صحيفة المثقف

بطاقة هوية في أوان المظلمة

سارة فؤادإن لم تأت أبدًا.. وإن لم آتك أبدًا إن سال شريان وقتي على حافة حادة وانتحارية حمراء، لزجاجات العطر المهدرة! إن تناهى إلى جسدي التراب وامتزج بتراب جسدك الرحيم  لنعصف معا مستقبلا فوق صخب حياة الآخرين وتحت أحذيتهم!

البراءة خاطفة الصغار تودعك في محاجر الظنون الطيبة، فالحياة ستظلم الجميع بما فيهم أنت!

لذا لست وحدي من سيكتب على صدره يسارًا _اسم المُستخدِمةِ التائهة /سارة !

جذور شجرة قديمة تتنامى بأصابعي كالحاضر على المغزى لألقاك بين التزاحم وأمس وجهك الجميل! تتشابك جذوري بجذور ثرثرة الغابات بين التزاحم.. فأميل برأسي فلا ألمحك، أميل برأسي فلا أجدك خلف الناس، وأدرك أنك لم تعد تقف هناك.. لقد ابتلعتك الغابة مثلما ابتلعتني!  هكذا أعرف لماذا يميل أحدهم برأسه وقت الحنين، ولماذا ينكسر الضوء واقفًا إذا غرق..!

أبحث خلف الجذور.. خلف الوجوه الضاحكة عن وجه من أحب خلف الموجود، خلف المعروض، خلف المفروض!

أميل برأسي لأبحث عنك في النقاط التالية.. أميل برأسي لألمحك في الحكمة المؤجلة.. في الوقت الساحق، في أرض الميعاد، في القصص التي أكتبها عن المفر، ولكن على غيابك ينام الوقت غريبا بين تصاميم الهياكل العظمية.. أميل برأسي مع الوقت كالنبات المرهق!

تتمدد أحلامي بك بين هشيم الرؤوس والعيون والأخبار، بل تسكن أخيرًا على أشجار الشوكولا بوجهك، أمسسك بعيوني في وعيك.. وفي لا وعيك! في إدراكك وإعراضك، في اتهامك والفراق!

أستتر بنقطة في فنجانك، كيتيمة ارتسمت فجأة في بياض حزنك الذي يرتشف العمر.. وأنت لاتأتي أبدا.. وهي لا تأتيك أبدا!

لأنك.. برجولة برية تثق بنفسك وتصدق المظلمة الكبرى، لأنك تؤمن بالحياة في معرض التلاشي  وتنفض.. الغبار بهيبة عن كتفك! وتضبط.. اسم المُستخدَم التائه يسارًا!

***

سارة فؤاد شرارة

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم