صحيفة المثقف

عود على الامثال الروسية (34)

ضياء نافعالترجمة الحرفية – أكثر القضاة صرامة – أطفالنا .

التعليق – مثل رائع حقا، فالاطفال يقولون الحقيقة بشكل مباشر ودقيق، دون خوف او مجاملة او اي اعتبار آخر، ولا يقدر القضاة على ذلك في معظم الاحيان (خصوصا  في ظروف بلداننا)، ولهذا فان اطفالنا فعلا (أكثر القضاة صرامة !) . ما أجمل هذه الملاحظة الذكيّة جدا والصحيحة جدا في مسيرة حياة الانسان في كل مكان وزمان .

**

الترجمة الحرفية – في العالم كثرة من كل شئ، كالماء في البحر .

التعليق – يضرب هذا المثل للمتشائمين (وما أكثرهم في حياتنا !)، الذين يرون الاشياء السلبية فقط في عالمنا، ويتحدثون عنها، ويبالغون في احاديثهم تلك، ويتناسون كل الجوانب الايجابية الاخرى في حياتنا . يوجد مثل روسي (سبق وان ذكرناه) يقول -   (العالم  - جبل ذهبي) ...

**

الترجمة الحرفية – امّا تتأسف على العلف، وامّا على الحصان .

التعليق – يضرب هذا المثل الطريف عندما يجب على الانسان ان يختار بين شيئين بملامح وصفات واضحة  تماما  في كل الجوانب، ولكن هذا الانسان  - مع ذلك - لا يستطيع تحديد موقفه ...

**

الترحنة الحرفية – كلمة الاذعان تتغلب على الغضب .

التعليق –  نعم، المثل صحيح فعلا، فمن اجل اطفاء جذوة الغضب يجب التساهل، اذ ان العناد او المناقشة في تلك اللحظة تؤدي الى نتائج عكسية تماما . 

**

الترجمة الحرفية – الخطأ ليس خداعا .

التعليق – يمكن لكل انسان ان يخطئ، ولكن الخطأ لا يعني، ان الانسان يخدع الآخرين، أمّا الخداع  فيعني ان الانسان يخطط لذلك ويعرف مسبقا انه يكذب . مثل عام  ودقيق جدا، ويتناول حالة انسانية تحدث في كل المجتمعات، ويجب أخذها بنظر الاعتبار ...

**

الترجمة الحرفية – الدموع ليست حلّا للمصيبة .

التعليق – موقف يتكرر امام المصائب تلقائيا عند الانسان، لكن هذا المثل يذكّر هذا الانسان، ان الدموع  لا تقدّم الحل لتلك المصيبة . خلاصة حكيمة رغم صعوبة تطبيقها . يوجد مثل روسي آخر سبق وان أشرنا اليه يقول – لا فائدة من الدموع امام المصيبة ...

**

الترجمة الحرفية – لست أنا الذي يغنّي – الروح تغنّي .

التعليق – وصف شاعري جميل للتعبير عن حالة الفرح، التي يمرّ بها الانسان بعض الاحيان . ما أندر هذه الحالات في حياتنا مع الاسف الشديد ...

**

الترجمة الحرفية –  بسبب كلمة واحدة – خصام ابدي.

التعليق –  يحدث ذلك فعلا، و في كل المجتمعات بشكل عام، وفي مجتمعاتنا خصوصا، التي لازالت تنطلق من مفاهيم قبلية وعشائرية في علاقاتها العامة.

**

الترجمة الحرفية – من الصحة لا يتعالجون .

التعليق –  يوجد فعلا اناس اصحاء ولكنهم يتعالجون، لانهم (سمعوا !) بالعلاج الفلاني من المرض الفلاني، ولكن صاحبي قال، ان هؤلاء مرضى ايضا، اذ ان نفسيتهم مريضة، رغم ان اجسادهم صحيّة تماما، والصعوبة تكمن، في ان هؤلاء المرضى لا يعرفون انهم مرضى، بل ولا يعترفون بذلك اصلا....

**

الترجمة الحرفية – للبداية الواحدة  لا توجد نهايتان .

التعليق – لم نصل الى اتفاق بشأن هذا المثل . يؤكد البعض ان هذا المثل فلسفي، وان لكل بداية نهايتان فعلا، بل وربما حتى اكثر من نهايتين، ويؤكد الآخرون، ان المثل صحيح بشكل عام، وان اخضاعه للمفهوم الفلسفي يبعده عن معناه المنطقي المباشر والدقيق والحاسم  في ان لكل بداية واحدة نهاية واحدة ليس الاّ.

***

أ. د. ضياء نافع

............................

من الطبعة الثانية المزيدة لكتاب: (معجم الامثال الروسية)، الذي سيصدر في بغداد وموسكو قريبا.

ض . ن

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم