صحيفة المثقف

الحلم العربي على متن باخرة نيلية

قاسم المحبشيشيئان يخلبنا العقل والوجدان مشهد غروب الشمس ومشهد قلوع الباخرة في نيل القاهرة. والباخرة أنثى والشمس أنثى والمدينة أنثى ومصر أم الدينا. وحيثما تحل الأنثى تحل الحياة المفعمة بالفرح والأمل والسلام؛ تلك التنويعية الباذخة بالبهجة والجمال اجتمعت عصر هذا اليوم على متن الباخرة الأنيقة سكاريبة الرابضة في كورنيش النيل الدائم الجريان منذ خلق الله الدنيا وما عليها. هناك جمعنا الحلم العربي في اليوم الأول للعام الميلادي الجديد ٢٠٢١/١/١م. بدعوة كريمة من سفيرة الحلم العربي ورئيس منظمة الحلم العربي للعمل الإنساني الدكتورة عبير سليمان. ذهبت برفقة زميلي وصديق العزيز الدكتور أحمد ياسين السليماني استاذ النقد الإدبي بجامعتي صنعاء وعدن. ذهبنا بحسب الموعد المحدد بالدعوة ودلفنا الباخرة من بأبها الوسيع. بالنسبة لي كانت تلك المرة الثانية التي سنحت لي بها الفرصة لصعود باخرة نيلية كبيرة وجميلة؛ المرة الأولى حضرت في زواج أحد الاصدقاء اليمنيين في كورنيش المنيل وكان الوقت ليلا بينما اليوم ذهبنا في وقت مناسب جدا مع مقدم الأصيل اغتنمنا الفرصة واستئذنا من راعية الحفل للصعود إلى سطح الباخرة. صعدنا وشاهدنا القاهرة من قلبها وسط البلد حيث تصطف الأبراج الفندقية العالية مقابل برج القاهرة الشاهق. كان منظرا ساحرا امتزج فيه الجلال والجمال؛ جلال الشمس الغاربة بلونها الذهبي المنعكس على مياة النيل الجارية وجمال الكورنيش والباخرة والقاهرة. التقطنا صورا تذكارية ونزلنا إلى قاعة الاحتفال المفعمة بالدفى والحيوية والنشاط بما رحبت من الحضور النخبوي للنوع الاجتماع وما تخللها من فقرات فنية وثقافية رشيقة من التراث الشعبي المصري العريق.

كان حفلا بهيجا وممتعا وكريما

لمدة ساعتين عدنا منه بجائزة نوط الاستحقاق الحر من رابطة المرأة العربية الحرة ضمن أفضل الشخصيات الإنسانية المؤثرة بالوطن العربي لعام ٢٠٢٠ وشهادة ووسام وديوان شعر بعنوان (وأغلقت المدينة عينيها) مشفوعا بالإهداء والتوقيع للأستاذة الدكتورة فتحية الفرارجي استاذة الأدب الفرنسي في جامعة طنطا. وهكذا هي مصر دائما زاخرة بالحيوية والناشط وفاعلة وفعالة في كل الظروف والأحوال مع الالتزام الصارم باجراءات الوقاية والسلامة الصحية وارتداء الكمامة.

شكرا لأرض الكنانة التي مابرحت مثل أسمها والشكر موصول لسفيرة الحلم العربي الدكتورة عبير سليمان التي نظمت هذه الحفل البهيج على متن الباخرة سكاريبة بما يحمله المكان والزمان والوسيلة  من دلالة بالغة القيمة والأهمية. وحينما تحمل مصر رأية الحلم العربي يكون للحلم الف معنى ومعنى.

وما أجمل أن يستهل العام الجديد بحفل بهيج للحلم العربي على متن باخرة نيلية وديوان شعري فرارجي!

 

ا. د. قاسم المحبشي

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم