صحيفة المثقف

أطربتَ لو

عبد الفتاح المطلبييا حارسَ العنقود إني

ظامئٌ


 

أطْرَبتَ لوحرّكتَ نبضَ

الآسي

وَلَلانَ قلبُ المُســتَبدِّ

القاسي

ولأطفأَ النيرانَ قبــلَ

لهيبِها

ولأبدَلَ الإيحـــاشَ

بالإيناسِ

لكنّ من تهـواهُ منشغلٌ

بما

يعنيهِ من أمرِالهوى

الحَسّاسِ

تبقى الأماني منهُ ما

أحظى بهِ

وبراعمُ الكلمـاتِ

بالقرطاسِ

حتى إذا أجرى الظلامُ

مدامعي

وسقيتُها فتفرّعـــتْ

كالآسِ

أيقنتُ أن هوى الأحبةِ

قاتلٌ

والفأسُ قد وقعتْ

بأمّ الراسِ

إني أخافُ اليأسَ من نيلِ

المُنى

ومنَ القنــوطِ وعِرقهِ

الدسّاسِ

ووجدتُني فيها أقارعُ

حيرَتي

ضرباً بأخماسي على

أسداسي

يا حارسَ العنقود إني

ظامئٌ

فمتى سأشرب منهُ مِلئَ

الكاسِ

فإذا بخلتَ لدي كأسُ

صبـابةٍ

إن كانَ ذا أو ذاك إنّي

حاسِي

هذي قواربُ حَيـْرَتي

وحبالُها

شُدّتْ إليـكَ وأنتَ أدرى

الناسِ

القلبُ يأملُ والقـواربُ

طبعُها

أنْ تألفَ المَرسَـى بلا

أمْراسِ

وجعلتُ مَرسَــاهُ الفؤادَ

لعلّهُ

يرسو بهِ متــذكراُ أو

ناسي

لكنه يرسو هناك ولم

يزلْ

بالهجرِيَعمَهُ جارحاً

إحساسي

لكَ أرخبيلُ الأمنيـاتِ

فلذْ بها

فإذا وَقَتْكَ من الجَـوى

لاباسِ

ماذا تؤمّلُ حينَ تفجعُكَ

النوَى

من قاربٍ غَرٍّ لغيركَ

راسِ

قد كان يلعبُ بي ولمْ أكُ

دارياً

وظننتهُ قدســاُ من

الأقــداسِ

وعضضتُ إصبعَ نادمٍ

متأسفٍ

وفضحتُ منـك لعاذلي

إفلاسي

أجَنيتُ من عضّ الأصابعِ

غيرَما

أوهَنتُ من كفّي ومن

أضراسي

لم ينقطع منـك الأسى

فأحاطني

بكتائبٍ غُـلْبٍ مـن

الحُــرّاسِ

وغفلتُ عن كيدٍ يُكـادُ

بغاسقٍ

حتى فُجعتُ بضربةٍ في

الراسِ

وصحوتُ لكن بعد ألفِ

ملامةٍ

من صفوة النُدْمـانِ

والجُلاّسِ

آليت أن لا أستجيبَ

لخـافقي

حتى و إن قطعَ الأسى

أنفاسي

أبني صروحَ هواكَ من

رملٍ على

شطآنِ وهمٍ فـي بحارِ

نُعاسِ

رملٌ على رمـلٍ بدونِ

درايةٍ

والبيتُ لا يُبنى بغيــرِ

أساسِ

يا أيها الباكي ومـا فيهِ

أذىً

أفلا ترى شجري صريعَ

الفاسِ

حتى إذا عذرَ الفؤوسَ

وفعلَها

أفَيَعذرُ النيـرانَ حينَ

يباسِ

***

عبد الفتاح المطلبي

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم