صحيفة المثقف

اشتم الاسلام تصبح مفكرا

كم هائل من البرامج والحوارات واللقاءات مع شخصيات يقال عنها علمانية وهي اصلا لم تتفق حتى هذه اللحظة على تعريف جامع ومانع للعلمانية، هذه الشخصيات كسبت شهرتها من خلال تهجمها على الاسلام ساعدها على ذلك وسائل اعلام موجهة وممولة من جهات خارجية تعمل على ترسيخ فكرة الدين لله والوطن للجميع وتجري اللقاءات بشكل مكثف معهم وتسليط الضوء على افكارهم الفضفاضة، وافضل مادة يتداولها هؤلاء الخراصون هي حقوق المراة وافكار اسامة بن لادن المستمدة مع ابن تيمية، فهم اصلا يجهلون تشريعات حقوق المراة في الاسلام اولا وثانيا عندما يجمع المسلمون على جعل ابن تيمية شيخ الاسلام من حقكم انتقاد الاسلام .

هؤلاء الفطاحل ليس لديهم انجاز فكري خدم البشرية وانتقل بهم الى درجة راقية افضل مما هم فيها، بل كل ما لديهم هو اختيار بعض روايات التراث الاسلامي لجعلها مادة دسمة لهم ويتفلسف بها فيصبح وفق المفهوم العلماني مفكر وباحث وبروفسور وما الى ذلك، ساعدهم على ذلك بعض ممن يقال عنهم مفكرين في الاسلام وهم يشتغلون في علم الاخرة والبرزخ وجهنم والغيبيات والتكفير وما الى ذلك فجعلهم مادة جاهزة على طبق من ذهب كي يستشهد بهم العلمانيون لينتقدوا الاسلام.

واما الابتكارات الاصطلاحية فحدث بلا حرج ولو سالتهم عن تفسير هذه المصطلحات سنجد انها عبارات سطحية تطرق الاسلام وغير الاسلام لها قبلهم، ولست بصدد البحث في الخلافات التي يثيرونها دائما لانها اصلا جاءت من خلال مفاهيمهم الخاطئة عن الاسلام .

جعلتم من التنظيمات الارهابية التي تدعي تطبيق الشريعة الاسلامية هي الواجهة الاسلامية بينما جرائم حكومات فرنسا وامريكا وبريطانيا وروسيا والصين ومن يسير بركبهم جرائم باسم الحكومات التي اقترفتها هذا ان اعترفتم بها جرائم ولا تقولوا عنها انها ارهاب علماني، قوات امريكية تعبث بشعوب العالم واخرى فرنسية تعبث في افريقيا وبريطانية على نفس الخطى، والتي عقدت مؤتمرا استغرق سنتين قبل الحرب العالمية الاولى (1905 -1907) لتقسيم العالم العربي عندما تهزم الدولة العثمانية وزرع سرطان في الجسد العربي اسمه الكيان الصهيوني ليكون مرتع لليهود المنبوذين من قبل اوربا .

هذه الدول التي لها حدودها واسمائها هي من صناعة الارهاب العلماني ساعدهم في مؤامراتهم هذه الحكام الذين اغرتهم السلطة مع التهريج الشعبي الذي يعتقد انه حصل على الاستقلال باعتراف عصبة الامم بدولتهم بينما الحقيقة الاعتراف بهم كمستعمرة لهم بمسميات فضفاضة وهي العاجزة اي الامم المتحدة عن استرداد حق عبد اسود في امريكا .

يخرج جهبذ علماني مصري يقول ان تشريع العبيد في الاسلام لايمكن تطبيقه اليوم، اقول له انه يطبق باسلوب علماني في الدول العلمانية هذا اولا وثانيا تعلم اصول تشريع الحكم الشرعي الذي يعتمد على موضوع الحكم اي عند توفر الموضوع يصدر الحكم واليوم لا يتوفر الموضوع الخاص بالعبيد وعليه لا يمكن اعتماد احكامهم وليس هذا فقط بل الكثير من الاحكام التي لا تتوفر مواضيعها تعتبر متوقفة، واقول له هل يعلم بتجارة البشر التي تعج بها الدول العلمانية، وجعلوا حقوق لمن تبيع جسدها ويفرض عليها ضريبة كما في المانيا وفرنسا، بل وحقوق الرجل بان يفعل به (الجنس الثالث) بينما الاسلام هو من حارب تجارة العبيد ولم يثبت ابدا ان النبي محمد صلى الله عليه واله وعترته الطاهرة انهم باعوا عبدا او امة بل يشترونهم ويمنحوهم حقوقهم ويحرروهم .

مصطلح الاسلام السياسي وهو مصطلح جاء مع الاحزاب التي تدعي اعادة الحكم الاسلامي فكان الاجدر بكم تسميته الاخوان السياسي او الدعوة السياسي او التحرير السياسي باسم احزابهم لا باسم الاسلام، فالاسلام منظومة تشريعية كاملة مكملة عادلة بكل ما تحمل الكلمة من معنى ولا يمكن لا للعلماني ولا لغيره ان يعثر على ثغرة تبخس حق انسان او حيوان في اي مكان واي زمان . 

 

سامي جواد كاظم

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم