صحيفة المثقف

قراءة ٌ في: خجلُ الشفاهِ حبّاتُ رمّان لكريم عبدالله

خيرة مباركيخجل الشفاه حبات رمان.. يلتذّ الكلام كالأحلام.. فهل هي لذة المرأة أم لذّة الشعر ؟؟ خجل ، وشفاه ، ورمان.. تترامى أصداؤها على تخوم الكلام بل إلى ما بعد حدوده..إلى أنغام وألحان.. إنّه نشيد يلوّح للجديد.. لمعنى وقصيد... قصيد -إمرأة وإمرأة- قصيد.. روحه شعر وروح شعره شعريّة عالية.. هو مجاز عال للتكثيف.. ونظم من النحو، ورجع من اللحن.. يقيمانها معادلة شعرية بين الصفة والذات.. بين خجل الشفاه وحبات رمان : مبتدأ تخبر عنه اللذة و" البنّة "، حبات تراود العين قبل الذوق.. صورتان للعذوبة.. هي الموصوفة فوق الوصف، ذيقت بالقلب أو بالعين.. حسّ وحدس.. عذوبة الرمان في اللسان وعذوبة الشفاه في الوجدان.. جمال موسوم بالخجل.. وخجل كالعزف على رجع المجاز.. هو الجزء من الكل.. جزؤه شفاه ساحرة وكلّه مخلوق ليس كالبشر.. كالأحلام.. كالصباح.. كحور الفراديس.. أخلاق وخلقة، عذبة.. في أفق روحها، قدر الفواتح والخواتم.. من نسل مثالية أفلاطونية وعشق رومنسي ووشي عذري.. وليست من عالم النسبيّة.. لا شيء يعادلها.. هي الكل والجزء.. أو جزء في الكلّ.. لا تشبه شيئا وإن شابهها الشيء.. أوردها عددا " خجل الشفاه " لأنه لم يوجدها واحدا وفردا.. هي الكل والكل هي.. وشبّهها جمعا ، حبات رمّان ، فلم يُرد بها العدد، ولكنّه أراد ظلّ الحبّة التي تتورّد وتتحول بلونها.. تحمرّ ثمّ تتحوّل قانية كتوهج قلبه.. كاشتعال روحه.. لوّنها بلون الأشواق وأفاض عليها من ظلّ حلم ورؤيا، يكنّى الطيف ويخطر في الأحلام وله سيولة كذوبان الحنين في نفس العابد إلى المعبود.. لا جسم لها سوى الشفاه.. ولا لحم لها سوى نغم..هوائية كصوت الغناء في الفضاء.. وإذا كان جمع المدلول ساحرة سحرت مسحورا بسحرها.. فباقي الطرح ترجيع الدوال لرنات المعاني من انسان فنان.. مسحور في المقول وبالقول ساحر..

 

بقلم: الناقدة والباحثة: خيرة مباركي – تونس .

............................

خجلُ الشفاهِ حبّاتُ رمان

كريم عبد الله

شفتاها …

تحملُ

نكهةَ السنابل

تتمايلُ

حبلى …

بلذّةِ الأرتجافِ

خجلاً يتطيّبُ

يغطسُ في أطلسها

غبشٌ

يتمهّلُ

على ضفافِ النعاسِ

يحملُ العجائب …

فتنامُ الكلمات

يُبخّرها

شعرها المسترسلِ

الى أعماقِ أحلامي

فتفزُّ مذعورةً …

يلفّني طِيبها

بإعصارٍ

يقتلعُ

ذاكَ الشَبَقَ

المتراكمَ على ( الجينز )*…

أقشّرُ دَلَعَ طفولتي

ممتشقاً

كُحلَ عينيها

مستجيراً

مِنْ

سطوةِ العيون …

يلهثُ جِيدها

يكسّرُ كبريائي

متناثراً

على هتافِ غنجِ خزائنها …

يااااااااااااالطبولها ….!

ترتجُّ معها أغنياتي

تتوقدُ

على

أناملِ غاباتها …

يهطلُ عطرها

في

رئتيَّ

أتنفسُ

صراخَ مراكبها الغارقةِ

في بحرٍ حزينٍ …

تابعتُ مندهشاً

طيورَ صدرها

تنعتقُ

على

حينِ غفلةٍ

تنفضُ

رمادَ

ريشِ التولّه …

على

أسواريَ العاليات

تحطّ ُ

رحالَ الخجلِ

ينمو

يتأملُ شهقاتي …

كمْ حدّقتُ

بأنهارها يناديني لؤلؤٌ مكنون

فأفتحُ مزهوّاً

صدفاتها

يتبعني

مستسلماً عطر أنفاسها …

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم