صحيفة المثقف

إجرامية الحرب السيبرانية الغربية الجنسية والمخدرات الرقمية

احمد عزت سليمفى إطار الحرب السيبرانىة الغربية يجرى استهداف وشراء واستدراج الأطفال والشباب واستمالتهم حيث أن العديد منهم يعتقدون أنهم أصبحوا ناضجين ورغم أنهم ليسوا على بينة بالمخاطرفي مشاركة معلوماتهم الشخصية وصورهم وفاعلياتهم علنا ومع "مجهول" على مواقع الشبكات الاجتماعية أو مواقع الألعاب، وبما يزيد بقوة من احتمالات فاعليات الأغراض الجنسية .

وعلى الرغم من القوانين الغربية الصريحة فى مواجهة الإباحية والفحش والمحتوى غير اللائق والمواد المسيئة، والتى تمارس فى مجتمعاتها حماية للمواطن الغربى فإنه يجرى التأكيد الدعائى الغربى بحقوق الإنسان الشخصية فى ممارسة الخصوصية والفردانية والحرية والحميمية اليومية فى المجتمعات السيبرانية وحق الوصول والتفاعل غير المحدود والتعبير عن الأحلام والرغبات وبلا حدود، ذلك خارج نطاق دولهم وتدعيم كافة إنتاج ونشر التقنيات والبرمجيات والأدوات والأنشطة الخاصة بالممارسات السيبرانية الجنسية ومن المواقع الموجهة المنتشرة بأراضيها وتحت التوجيه الاستخباراتى الغربى، والدعم الاستخباراتى للجماعات الجنسية فى العالم الآخر واستغلالهم فى عمليات التجسس وتفتيت الواقع والاختراق للأنظمة الوطنية المعارضة والمقاومة للسيطرة الغربية، وفى إطار امتلاك لبرمجيات التحليل والرصد والتصيد واسعة النطاق والتى تسمح لها فى التحكم والسيطرة فى استغلال العملاء .

وأصبحت المواقف الجنسية وانتشار أدوات وأنشطة الجنس مكون أساسى فى ممارسات الإنترنت وضمن الحرب السيبرانية يساهم فى إعادة تشكيل الهوية للمواطن من خلال العلاقات المتبادلة الحميمية فى كل وقت وعلى مختلف أنواع البشر وعلى النحو التالى: ــــ النساء الناشطات جنسيا، المثليون جنسيا في سن المراهقة والكبار، ثنائيي الجنس بالممارسة المفتوحة الشائعة أو الخاصة، والبعض  من الناس مع شركاء متعددى الجنس، لجزء من الوقت أو العاملين في مجال الجنس بدوام كامل، والتعلم وتبادل المناقشات والخطابات ونشر المعلومات، وعمل بروفات للممارسات، ونشر وسائط بيع الجنس من أجل المال ووسائط الجنس الطوعى وتبادل الخدمات الجنسية، وتشكيل المجتمعات الجنسية الجديدة العامة والخاصة، واستهداف تسييس الجنس فى الأقليات والمناطق الحدودية والأقاليم التى تطالب بالانفصال وفى التجمعات الشعبية وتستهدف هذه العمليات ضرب وحدة الأوطان وتغيير العقول والاستيلاء عليها والتحكم فيها وتوجيهها، وخلق أجيال جديدة لا تعرف قيمة الوطن ويسيطر عليها القلق والخوف وعدم اللامبالاة والخضوع والفردانية والذاتية ووصولا إلى تسييد الأدمان الجنسى الرقمى  .

وكما يجرى من أجل ابعاد المجتمع عن الواقع القهرى السياسى المعاش، استهداف استخدام مقاهي الإنترنت ومايطلق عليه فى مصر "السايبر" عن عمد لاستدراج الأطفال والشباب لأعمال مخلة بالآداب، ومع انتشار خدمات الاتصال عن بعد وتقديم المقاهى لخدمات الإنترنت اللاسلكية وإقامة مقهى إنترنت إفتراضى  virtual internet cafeوحيث يتم استخدام حواسب المقهى عن بعد عوضا عن حاسوبه الشخصى ويبقى المستخدم مجهول كلياً بينما يحمي حاسوبه الشخصي من الملفات الخبيثة وملفات التجسس والفيروسات، ويمارس مايريده بكل حريته ورغبته وبدون إثبات للشخصية وبدون إحراج وبعيدا عن الرقابة العائلية وبدون معاييرها القيمية والأخلاقية،  ومما يجعلهم يتعرضون إلى مخاطر عدة منها: ــــ

ــ الوصول إلى محتويات مؤذية وغير شرعية .

ــ عمليات الابتزاز والاحتيال على الإنترنت .

ــ التشهير، سوء استخدام البيانات الشخصية وانتحال الهوية .

ــ مواد إباحية للراشدين .

ــ استغلال الجنسي الأطفال .

ــ التحرش والاستمالة لأغراض جنسية .

ــ المقامرة، الإدمان على ألعاب الإنترنت .

ــ إغواء الأطفال والشباب للقيام بشراء، بيع أو مقايضة مواد مؤذية ومسيئة لهم (مثل المخدرات، المواد الإباحية) .

ولا تقتصر الحرب السيبرانية فى هذا الإطار بل تمتد إلى تسييد وزرع المخدرات الرقمية والتى تعنى طبقا لاكتشاف عالم الفيزياء الألماني هنريش دوف علاجا عام 1839م يفيد أن تسلط ترددين مختلفين عن بعضهما في كل أذن من شانه معالجة مرضاه النفسيين المكتئبين والقلقين، وهذا ما يتطابق بالضبط مع تعريف " المخدرات الرقمية "  والتى  تعنى ملفات صوتية يتم تحميلها عبر مواقع انترنت عالمية معروفة، أو من خلال رسالة بينية وهذه الملفات الصوتية بها نغمات حيث يسمعها الانسان في كل أذن بتردد مختلف، ويعادل الأثر الذي يتركه الملف الأثر ذاته من تدخين سيجارة محشوة بالحشيش أو تناول جرعة من الكوكايين، ولها ذات تأثير المخدرات والجنس والرعب .. " ومع التطورات التقنية ووصولها إلى مستويات التعامل مع كافة حواس الإنسان أصبحت المخدرات الرقمية تعنى السيطرة على الإنسان وتغييبه عن واقعه تماما ومن خلال الملفات الصوتية والبصرية  والتى يتم تحميلها عبر مواقع إنترنت مباحة ومشاعة وسرية، متعددة المستويات فى الفضاء السيبرانى عالميا وقوميا ومحليا ويجرى تقديمها وتسوقهاعلىأنهاآمنةوشرعية، أو من رسائل بينية وهذه الملفات الصوتية والبصرية بها نغمات وصور وكليبات وفيديوهات يستخدمها المستخدمبكل حواسه وبترددات ومستويات مختلفة، ومع رخص أسعار التقنيات الرقمية وتوفرها بتقنيات عالية المستوى انتشرت وتنوعت عملية المخدرات الرقمية لتشمل إدمان كافة الاتصالات الصوتية والبصرية والحركية وفاعلياتها، وتوفرها مع تقنيات المحاكاة الافتراضية والعملية الحركية والبصرية، ولم يعد مشهد السماعات والنظارات والكليكات الرقمية غريبا مع الإنسان فى عمله ومدرسته وجامعته وتسوقه وأثناء طعامه وحتى  أثناء دخوله الحمام لقضاء حاجاته أو مع نومه وحتى فى أماكن العبادة، ويبلغ الأثر الذى تتركه المخدرات الرقمية ذات آثار التغييب والانسحاب وعدم الوعى والذى تحدثه المخدرات المعتادة، يذكر مدير إحدى هذه المواقع الإلكترونية:  " إن عدد المدمنين المسجلين في موقعه يصل الى 7000 آلاف مدمن من بينهم ألف طفل تتراوح أعمارهم بين 10 - 14 سنة من محافظة بغداد لوحدها ... ثم وصل العدد إلى 25000 ألف لاحقا " .

وفى إطار الحرب السيبرانية الجنسية والمخدرات الرقمية ومن خلال تقنيات الخداع والتصييد والمراقبة والتسجيل وتقنيات دمج وتركيب الصورة والحركة لخلق واقع جديد، فإنه يجرى استخدامها كتكتيك للحرب النفسية السيبرانية وذات أهداف استراتيجية تتمثل فى إذلال المعارضين والمقاومين السياسيين المعارضين للأنظمة ودفعهم للإستسلام والخضوع وترهيبهم وتشويه الحركات الوطنية المعارضة والانتقام منها وتحطيم روحهم المعنوية .

 

أحمد عزت سليم

عضو إتحاد كتاب مصر

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم