صحيفة المثقف

العقل العلماني بحاجة الى تجديد حتى يفهم الاسلام

المجتمع الجاهلي قبل الاسلام لم تكن كل حياته جاهلية بل هنالك بعض العادات والتقاليد والتشريعات صحيحة اما بقية مفردات حياتهم فكانت مجموعة من العادات والتصرفات الجاهلية اضافة الى الشرك في العبادة، جاء الاسلام لكي يجدد هذا المجتمع من خلال الحفاظ على الصحيح ونبذ الخطا مع احترام خصوصياتهم التي يتمسكون بها ما لم تتعارض مع الايمان بالله عز وجل (لكم دينكم ولي ديني) اما ما يخص العقائد الاسلامية فانها لا تخضع للتنازلات، فعندما كانوا يطوفون عراة حول الكعبة جاء الاسلام وحرمها، وعندما كانوا يضعون الاصنام في الكعبة، الاسلام منعها، وعندما يأدون البنت ويحتقرون المراة، جاء الاسلام وحرمها، وعندما يمارسون الزنا واللواط حرمها، اما التعبد في الكنيسة فلم يمنعهم الاسلام (المباهلة)، واما مسالة الجواري والاماء فقد حاول الاسلام اجتثاث هذه التجارة ولو كانت ثقافة لحرمها لكنها تجارة واموال، وبالرغم من ذلك وضع عليها قيود لضبط الاتصال الجنسي بينهم حيث كانوا يمارسون الجنس بدون ضوابط .

ولان القران الكريم هو معجزة الاسلام الخالدة الى يوم الدين فهذا يعني ان خطابه متجدد طالما تتجدد الحياة، واهم شيء في التجدد يعتبر عصب التجدد هي اللغة العربية فان لم يفهم حيثياتها وبلاغتها في عصرنا هذا ويتهجم على الاسلام فهو متخلف بامتياز، واكثر شريحة متخلفة لا تعي التجديد هي شريحة العلمانية .

عندما يعود المجتمع الى تنظيم البغاء وعمل العاهرات وفرض ضرائب على عملهم الجنسي فهذا هو التخلف الذي يحتاج الى تجديد حتى يفهم الاسلام، وعندما يشرعون زواج المثل والجنس الثالث (اللواط) فهذا يعني انهم عادوا للتخلف وبحاجة الى تجديد حتى يفهموا الاسلام .

وعندما يمارسون الاعمال الربوية في كل التعاملات المالية لهم فهذا يعني الابتزاز والتخلف بعينه وتجمع الاموال عند طبقة معينة فهذا بحاجة الى تجديد حتى يفهموا الاسلام، وعندما يجعلون الحرية بشرب الخمر والتعري في الاماكن العامة فهذا يعني شريعة الغاب بعينها وعليهم ان يطلعوا على الاسلام حتى يعلموا ماذا يعني التجديد، وعندما يمارسون الحروب والقتل والاغتيال فهذه جرائم تحت مسميات اشبه بمسميات اليهود الذين نكثوا عهودهم مع الرسول وجمعوا الاحزاب لمحاربة الاسلام والنتيجة لم يعاملهم الرسول بالمثل بل خيرهم بين الهداية والجزية (رسوم الاقامة) او الابتعاد عن ارض الاسلام .

الاسلام رفض التفريق بين البشر بين الاسود والابيض وجعل التقوى هي الميزان بينهم على عكس من قتل جورج فلويد، او يحتفظ بتماثيل لتجار الرقيق .

الاسلام له معاييره الخاصة السماوية في تشريع القوانين التي تخدم البشرية وتنشطر الى شطرين عبادات ومعاملات وجميعها ضمن احد انواع الاحكام (واجب، حلال، حرام، مكروه، مستحب) واهمها الواجب والحرام، فالواجب تركه حرام، والحرام تركه واجب، وبعضها تخص الانسان مع الله وهذه بينهما اما بعضها الاخر تخص الانسان والمجتمع فهذه تكون ضمن ضوابط الثواب والعقاب .

في زمن الرسول صلى الله عليه واله كانت هنالك امبراطوريات قطعت شوطا في تقدمها العمراني على المجتمع الجاهلي، وعندما بعث الاسلام بدا ببناء الانسان لدرجة ان الكثير من اتباع هذه الامبراطوريات اعتنقت الاسلام، وعندما اسس الاسلام حضارة علمية فكرية عمرانية كان الجهل في اوجه في اوربا، حتى شنوا حروبهم الصليبية التي تجلت كل معاني الوحشية فيها مثل الوحشي الذي قتل الحمزة عم النبي عليهما السلام بينما الاسلام يعامل الاسرى معاملة حسنة لم ترتق اليها العلمانية في معتقلات غوانتنامو، ولا فرنسا في باريسها .

اما الذين يدعون الثقافة فانهم افضل ممن يتبع ابن تيمية والمغيرة وابن العاص لانهم من جنس واحد من الثقافة في الغدر والغاء الاخر والمكر .

 

سامي جواد كاظم

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم