صحيفة المثقف

حقيقة الحب فى حياتنا

احمد عزت سليمأظهرت دراسات الحب الرومانسية والثقافية والجنسانية الشعبية الأوربية وكما أكدت الأكاديمية فرجينيا بلوم فى دراساتها: في حين أن الجنس قد "يبيع" بالفعل، فإن الحب يبدو أنه يتفوق على الجنس في كل مرة عندما يتعلق الأمر بالحديث عن طبيعة الاستقلال الفردي والسعادة، ومع التطورات التكنولوجية وانتشار السيطرة الرقمية عبر الإنترنت أصبح الحب ساحة معركة كما شملت الرومانسية فقد شملت الانتقام والاباحية وعنف الشريك الحميم وتاريخ الاغتصاب والتحرش الجنسي والعلاقات المسيئة والبلطجة عبر الإنترنت، وأصبح هناك الكثير من الضرر الذي يحدث عندما نقترب عن كثب مع الشخصيات المتنوعة، ويكاد يحاصر ويتقلص وينتهى دور الحب كعملية إبداعية لا نهاية لها فى الفكر والخيال والجمال  .

وقدم العديد من العلماء حقائق متعددة عن الحب تتمثل فى 10 حقائق تستند إلى العلم وعلى النحو التالى:

1- الحب مختلف عن العاطفة أو الشهوة:  فإذا كان الجذب البدني جزء مهم من الحب لمعظمنا، ولكن الحب العاطفي يختلف عن الشهوة حيث أننا نبدي شهوة في مجالات التحفيز / المكافأة في الأدمغة، بينما نحب الحب المناطق المرتبطة بالرعاية والتعاطف .

2-  الحب هو شعور لحظة وحالة طويلة الأجل للعقل: حـيث يتم إختبار الحب في الوقت الراهن كحالة من الشراكة ومن خلال الارتباط العميق، يعكس الأشخاص في الحب تعابير وجه بعضهم البعض وإيماءاتهم وحتى إيقاعاتهم الفسيولوجية حيث يكون الحب أيضًا حالة ذهنية وعاطفية دائمة نعتني بها بشدة وبرفاهية بعضنا البعض، ونشعر بأننا نتحرك من ألم بعضنا البعض، ولدينا الدافع للمساعدة في تخفيف معاناة بعضنا البعض بذهنية عقلية قائمة .

3- بناء علاقات دائمة فى العمل: حيث يفكر الشركاء في بعضهم البعض بشكل إيجابي عندما لا يكونون معًا؛ ويدعمون النمو والتطور الشخصي لبعضهم البعض ؛ ويقومون بتجارب مشتركة يمكنهم من خلالها تعلم وتوسيع أنفسهم ومما قد يقود الحب الدائم .

4- يمكننا زيادة قدرتنا على الحب: تُظهر الأبحاث حول اليقظة والرحمة الذاتية أن ممارسة هذه الاستراتيجيات بانتظام يمكن أن تطور أدمغتنا لتكون أكثر إيجابية وتعاطفا في غضون أشهر تعمل تأملات الذهن والرحمة على زيادة النشاط في مراكز المخ المرتبطة بالتعاطف والعواطف الإيجابية، وتقليل تنشيط مراكز الخوف لدينا، وجعل أدمغتنا أكثر ترابطًا - وهي سمة مرتبطة بنمط الارتباط الآمن .

5- ليس فقط في رأسك: تُظهر مجموعة كبيرة من الأبحاث أن الارتباط المحب مفيد للصحة البدنية على المدى الطويل - وقد ثبت أن الشعور بالوحدة والافتقار إلى التواصل الاجتماعي يقصران من عمرنا بقدر التدخين .

6- إذا ركزنا على الحب، يمكننا تعزيزه: حيث عندما نركز اهتمامنا عمداً على مشاعرنا وأفعالنا تجاه الأخرين، فإننا نبدأ دوامة متبادلة إيجابية من التقدير والسعادة المتبادلين وحيث تُظهر الأبحاث أيضًا أن التعبير عن الامتنان للكلمات أو الأفعال يؤدي في الواقع إلى خلق مشاعر إيجابية في المانح وكذلك المتلقي .

7- انها ليست كمية ثابتة: فحب شخص واحد، حتى الكثير، لا يعني أن لديك أقل لتقدمه للآخرين، وفي الواقع، فإن العكس هو الصحيح: ـــ الحب هو القدرة التي يمكنك بناء داخل النفس من خلال التركيز العقلي، والمشاركة العاطفية، وأعمال الرعاية، عندما نركز على مشاعرنا المحبة ونستمتع بها لشخص واحد، يمكن أن تحفزنا المشاعر الداخلية للرضا والاتصال التي نواجهها على أن نكون أكثر حبًا بشكل عام.

8- انها ليست غير مشروطة: أحد الشروط المسبقة لمشاعر المحبة هو الشعور بالأمان والثقة ومن أجل الاتصال بمحبة وتعاطف، ولا يتوقف الأمر على ذلك فحسب بطريقة محددة تماما فالذين عانوا في مرحلة الطفولة الصدمة والإهمال وسوء المعاملة، أو التجارب الأخرى التي تهدد مرفق آمن قد يجدون صعوبة في إطفاء "معركة تجمد" النظام أو الشعور بما فيه الكفاية آمنة للحب حيث يمكن التغلب على ذلك في بعض الأحيان عن طريق شريك يظهر مرارًا وتكرارًا الجدارة بالثقة والرعاية.

9- إنه معدي ومتجاوز: يمكن أن تؤدي عبارات العناية والرحمة والتعاطف إلى إلهام هذه المشاعر في الآخرين، قد يكون هذا هو السبب وراء إلهام قادة مثل الدالاي لاما أو نيلسون مانديلا لأتباعه ليكونوا أفضل ما لديهم - ومساعدتهم على تهدئة "القتال أو الهروب".

10- الحب ليس بالضرورة إلى الأبد، ولكن يمكن أن يكون: ففي Sonnet 116، كتب شكسبير أن "الحب ليس الحب الذي يغير عندما يجد التغيير"، فإن الحب الثابت الثابت لا يمكن تغييره، ولكن ليس القاعدة ففي الواقع يمكن أن تغير التجربة الحياتية أنماط حياتنا وأنماط فكرنا وسلوكنا، وقد يتم تحدي العلاقات القائمة الممتدة عندما تتغير إحتياجات شخص واحد أو ينمو كلا الشريكين في إتجاهات مختلفة.

وترى الباحثة لورا روزنفيلد أننا ارتبطنا منذ فترة طويلة بالحب والعاطفة والعاطفة لعدة قرون، ساعدت أمثال الفن والشعر والموسيقى في إبراز عاطفة الحب، ومع ذلك فإن الحب ليس فقط عن القلب فإن عقلك وأجزاء أخرى من جسمك لها نفس القدر من الأهمية فيما يتعلق بكيفية الوقوع في الحب وتجربته، فإن الفرق بين الشهوة والحب يمكن أن يكون في عيون فقد لا يحدد قلبك ما إذا كان العاشق لديك هو الحق أو سيد الحق فقد تكون الإجابة في الواقع هي المكان الذي تنظر إليه فإنه إذا نظرت إلى وجه تاريخك، فأنت ترى له / لها شريكًا رومانسيًا محتملاً وإذا كنت تنظر في الغالب إلى جسده، فمن المحتمل أن تكون مشاعرك جنسية، وقد يكون السبب فى الحب والإرتباط الطويل الأوكسيتوسينو هو هرمون يصدر عن الغدة النخامية التي تسهل الارتباط مع الآخرين وطول العلاقة أزواجا أو غير ذلك، وأن الحب من النظرة الأولى قد يكون شيئًا حقيقيًا فعليا، ووجدت دراسة نشرت عام 2012 في مجلة العلوم العصبية الأمريكية أن الناس يمكنهم اكتشاف الانجذاب الرومانسي لشخص ما بمجرد النظر إليهم، كما أن أكد أن تقرير حديث عن سيكلوجية الموسيقى Psychology of Music أن الجاذبية بين الرجال والنساء غير المتزوجين زادت عندما كانت الموسيقى تعزف في الخلفية خلال إجتماعهم الأول مقارنة بوقت عدم تشغيل الموسيقى، ومما قد يؤدى إلى الحب والإرتباط، وكما أكد فإن التقبيل من منظور رومانسي، يمكن أن يساعد الأفراد في الواقع على اختيار شريك محتمل ووجدت دراسة أجريت عام 2013 في مجلة Archives of Sexual Behaviour أن التقبيل ساعد الناس على تحديد مدى توافقهم مع الشريك وقد وربط الباحثون أيضا تواتره مع طول العمر والرضا في العلاقة وقوتها .

ووجد الباحثون الغربيون أن القبلة الأولى ساحرية للحب حيث أن التقبيل يمكّن المرأة من فحص الشريك من أجل التوافق، وكما يرى الباحث الدكتور ناصر الزاوية ان الفيرومونات (وهي مركب التوافق النسيجي الرئيسي (MHC) سواء كنت قد تنجذب أو تنفر من الرائحة) ويلعب دورًا مهمًا في الوقوع في الحب حيث أن رائحة الشخص مهمة للغاية في جذب الآخر . ويرى الفيلسوف الأكثر حداثة  مايكل بويلان أن الحب هو عمل وأنه هو الدافع القوي لكونك جيدًا وأن العاطفية جزءا من حسن النية فللعقلاني ليس ضعفا فكريا بل يمكن أن يكون دليلاً فعالاً للعمل الجيد، وأن جوهر الحب ليس فقط في العثور على رفيقة روحك، ولكن أيضًا كما يسمح لأحد أن يكون "جيد"، وبرؤية أخرى يرى هارلان إليسون أن "الحب ليس شيئًا سوى الجنس الذي تم إملائه .." ويرى روبرت رولاند سميث أن الحب والجنس متشابكان تماما ومن خلال معنى جديد لممارسة الجنس، وتحويله من الدافع البيولوجي إلى شيء جميل يشاركه البشر، من أجل الشعور أقرب إلى بعضنا البعض "، ورأى العلماء النفسيين ان الحب ليس مجرد مفهوم عشوائي، بل هو ضروري للصحة العقلية الجيدة.

 

أحمد عزت سليم

عضو إتحاد كتاب مصر

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم