السير الذاتية وأصوله وامتداداته.

 وأخيرا، تقدم البروفيسور مجيب الرحمن الندوي الأستاذ بمركز الدراسات العربية والإفريقة بجامعة جواهر لال نهرو، أصالة منه ونيابة عن القائمين على الندوة بتوجيه أسمى معاني الشكر والامتنان إلى الضيوف والأساتذة والطلبة والباحثين والحضور الكرام.

وعقب الجلسة الافتتاحية، عقدت 9 جلسات أكاديمية متوازية على التوالي حسب برنامج الجلسات، تقدم خلالها الأساتذة والباحثون بمقالاتهم العلمية حول أدب السيرة الذاتية المكتوبة باللغة العربية والأردية والهندية والإنكليزية والكشميرية، وعقد بعضهم دراسة مقارنة بين السيرة الذاتية بالعربية والسيرة الذاتية باللغات الأخرى. وفي نهاية كل جلسة، خصصت بضع دقائق للمداخلات وتقديم الاقتراحات وطرح الأسئلة من قبل الحضور، وقد استفاد من هذه الفرصة عدد كبير من الأساتذة والباحثين ووجهوا الأسئلة إلى مقدمي المقالات للتوضيح وإزالة الشكوك.

وفي الجلسة الختامية، شارك عدد لا بأس به من الأدباء والكتاب والأكاديميين البارزين من الهند ومن الدول العربية وأعربوا عن انطباعاتهم تجاه هذه الندوة الافتراضية وهنأوا القائمين عليها على نجاحها، من أمثال البروفيسور زبير أحمد الفاروقي رئيس قسم اللغة العربية وآدابها في الجامعة الملية الإسلامية سابقا، والدكتورة هيفاء شاكري أستاذة مساعدة بقسم اللغة العربية بالجامعة الملية الإسلامية نيو دلهي، والدكتورة هدى خليل، والدكتور سعيد الرحمن والدكتور نعيم الحسن الأثري وغيرهم.

وقبل اختتام هذه الندوة رسمياً، قدّم مدير الندوة البروفيسور عبيد الرحمن الطيب أسمى معاني الشكر والامتنان إلى الضيوف والأساتذة والطلبة والباحثين والحضور الكرام على مشاركتهم الفاعلة ودراساتهم القيمة.

وفضلا عن ذلك، لعب الفريق الفني المكون من الدكتورة سنديشا رايبا والدكتور سونو سايني  والدكتور صابر نواز دورا فعالا في إنجاح هذه الندوة الافتراضية حيث بذل كل منهم قصارى جهودهم في تنسيق وإدارة الأعمال الفنية.

 

ا. د.عبيد الرحمن الطيب

جامعة جواهر لال نهرو – نيودلهي /الهند

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم