صحيفة المثقف

في اللاشيء، لا شيء...

امان السيد في الشارع، لا شيء سوى

 صوت الموتى

أكاد أسمعهم،

 ينادوننا للالتحاق بهم

 في ذاك المرتع.

 

الصحراء طريقك الأزلي إلى التأمل،

والتصحّر،

الانضمام إلى ذراتها لا يكلفك سوى أن تفتح الباب،

وتنطلق.

 

اللاشيء، النقطة الأولى إلى اللاشيء،

تعوّد أن تكون أخرس،

من الصعب ذلك،

لكن، أمن السهل أن تعتاد الحملقة..

 

استعر جفني ذاك الضب،

وخرافة الانتفاخ تحتهما،

واسترجع السمكة التي كنتها حينا،

وقارن..

من الصعب الوصول إلى شيء،

اللاشيء يلاحقك، ويترصّد أفكارك التي تنتأ آنا بعد آن،

وتناشدك أن تصل إليها.

 

كم يختلف النداء عن المناشدة، عن المطالبة،

عن سواه من المفردات.

لا مرادفات للمفردات،

الأزل يقول لك حَملِق،

ستكتشف، ورجل الدين يرصف أمامك المرادفات.

هل تراه يجعلك توقّع بإله عاجز..

 

شمس الظهيرة تسقط بحرقة،

دموع كاهن، وعسس ليل،

وأسراب من الجراد الذي أدرك منذ فترة ألا فرق بين الأخضر،

وبين الجَاردِ خضرتَه،

وبين مصنّع التماثيل في أرض مقدسة

 أكرهت أن تسجد للظلام.

 

أكثر من وباء في هذا الفضاء،

لك يترك الاختيار.

 

شمس الظهيرة تسقط بحرقة،

وأنت تتّقيها بالرّكون إلى فيء جدار شاهد منذ أقيم على

 ما ترتكب الصحراء في جنح الزرقة،

وأيض الظلام.

 

تصرخ بك المرآة من الداخل،

أتراك غدوت أصمّ حتى يشتكي من أذنيك الضجيج..

 

يقف اللاشيء أمامك هازئا،

وأنت قد أتقنت تماما،

متى تُسدل جَفني الضّب،

ومتى تنام بعيني سمكة مفتوحتين حتى أقصاهما،

وفي فمك تعلَق سنّارة تحمل علامة استفهام، وطُعما.

هل يرونك شرها إلى هذه الدرجة حتى "يشنكلونك" بسنارة صغيرة،

ويرشون عليك بعض بوح الصّندل،

ثم يتوارَون مقهقهين.

 

تلاحقك الطيور أنى رحلت،

ترى، ما الرسالة المخدّرة التي ستصلك بعد لَأي،

قصصتَ جناحيك،

فاهنأ بعبودية المحبّ،

وتلذّذ بالاستعمار..

***

أمان السيد

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم