صحيفة المثقف

خراب من أجل الكاظمي

سليم الحسنيبلغ الوضع في العراق أدنى مستوياته، حكومة عاجزة تزداد ضعفاً مع الأيام. رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي الذي ظهر في بداية أيامه يتحدث عن ضرورة الصراحة مع المواطن وعدم الاستجابة لإملاءات الكتل السياسية، شطب على ذلك كله، فلا مصارحة مع الشعب، ولا اعتراض على الإملاءات.

القرارات ذات الجانب المالي والاقتصادي تُصاغ لخدمة زعماء الكرد، فالعراق بنفطه وثرواته صار ملكاً لهم.

السيد مقتدى الصدر يحدد السلطات والمناصب الرئاسية من الآن، ويوجّه رئيس الوزراء بخطوات العمل عبر تغريدات استعلائية تدوس بقايا الكرامة للدولة، والكاظمي لا يعترض ولا يرد ولا يحاسب وزراءه ورجاله الذين يتحكمون بمفاصل مالية مهمة في الدولة. حتى صار مقتدى الصدر هو الحاكم الفعلي للعراق والكاظمي موظفاً عنده.

حال العراق تجاوز المعقول والمتصور في تدهوره وسوء أوضاعه.

اشخاص بمصالح شخصية يقررون شق مؤسسة الحشد الشعبي تنفيذاً لمخطط السفارة الامريكية، ويفرضون على الكاظمي آراءهم وهو ساكت لا يعترض ولا يدين هذا التجاوز على سلطة القائد العام للقوات المسلحة. وليس من سبب يدعوه الى تحمل هذه التجاوزات، إلا لأنه مدين للسيد محمد رضا السيستاني الذي جاء به الى رئاسة الوزراء، ويريده في هذا المنصب في المرحلة القادمة بعد الانتخابات.

كانت خطبة الجمعة توجه انتقاداتها للحكومات السابقة، فجاء وباء كورونا ليكون مبرراً لتعطيلها، والسبب الحقيقي واضح بأن مكتب المرجعية لا يريد أن يوجه كلمة عتب واحدة على مرشحه لرئاسة الوزراء. مع أن بالإمكان إقامة الصلاة بأقل عدد ممكن وبث الخطبة علناً كما تفعل جميع الجهات التي تقيم صلاة الجمعة.

واقع بائس وصمت مطبق وحماية مريبة. تتكشف الخفايا يوماً بعد يوم، والصمت هو الصمت.

هل يُراد إيصال المواطن الشيعي الى درجة العجز الكامل بالجوع والعوز والفقر، حتى يرضى بعد ذلك بكسرة خبز يأكلها بذلّ تحت علم التطبيع والسفارة الامريكية؟

هكذا تسير الأمور، وهذا ما يراد لها.

 

سليم الحسني

٢٢ كانون الأول ٢٠٢٠

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم