صحيفة المثقف

عود على الامثال الروسية (37)

ضياء نافعالترجمة الحرفية – الشجرة خرساء، لكنها تعلّم الوقار .

التعليق – مثل جميل جدا، ولو كنت فنانا تشكيليّا لرسمت لوحة مستوحاة من هذا المثل الروسي المدهش بخياله الفني، هكذا قال صاحبي، فقلت له – نعم، فعلا، انه مثل رشيق جدا وغير اعتيادي بكل معنى الكلمة، ويكاد يكون مثل قصيدة نثر ...

**

الترجمة الحرفية – اذا لا تدخل (بضم التاء) روحك الى جهنم، لن تصبح غنيّا .

التعليق – قال صاحبي وهو يضحك – صحيح صحيح، وخصوصا الاغنياء الجدد حولنا بمجتمعاتنا في قرننا الحادي والعشرين، والذين سيلتقون جميعهم في جهنم حتما . سألته متعجبا – لماذا ذكرت قرننا فقط ؟ فقال – لانهم سرقوا  كل شئ، وحتى قوت الفقراء ...

**

الترجمة الحرفية – مندفع في الكلام، وكسول في الاعمال .

التعليق – آه، ما أكثر هؤلاء عندنا، الذين يثرثرون فقط، بل ويتفلسفون ايضا، والمشكلة انهم ليسوا (كسالى) كما يقول المثل الروسي، ولكنهم لا يعملون اي شئ  اصلا، فقال صاحبي ضاحكا، ان المثل يجب ان يكون عندنا كما يأتي – مندفع في الكلام، وصفرعلى الشمال في الاعمال، كي يكون معاكسا لمثلنا الشهير – (قول وفعل)...

**

الترجمة الحرفية – تحت كل سقف فئرانه .

التعليق – تذكر صاحبي المثل المشهور بلهجتنا العراقية، وهو -  ماكو زور يخله من واوية، وقال، هذا هو المثل العربي المناظر للمثل الروسي . علّقت انا على ذلك قائلا –  المعنى قريب فعلا، الا ان المثل بلهجة عراقية بحتة، ويحتاج الى توضيح  لكل مفرداته، فأجاب – هذه مسألة بسيطة، ماكو – لايوجد، زور – مكان مزروع بكثافة ، يخله – يخلو، واويه – جمع واوي اي ابن آوى ...  

**

الترجمة الحرفية – يسحبون الحجر الى الجبل، لكن هو بنفسه يتدحرج الى الاسفل.

التعليق – مثل رمزي واضح المعالم، ويذكرنا بتلك (الاحجار !)، التي (سحبوها !) في مجتمعاتنا الى قمم الجبال، وكيف (تدحرجوا الى اسفل السافلين !) بعدئذ، لانهم غير مؤهلين، بل وغير جديرين ان يجلسوا هناك، حيث وضعوهم ...

**

الترجمة الحرفية – لن تدعك الطين، لن تكون خزّافا .

التعليق –  يوجد مثل روسي (سبق وان أشرنا اليه) في نفس المعنى، وهو-  دون ان تبتل الايدي لا يمكنك ان تغتسل ...

**

الترجمة الحرفية – سلوك ذئب، لكن روح ارنب .

التعليق – يضرب للانسان العدواني، الذي يتصرّف مثل الذئب، لكنه في الواقع  جبان مثل الارنب، وهو مثل صحيح فعلا، وما أكثر الذين استغلوا مواقعهم الادارية والحزبية وقراباتهم العائلية وتصرفوا مثل الذئاب في مجتمعاتنا، رغم انهم واقعيا  جبناء مثل الارانب ...

**

الترجمة الحرفية – تحت الشبكة لا يمكن حبس الدخان .

التعليق – مثل طريف جدا، وهو يضرب عادة لهؤلاء الذين يحاولون اخفاء (دخان أعمالهم !) دون ان يفقهوا، ان غطاء مجتمعاتنا هو شبكة كبيرة، واننا جميعا نسكن تحتها .

**

الترجمة الحرفية – لا يطلقون نيران المدافع على العصافير.

التعليق – هناك مثل  ياباني يقول – لا يقطعون  رأس البرغوث بالطبر، وعلى الرغم  من الاختلاف الجذري في الصورة الفنية بين المثل الياباني والروسي، الا انهما يمتلكان نفس المعنى العام، لكن صاحبي قال، ان المثل الروسي اكثر جمالية  ورشاقة ووضوحا .

**

الترجمة الحرفية – من مدينة واحدة، لكن الاخبار متباينة .

التعليق – يمكن ان تكون الآراء متباينة، لكن الوقائع يجب ان تكون متطابقة، والمفروض ان الاخبار هي وقائع، لكن المثل صحيح فعلا، اذ يوجد اناس يقلبون حتى الوقائع . يضرب المثل لهؤلاء الذين يطرحون الوقائع لخدمة مصالحهم، وكم اكتوينا بنارهم في بلداننا.

***

أ.د. ضياء نافع

...........................

من الطبعة الثانية المزيدة لكتاب: (معجم الامثال الروسية)، الذي سيصدر عن دار نوّار للنشر في بغداد وموسكو قريبا .

ض . ن .

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم