صحيفة المثقف

العراق وعمقه الإستراتيجي لدول الخليج

ضياء محسن الاسديان مؤتمر القمة الخليجي الذي عقد في مدينة العلا خطوة مهمة وإيجابية في هذه المرحلة المتوترة التي تشهدها الساحة العالمية والشرق الأقصى وخصوصا المشاكل الخليجية المتأزمة مع بعضها البعض وإدراكا منها في حل كل المشاكل العالقة وتصفيرها في الوقت الحالي وردم الصدع الذي حصل في العلاقات لدول الخليج العربي والذي أنعكس هذا التوتر على كثير من دول المنطقة ومنها العربية وازداد على ضوءها كثيرا من الخلافات والتخندق على محاور عدة وتأثيرها على الصعيد السياسي والأمني للمنطقة العربية بالخصوص فأن عقلانية الحوار الأخير ساهم كثيرا في تقليل الأزمة والعودة بالمجلس التعاون الخليجي إلى سابق عهده وهذا يؤشر إلى نضج الرؤيا وعقلانية التفكير في السياسة وإدارة الأمور بجدية ومنطقية وما يهمنا من الأمر أن هذا الانعطاف الجيد في مسيرة العمل الموحد الجاد والمثمر لدول المجلس الخليجي والتي لها تأثيرها المباشر والغير مباشر في سياسة العراق الداخلية وما يمكن من عمله في أعادة مسار العلاقات معه وإرجاع التعاون المثمر في بناء اقتصاده المتردي والأخذ بيده إلى أحضان الأمة العربية فالسؤال هل سيعيد مجلس التعاون الخليج اللبنة المهمة التي يشكلها العراق بثقله الاقتصادي والسياسي إلى الجدار العربي والتي فقدت بعد عام 2003 ميلادية بعد ما تُرك العراق وشعبه وحكومته تصارع المشاكل الداخلية والخارجية التي عصفت به والحروب التي شهدها لفترات عديدة من الحروب الطائفية والاقتصادية والأمنية والتي تركت أرثا من النزاعات الداخلية المدمرة أثرت بنيرانها على الدول المجاورة له فهل كان للعراق حصة من النقاش في حل كل الخلافات المتعلقة معه والعمل على المصالحة بأفكار وعمل تساهم في نهضة العراق من كبوته وما هي السبل في إعادة العراق إلى أحضان المحيط العربي بعدما اختطفته كثيرا من التيارات المعادية لدول عالمية بعيدا عن السرب العربي وتعريض أمنه الداخلي والخارجي لهزات عنيفة أدت إلى تردي وضعه السياسي والاقتصادي والصناعي وجعله فريسة لمشاريع سياسية خارجية تنفذ على أرضه وشعبه . وبالرغم من أن العراق ضعيفا الآن فأنه ما زال يشكل العمق الإستراتيجي لدول المنطقة والدول الخليجية بالخصوص لما يملكه من ثروات طبيعية ومقومات التكامل الاقتصادي والتجاري العربي وكذلك الموارد البشرية والثروات الطبيعية التي يمكن الاستفادة منها على المدى البعيد كون دول التعاون الخليجي تعتمد على النفط في سياستها الاقتصادية الزائلة على المستوى القريب . فالعراق هو البوابة الشرقية للوطن العربي كما يسمونه العرب فالحفاظ عليه وعلى نسيجه المجتمعي والسياسي من العبث به يصب في مصلحة الدول العربية فليس من مصلحتها أن يكون العراق ضعيفا لا اقتصاديا ولا سياسيا . فعلى العرب ومجلس التعاون الخليجي أن يدركوا لا سبيل لهم إلا في التقارب مع العراق شعبا ودولة واحتوائه وتقويته لكي يقف على قدمه ثانية ولا يكون خاصرة رخوة وضعيفة للجهة الشرقية للوطن العربي حيث يمكن استغلاله ضد دول المنطقة العربية فأن أمن المنطقة هو أمن العراق وهذا ما على العرب العمل عليه في المستقبل القريب والبعيد والعمل على أعادة هيبة العراق ومساندته في محنته الآن ....

 

ضياء محسن الأسدي

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم