صحيفة المثقف

وزير الكهرباء الذي انفتح على إيران.. قصة ديوننا لإيران

صائب خليلخفض رعد صوته وهو يهمس لي: جاءني السفير الإيراني وسألني بأدب شديد متى اعتقد ستدفع الحكومة ديون الكهرباء لإيران؟

قلت له: المشكلة ان عليكم حظر من مجلس الامن الدولي اليس كذلك؟

قال: لا هذا حظر امريكي فقط

قلت له: إذا كان الأمر كذلك سأعمل بالتأكيد على ان نجد طريقة لدفع المبلغ لكم. هذا حقكم.

أكمل رعد: وأبلغت المالكي عدة مرات ولم يفعل أي شيء، بل لم يبد عليه اهتمام بالأمر..

كان هذا جزء من أحاديثي مع الوزير السابق "رعد شلال" (وهو ابن خالتي) حين التقيته في فينا عام 2011 وتحدثنا عن خططه وآماله وطموحاته في إنعاش الكهرباء وحل المشكلة.

تحدث عن المشاكل مقدما أفكاره ومنفتحا تماما للاقتراحات والنصائح، فبيننا ثقة كبيرة واحترام وتفاهم، واستفاد من بعضها بالفعل وأفاد العراق.

حين سألته مع أي الشركات الأجنبية وقع عقوداً وعددت بعضها، رد بشكل حاسم انه لم يوقع أي عقد مع اية شركة غربية على الإطلاق، لأن أسعارها مضاعفة لنفس البضاعة والخدمات، وكثيرا ما يغشون! وان كل الشركات التي تعامل معها كانت من إيران والهند ومصر وغيرها من الدول الشرقية (لم اعد اذكرها) لكن الأمر لم يطل معه، فبعد أسابيع من عودته الى العراق وجد مؤامرة كبيرة تنتظره.. ووقف الجميع ضده سنة وشيعة وبضمنهم رئيسه المالكي الذي ضحى به ليرضي الامريكان وبطريقة "نذلة".

في هذا التسجيل الصوتي الذي سجلته اثناء استضافته في مجلس النواب بعد استقالته مباشرة، يكشف رعد شلال قصة ديون الكهرباء العراقية لإيران وكيف منع الأمريكان دفعها وكيف تنصل ساسة العراق من دورهم ووضع أمام النواب حقائق وأرقام مخيفة تم تجاهلها وكأن شيئا لم يكن. وهو يذكر هنا دور الـ "تي بي آي" (أي المصرف التجاري العراقي)، وكيف ان اميركا تسيطر على العراق به وتفرض على العراق ان يكون جزءا من اية مقاطعة لأية دولة لا تعجب اميركا، ولم يحاول أي سياسي عراقي ان يكسر هذا القيد عن بلده، بل ولم يتجرأ أحد على كشف هذه الحقيقة حسب علمي، غيره.

إضافة الى هذا، كشف رعد شلال في بقية التسجيل، كيف أنقذ حوالي 11 مليار دولار للوزارة من شركة سيمنز ومن مشاريع الخصخصة اللصوصية التي وقعها كريم وحيد وقام رعد بإلغائها، وسأقوم بنشر ذلك لاحقا، فقد اقتطعته لكيلا اشوش على موضوع مديونية العراق لإيران واسبابها وموقف الساسة منها.

اليوم، مازال الدين قائما، ولم تسلم مبالغه ولم تبحث اية حكومة عن طريقة لذلك بعيداً عن المصرف التجاري المرتبط ببنك جي بي مورغان (أحد اشد البنوك الامريكية علاقة بالصهاينة وله تاريخ ابتزاز بشع حتى في اميركا) لكيلا تغضب أسيادها الأمريكان، مما تسبب في النهاية في مشكلة الكهرباء الحالية. وتم تسليم المصرف التجاري العراقي من قبل الكاظمي ومن جاء بالكاظمي، إلى رجل مشبوه شريك لاحد المستوطنين الصهاينة، ولعل هذا يعطيكم فكرة عما حل بالعراق بفضل نذالة وانحطاط الساسة والنواب الذين توالوا على حكمه، واخرهم من جاءوا بعميل السفارة وشريك الصهاينة، وهم يرفعون أصواتهم بالوطنية والتخلص من الاحتلال وغيرها من الأكاذيب دون أي ضمير او كرامة، ومدى الهاوية التي يرسل اليها البلد!

 

صائب خليل

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم