صحيفة المثقف

السطر الاول من روايتك

ملحق: محاضرات وامسيات ادبية وثقافية حية "2"

التحليلات والمقالات والقصاصات "الدروس، الامسيات الثقافية،المحاضرات ..الخ" الملحقة التي تسبق الاصدارات او تعقبها، تتناول اشياء ربما لا تخطر على بال الكاتب او المؤلف من صنف: اكتب سطرا "السطر الاول" من رواية تنوي تأليفها او كتابتها . وجه مارتن السؤال لي بالخطأ لانني لست كاتب روايات ولانه ليس سؤالا خاصا تجاهلت التوضيح بانني لست كاتب روايات ولكن من المتابعين لورش وتحليلات والامسيات الثقافية والادبية .

لا اتوقع في الكتابة ان السؤال يخطر ببال المؤلف او الروائي، السطر الاول في رواية ربما تتجاوز عدد صفحاتها 200 او 300 صفحة . هناك بالتأكيد بعض الشخصيات والاحداث مهيئة بذهن الروائي ولكن كيف يبدأ؟ او ما هو السطر الاول الذي يبدأ به روايته ابعد ما يكون عن ذهن المؤلف لانه يأتي بشكل تلقائي طالما انه يختزن مجموعة من شخصياته التي يود تجسيدها روائيا اضافة الى الاحداث المرتبطة بها او تدور في مدارها .

العملية منذ البداية، عملية تلقين عن ما يمكن ان يكون عليه السطر الاول من الرواية او ما يجب ان يكون علية، ولماذا؟

ماذا ستكتب في السطر الاول من روايتك؟ السؤال من التعقيد يسبب تعدد الاجابات بعدد الروايات التي سوف تكتب والاجابة عليه متعددة وستكون غير سهلة وغير مقنعة، هل يلجأ المؤلف او الروائي الى التلقين؟ وهل هذا ما يسعى اليه السؤال ان تدفع دار النشر المؤلف لتقبل ما يلقن حول ما يجب ان يكون عليه السطر الاول من روايته .

لم يسبق ان خطر في بالي ماذا سأكتب في السطر الاول لهذا المقال او البحث او النص كانت فكرة السطر الاول تنبثق بشكل تلقائي الى مخيلتي مجرد ان افكر بالكتابة عن موضع محدد حتى لو كان المقال يتوقف على مصادر خارجية متعلقة بالمقال او البحث .يشير مارتن بدعوته الى هذه النقطة بطريقة غير مباشرة :"إذا لم يكن لديك سطر أول لتقديمه، فلا يزال هناك الكثير الذي يمكنك تعلمه" من الصعب فهم "تعلمه" لانه يحيل الابداع الى التعلم او امكانية تعلم كتابة السطر الاول .

ويوكل المهمة الى المحررة "Rebecca Heyman" ويشير الى عملها وقدرتها على "تفكيك السطر" و"الاسطر الافتتاحية" وستقدم رأيها الصريح للمشاركين خلال امسية ثقافية مسجلة بثت في 21 يناير "5 مساءً بتوقيت جرينتش" . وستشاركك خطوات عملية تحسن الاسطر الاولى لافتتاحية روايتك. وستكون : "الافتتاحيات الروائية لجميع المشتركين متاحة" اي بالامكان قرائتها او الاطلاع عليها .من الصعب فهم مثل هذه الورشات الكتابية والابداعية لانها اشبه بتعليمات للمبتدئين بكتابة الرواية ولكنها ليست كذلك لان دار النشر تقوم بنشر اكثر هذه الروايات على نطاق واسع على قدم المساواة مع المؤلفين والروائيين المشاهير وطنيا وعالميا . وتنفي ان يكون الابداع فرديا انطلاقا من مفهوم من المستحيل ان "تكتمل ادوات الكتابة" لدى المؤلف بدون الاستعانة بخبرات الاخرين . ويؤكد فهمنا الخاطيء عن عملية التأليف او الكتابة الابداعية بمختلف الاجناس الادبية .

"استحالة اكتمال ادوات الكتابة" من هذا المفهوم نعرف ان هذه الورشات الكتابية والابداعية غير مخصصة للمبتدئين فقط وانما لاصحاب التجارب الطويلة بالكتابة ولهم حضورهم الثقافي الراسخ في المشهد الثقافي الوطني او العالمي . ويمكننا توقع ان ادباءنا او معظمهم حتى من صدرت له رواية واحدة يرفضون المشاركة بهذه الورشات لو اتيحت لهم في بلداننا العربية لا عتقادهم باكتمال ادواتهم الكتابية وليسوا بحاجة لخبرات الاخرين وتخصصاتهم لكتابة رواية او نوفيل قصيرة او طويلة .

ويوصي مارتن من يشارك او يشاهد الامسية ارسال افتتاحيته لكتابة رواية مستقبلا الى Rebecca Heyman" او دار النشر! ليدخل بورشات الكتابة الابداعية الى ان تكتمل روايته وتتتكفل الدار بنشرها على قدم المساواة مع منشوراتها الروائية السابقة .

لماذا هذه الورشات؟ او هل الكتابة "الابداعية" مهنة يجب تعلمها او اتقانها؟

"يتبع"

 

قيس العذاري

21.1.2021

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم