صحيفة المثقف

قراءة في كتاب قصة نهوض العراق

صفاء الصالحيتاريخ نشوء الدولة العراقية

قبل ان استعرض الكتاب لابد من تعريف القارئ بمؤلفه وهو الدكتور واثق كريم سارو من مواليد ١٩٧٧ناحية جلولاء، تخرج من كلية الطب جامعة بابل١٩٩٦، وحائز على شهادة الدبلوم العالي (الماجستير) في الطب الباطني ٢٠١٣، له العديد من المقالات والبحوث المنشورة في المجلات والصحف العراقية والعربية، بالاضافة الى مشاركته في المحافل الادبية والمجالس الثقافية.

يقع الكتاب في ٣٦٢ صفحة من القطع الكبير ١٧*٢٤ ، صادر في ٢٠٢٠ عن دار الفرات للثقافة والاعلام بالاشتراك مع دار سما للطباعة والنشر والتوزيع، ويصنف ضمن كُتب التاريخ التي تتناول العديد من الأحداث التاريخية في ضوء المنطق الاجتماعي الحديث عن فترة طويلة نسبياً تمتد من العهد العثماني حتى منتصف القرن التاسع عشر تقريباً.

والكتاب عبارة خلاصة افكار ماكتبه الدكتور علي الوردي عن تاريخ العراق وتحديداً كتابه الموسم "لمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث" الصادر بستة أجزء وعلى ثمانية مجلدات، ويعلل المؤلف في المقدمة اختزاله للأجزاء الستة بكتاب واحد تماشياً مع ما يسمى بعصر السرعة وعقلية الجيل الحالي الباحث عن المختصر المفيد، كما يوضح فيه الفرق بين هذا الكتاب عن كتب علي الوردي الأصلية.

2167 واثق كريم ساروويستهل المؤلف كتابه ما بعد العتبات النصية الاولى (العنوان، والمقدمة)، الى اهم ما سرده الدكتور علي الوردي في بداية كتابه الأصلي عن موضوع " التنويم الاجتماعي " الذي يشير فيه الى ان المجتمع يسلط على الانسان منذ طفولته الباكرة إيحاءا مكرِّرا في مختلف شؤون العقائد والقيم والاعتبارات الاجتماعية وهو بذلك يضع تفكير الانسان في قوالب معينة يصعب الخروج مِنْهَا ، وهو الذي جعل الانسان الذي نشأ في بيئة معينة ينطبع تفكيره بما في تلك البيئة من عقائد دينية وميول سياسية واتجاهات عاطفية وما شابه ذلك، وان الفرد الذي يعيش طيلة حياته في بيئة مغلقة كما هو الحال في القبائل والقرى المنعزلة يظل خاضعاً للتنويم الاجتماعي حتى ساعة مماته، وعلى العكس من الانسان الذي يعيش في بيئة مفتوحة فانه يقع تحت تأثير إيحاءات اجتماعية من أنماط شتى، وبهذا يخرج من قوقعته الفكرية الذي نشأ عليها في بيئته الاولى ويدخل في عالم جديد يحتوي على الكثير من وجهات النظر وصراع الافكار والجماعات.

ويشيرالمؤلف الى ان كتابه " قصة نهوض العراق " كتاب يسرد احلك العصور التي مرت على بلاد ما بين النهرين طيلة تاريخه، والتي عاصرت فيه نشوء الدولة العثمانية والصفوية، كما يشير الى استفحال الصراع الطائفي في العراق بعد ما صار موضع النزاع العنيف بين تلك الدولتين، ويكشف الكتاب سر وصف العثمانيين لسلاطينهم بالخلفاء، مع ذكر سيرة السلاطين الذين حكموا العراق لحين الاحتلال البريطاني، كما يستعرض الأسباب التي كانت وراء اندلاع ثورة العشرين مع تسليطه الضوء على على تفاصيل معاركها في عموم العراق، وينطلق قاريء الكتاب في رحلة طويلة مع المؤلف ليكتشف  خبايا ترشيح ملك العراق ومن كان منافسه على العرش من العراقيين.

ويختم المؤلف كتابه بالحديث عن تلخيصه لتاريخ العراق في العهود المظلمة من الاحتلالين العثماني والإنكليزي، وكيف قام هذا الشعب من غيبوبته واستفاق على حاله وأصبح شعباً ووطنناً له ثقله في المنطقة .

 

صفاء الصالحي

 

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم