صحيفة المثقف

تسوق الخضار

صالح الرزوققصيدتان للشاعرة الأمريكية:

ريبيكا غولد

ترجمة: صالح الرزوق

***

1- حنين والت ويتمان

أنا اليوم

ممزقة مثل  والت ويتمان

ليكن بعلمك

أنا لست المشمش

اللذيذ المدفون في أسفل

كومة النفايات،

ولا إيمرسون

بروحه الضعيفة التي

يسهل قيادها،

أو نيتشة الذي لا يبكي.

أنا الأنوثة اليائسة.

أحسن انتقاء رغباتي، وأحسن

المشي نحو نهاية غير واضحة، وبطاعة

أسهم ضائعة وتشير إلى

مقهى الطريق المسدود

حيث أنفق الليل مع الطعام

بانتظار حبيبي والت،

رجلي الذي لا يوجد سواه،

ذاتي التي لا أطيقها

واعتقادي أنه هو أنت

اعتقادي أنك ويتمان

وصوتي الذي سن قانون البكاء،

والمتهيئ للتعرف عليك قبل

أن تجد فرصة سانحة للموت،

وقبل أن تنتهز هذا الوجود.

أنا لست والت الذي علّم نفسه

أن الواحد بشكل نهائي هو واحد،

وأن الاثنين أمر مستحيل،

ها هو والت سعيد بقدرته على الحياة.

وأنا والت، القوة المميتة،

الفقاعة الوحيدة التي تطرد

كل من يلقي كوكب الأرض على

أجراسه البليدة والثقيلة،

من يجبر الجميع على الركوع،

مع أن حفنة قليلة ترغب بذلك.

**

2 - تسوق الخضار

2101 ريبكاالثلوج ذابت قبل

أن تعود، تغطيك قشرة

من بطاقات التعريف،

ومخبوزا بإسفلت المدينة.

ها أنت تعود وأنا أفر

ليس لأنني غير مغرمة بك

ولكن لأنني بحاجة ماسة لكسر

الروتين. فأنا أعلم مسبقا

ماذا ستفعل

وماذا سأقول لك.

أنا بحاجة ماسة لأوقف الإشارات،

فهي متوقعة مثل مواعيد جمع النفايات.

وكنت بحاجة لتسوق الخضار.

وها هي عربتي تنزلق وتتدحرج مثل مسننات تدور.

وحينما كنت أرقص على طول الممرات

أنشدت لي المرأة الفرنسية ألحان البلوز.

وبعد أن اشتريت الخبز

كان علينا أن نتجزأ وننكسر معا.

توقفت في استراحة

وراقبت العالم وهو يدور

ورأيت نفسي كيف أتابعك بنظراتي.

تقارب عاشقان، كما لو أنها أول مرة.

وتذكرت أنك كنت غريبا عني.

وتذكرت أنني كنت غريبة عنك.

***

ترجمة صالح الرزوق / بالاتفاق معها

.......................

* شاعرة وقاصة أمريكية. وأستاذة الحضارة الإسلامية في جامعة برمنغهام.

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم