صحيفة المثقف

الأمة بين الولائية والوطنية

بعد ان تم احتكار التاويل والتفسير بمنطق المذاهب المسيسة، ظهر الخليفة والسلطان ثم ولي الامر والحاكم باسم الله والمرشد والمرجع .

احتلوا وظيفة بين الله وبين الناس رغما عن اي ارادة الهية او ارضية. مما انتج عن ذلك الولائيون لكل هؤلاء السلاطين ووعاضهم والمتزلفون والمنتفعون والخائفون من سطوة استبداد السلطة وحاشيتها.

فظهرت في المجتمعات العربية ملامح وممارسات الاخصاء الفكري . وهي شريحة من الولائين ذوي المصالح الانتهازية . التي فقدت بوصلتها في جميع الاتجاهات .

الولائي او الذيل الاعوج، وضع لنفسه شخصية وسلوكا مترددا مازوما مرتطما بولاءات ليس بالضرورة ان تتقبله. بل تستصغره وتحتقره وترميه بعد ان تستنزفه. لانه غير امين وكونه بلا انتساب وطني.

تتغير مصالحه ولايصنف الا رقما جامدا يسهل استخدامه. في اي مكيدة يراد له ان يكون جزءا منها.

هؤلاء هم في مجتمعاتنا، تعاني وتخفي قلقها ضمن، هامش نفسي سايكولوجي مقهور ومهزوم.

 امراضهم مزمنة اثرت منذ زمن قديم على التراث العربي والاسلامي وحشرته في مازق يصعب علاجه وانتقاده وتصحيحه من اجل تقويمه. بعد ان توغلت في مديحها وتاويلاتها الكاذبة في عدالة الحاكم ممثلا لله. واصبحت جزءا من ديمومته وضمن حمايته.

اخرون من عثمن العربية والبعض الاخر من فرسها. لتكون ولائيات مصالح المال والسلطة والجاه

اولوياتنا ولائاتنا، ابعدتنا عن انتمائاتنا الوطنية لتكون جزءا من وسيلة لخدمة مصالح الاخرين. ولان للقوميات غلبة على المعتقدات الدينية المنسجمة مع الحاكم. ادت الى ضياع بو صلة الولائيات وباتت لاتعي الا مصالحها الخائفة والمازومة .

صنعوا لنا وهم عدو وفوبيا التهديدات والابتعاد عن اي حوار يغطي هزيمتها داخليا وعزلتها خارجيا.

اصبحت التبعيات خارج اطار المعاير الاخلاقية والمصيرية . ليس للاوطان والوطنية فيها مكانا لحماية ماكان يسمى بالهوية الوطنية او الامن القومي للامة .

عندما يتحول التطبيع مع العدو الازلي الى مصالح تتبادل فيها معاير السلام يقابلها سلامة كرسي الحاكم . يصبح التطبيع مجرد عنوان وبديل لكي يستبدل بالتبعية التي تتخطى اي ولاء .

الاستحواذ من خلال الصلح مع يهود البحرين ويهود الاحساء ونجران ويهود خيبر ويثرب.

فان الظروف مهيئة لاعادة ولاية مملكة يهودا شمال الحجاز.

واسترجاعا للاثر اليهودي في بابل والكفل وشمال العراق من مقابر دانيال وناحوم .

هكذا هي الولاءات المرعوبة والوضيعة فكريا، تعطي مالاتملك .لتكون تبعية فكرية وثقافية وسلطوية تجر ابناء المنطقة الى ماهو مجهول ومبهم.

واخيرا عندما يُستثمر الولاء الى امريكا واسرائيل . ويصبح تبعا لهما تستغل فرصة في اواخر ترامب وكوشنر ابن الصهيونية . لكي تُحشر إسرائيل ضمن وهّم مايسمى بالامن القومي العربي . إلى منطقة عمليات القيادة المركزية للقوات المسلحة الأمريكية (سينتكوم) المسؤولة عن الشرق الأوسط وآسيا الوسطى .

وستتحول منطقتنا الى ضحية وكبش فداء، وجدار لحماية مصالح امريكا واسرائيل.

الولائيات التبعية هي خيانات تخرب القيم الاخلاقية،وتحولها الى ذيول بلا قيم وطنية.

 وتبيع اوطانها وناسها، كمن يسرق مال ابيه وامه.

 

د. اسامة حيدر

16-1-2021

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم