صحيفة المثقف

رسالة من قادة احزاب السلطة الى العراقيين

قاسم حسين صالحايها العراقيون.. البسطاء منكم والواعون.

ان كم تتوعدوننا بالأنتخبات المبكرة فأنتم واهمون، لأنكم في السياسة لا تفهمون، وفي فهمنا لكم لا تعرفون، فنحن من يوم صرنا قادتكم نعرف كيف تساقون، وكيف تخدعون، وكيف قبيل الأنتخابات ترخصون.

نحن بدأنا اول خطوة فدفعنا بانتخاباتكم من حزيران الى تشرين.. ورحتم بعد اهازيجكم ضدنا تولولون. وأننا بدأنا حملة اعلامية ممنهجة، بدفع محللين سياسيين، يشيعون الأحباط بينكم بأن الأمر محسوم لنا، واوعزنا لهم ان غلّفوا هذا بنقد لنا لنجعلكم بما خططنا له تقتنعون. وان كنتم ترون أننا كنا استغفلناكم من يوم كلف رئيس الجمهورية في نيسان 2006 كبيرنا لرئاسة مجلس الوزراء، فأنكم الآن اضعف، وفي وسائل المكر جاهلون. وان كنا قتلنا من متظاهريكم في تشرين 574 من شبابكم، في سابقة ما حصلت بتاريخكم من زمن حمورابي، فأننا سنزيدها الفا ان حاولتم تحقيق ما به تفكرون، لأن الأمور في العراق لا توسد الا لأهلها.. ونحن اهلها ان انتخبتم او لا تنتخبون.

انكم ساذجون ان فكرتم ان انتخاباتكم ستأتي بمن تريدون، لأنكم مكشوفون ولم تعد هنالك ستائر اخفاء تحتها تتآمرون، ولأننا ببريق الذهب نشتري أعفّكم، وبكلاشنكوف نخيف اشجعكم، وكثير منكم جعلناهم لنا يتملقون، وصاروا على التملق يتسابقون. ليس هذا فقط بل انكم بين شيوخ عشائر ومعممين موزعون، تأتمرون بأمرهم، وهؤلاء بأمرنا يأتمرون.. لأننا نغدق عليهم بالمال الذي تسمونه حراما فيما نسميه نحن حلالا لأنه ثروة عامة، والحاكم هو المسؤول عن ثروة الوطن حتى لو افقرنا ثلاثة عشر مليونا او يزيدون.

شيء واحد نخشاه، ان تكون الأنتخابات بالبطاقة البايومترية حصرا، لكننا لها متحوطون.. ندبر أمرها بليل كما ستقولون.

نعم، نحن امتلكنا المليارات، او نهبناها كما تصفون، وملأنا خزائن احزابنا ما يكفي أن يعيش احفاد احفادنا برفاهية الى يوم يبعثون، فذلك حق لنا، لأننا ضحينا من اجل ذلك وانتم قاعدون.. ولا حصة من الوطن للقاعد عنه، أم انكم لهذا العرف تخالفون.

الآن، بعد ان منحناكم الحرية، أخذتم تطالبون (نريد وطن)!.. لماذا لم تطالبوا به أيام كان حاكمكم خارسكم وعنه ساكتون فيما نحن مطاردون؟.والله لنخنقكم خنق الثعالب للدجاج. واذا كنتم قد وصفتم ما جرى لأنتفاضتكم في تشرين بأنها حرب ضد غزاة اعداء، لأنه لم يحصل في العالم كله، ان يكون عدد ضحايا تظاهرة شعبية (574) شابا وشابة والجرحى اكثر من عشرين الفا كما تصفون، فأنتم في نظرنا أخطر من الغزاة الأعداء، لأنكم، ان (استعدتم وطن) فانكم لا ترضون بأن تعيدوننا فقراء ولا بها تكتفون، بل ستسحلوننا في الشوارع.. ولكم في ذلك سوابق من تموز 58 الى شعبان 91 ونيسان 2003.. ومن يرى مصيره هكذا فكيف يرضى ان تأتي انتخاباتكم بما تشتهون؟.

مساكين انتم.. أنكم بأوهامكم تصدقون!

 

أ. د. قاسم حسين صالح

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم