صحيفة المثقف

أبواب

صالح الرزوققصة: ليني زوماس

ت: صالح الرزوق


 

 الشيطان مشغول.

شاهدت بالأمس شابا يدعو مظهره “للشبهات”. يقول الجيران إنني نظرت بعينه مباشرة وألقيت عليه التحية. عموما لم أسجل أي نشاط مشبوه. وفي حالات سابقة مشابهة اتصلت بالشرطة ولم أحصل منهم إلا على هذا الرد “إن لم تشاهد أي أفعال مشبوهة، لا يوجد لديك شيء لتبلغي عنه”.

وفي الحقيقة إنني لا أملك دليلا واحدا ضدهم باستثناء أنهم مشبوهون، وحري بي أن أعلم إن كانوا قد ظهروا بحالات مشبوهة في منطقتنا.

رجل ضعيف حاول أن يقتلع شجرة من الشارع في منتصف الليل.

طبعا هذا مزعج، والأسوأ أنه كان لدي دليلان على شيء يحدث على مقربة مني.

واليوم دق على بابنا رجل أسود فارع الطول.

ودمدمة صاخبة مجانية انطلقت في 1:30 صباحا وسمعتها كل المنطقة المجاورة.

هل يثير حنقك إن قلت :”رجل آسيوي ضخم” أو “رجل أبيض عملاق”؟.

ليس تصرفا عنصريا إن قلت إن رجلا أسود ضخما قرع باب بيتك. فهذا ما جرى حقا.

ولأنني مصورة فوتوغرافية رأيت عدة أشياء “غير مرئية”.

عاهرات حقيقيات مخمورات فقدن رشدهن قبل 8:55 مساء.

يرجى إخباري إن حصل بالصدفة وقابل أي منكم شيئا مهملا، لتكن ساقا عظمية بحجم كامل. فساقه المتبقية تشعر بالوحدة.

كانت هناك مركبة مشبوهة في الـ 15 بين فيلينغ وشيفير صباحا. والسيد الذي كان في السيارة حدجني بنظرة ثاقبة وأنا أغادر البيت لأرافق الكلب بنزهة. لكن هذا لم ينذرني بأي شيء مهم.

وإنما لاحظت أنه لا ينتمي لهذا الحي وكان يحمل على كتفه حقيبة سوداء ماركة نايك.

ربما علينا أن نترك على شرفاتنا لهؤلاء اللصوص مفاجآت أخرى - ولعله يتوجب علي أن أحتفظ بكل براز كلبي العجوز في علبة ، وأضعها على الشرفة مغلقة بالكامل.

وإن كان عندهم أولاد، سيرسلونهم لمدارس أخرى، ولذلك لن يدوس أبناؤهم وهم يجرون على البقايا المتعفنة.

وعندما نظر لهم زوجي معتقدا أنهم متطفلون محتملون، ردوا “كم عدد الأشخاص الذين يسرقون مكانا وهم عراة؟”. و“نحن لسنا أشخاصا شريرين”.

أنا لست مسيحية، وبوجود أشياء من هذا النوع، ربما لن أكون مسيحية على الإطلاق.

كنت مزكوما والكلب دون ثيابه ولذلك لم نخرج إلى الشرفة كالعادة.

كلب يلتهم المخدرات ونحن نمشي في شارع ألبيرتا - وهو عمليا نقطة نهاية بالنسبة لأشخاص يتقنون الأعمال غير القانونية والقادمين من “باطن الأرض”.

ولكنني لا أحترم أحدا يطلب مني “التركيز”. هذه خشونة.

دعنا نمسك بقاتل الهررة في بورتلاند.

اعتدت أن أعيش في قاع الجحيم - جاء كثيرون، لكن قليل منهم ذهبوا إلى البيت.

هل فعلا تريد مسدسا موجها على وجهك في غرفة المعيشة؟. أنا لا أريد.

لم أحلب معزاة على الإطلاق، مع أن هذا في دمي.

وكما قال شرشل: في النهاية نقوم بما يجب - لكن أول محاولة خاطئة دائما.

هذه النباتات الجميلية تنحني تحت المطر، وتصبح صفعة بالوجه، عيبا بالثياب، وعموما مصدرا للمخاطر.

أصدقائي الطبيعة دائما تمتص دمك في النهاية.

***

 

......................

 ليني زوماس Leni Zumas: روائية أمريكية من واشنطن. وتعيش حاليا في أوريغون. من أهم أعمالها رواية: الساعات الحمر، المستمعون، وداعا أيها الملاح (قصص)....

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم