صحيفة المثقف

ورقةُ التوت

احمد الحليحتى وإن أطفأوا ناري

وطمسوا جذوتَها

لن يطولَ الوقتُ

حتى تتدحرجَ من رمادِها

جمرةٌ

تُحرِقُ الأخضرَ واليابس

 

على مرأى من النهر

بدأت شجرةُ الرُّمانِ تتعرّى

راحت أوراقُها تتساقطُ

ورقةً بعدَ أخرى

وأخيراً لم يتبقَّ عليها

سوى ورقةٍ واحدةٍ

التمست من شجرةِ توتٍ بجنبِها

أن تُعيرَها ورقة

 

في الطريقِ إلى موعِدِ لقائي بكِ

شاهدتُ زهرةً جوريةً حمراءَ

لم أرَ مثلَها من قبلُ 

توقفتُ عندَها ثمّ انحنيتُ

ومددتُ يدي لكي ألمسَها

فوخزت يدي أشواكُها

وسالَت قطراتٌ من الدمِ 

كان ألمُ الوخزِ مبرّحاً

ولذيذٌاً  في آنٍ معاً

 

أقِفُ  إزاءَكِ عاجزاً

وقد أُسقِطَ في يدي

تبقى طلاسِمُكِ مضمرةً

وأبوابُكِ مُلغِزة

وجهُكِ غابةُ أسرارْ

طَوراً أقعُ فيهِ

فريسةَ ضواري

وتارةً أقطفُ

أشهى الثِمارْ

***

أحمد الحلي

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم