صحيفة المثقف

هـيأتُ أحـطـابي لنارك

يحيى السماويتَـعِـبَ الـطـريـقُ مـن الـسُّـرى

وحـقـائـبـي تَـعِـبَـتْ

ومـا تَـعِـبَـتْ خـطـايْ


 

شـدّي عـلـى سَــهـمـي بـقـوسِــكِ

واطـحَـنـي بِـرَحـاكِ قـمـحَ تـهَـيُّـمـي

هَـيّـأتُ أحـطـابـي لِـنـارِكِ فـاسْـجـري الـتـنُّـورَ

مُـمـتـلِـئـاً أتـيـتُـكِ بـالـمـيـاهِ

مُـيَـمِّـمـاً  لـيـلـي لِـشـمـسِـكِ

فـانـقـذيـنـي مـن دُجـايْ

*

لِأُقِـيـمَ أوروكَ الـجـديـدةَ

مُـسـتـعـيـنـاً بـالـربـيـعِ عـلـى الـخـريـفِ

وبـالـحـبـورِ عـلـى أسـايْ

*

صـامَ الـلـسـانُ عـن الـكـلامِ

وأمْـسَـكَـتْ عـن وردِ روضِـكِ مُـقـلـتـايْ

*

فـمـتـى سـيـفـطـرُ

بـارتـشـافِ نـدى زهـورِ اللـوزِ فـي وادي الـرحـيـقِ

فـمـي

وتـقـطـفُ مـا سـيُـشـبِـعُ جـوعَ مـائـدتـي

يَـدايْ ؟

*

الـمـاءُ أعْـطَـشَـنـي

وأعْـجَـزَ جـوعـيَ الـبـسـتـانَ

مُـحـتـرقـاً أتـيـتُـكِ

فـاطْـفِـئـي نـاري بـجـمـرِكِ

واخْـلـعـي عـنـي وقـاري الـمُـسـتـعـارَ

أنـا امـرؤٌ أخـشـى عـلـى مـحـرابِ عـشـقـيَ

مـن تُـقـايْ

*

وأخـافُ مـنـي لـو أقـمـتُ الـســدَّ مـا بـيـنـي وبـيـنـي

راغِـبـاً عـن إثـمِ آدَمَ

إنـنـي أدريـكِ لا تـدريـنَ أنـكِ

مُـبـتـغـايْ

*

وخـطـيـئـتـي الأولـى الـتـي مـنـهـا اهـتـديـتُ الـى

هُـدايْ

*

سَــيـجـفُّ طـيـنُـكِ إنْ جَـفَـوتِ

ولـيـسَ  مـن حَـطَـبٍ كـأحـطـابـي لـتـنُّـورِ الـعـنـاقِ

ولا لِـزهـرِ الـلـوزِ فـي واديـكِ مـثـلـيَ فـي

نَـدايْ

*

تَـعِـبَ الـطـريـقُ مـن الـسُّـرى

وحـقـائـبـي تَـعِـبَـتْ

ومـا تَـعِـبَـتْ خـطـايْ

*

أتَـعـكَّـزُ الأضـلاعَ

أبـحـثُ فـي الـجـنـوح عـن الـصـراطِ

وفـي الـظـنـون عـن الـيـقـيـنِ

وفـي الـلـيـالـي عـن ضُـحـايْ

*

فـأنـا امـرؤٌ

عـشـتُ الـكـهـولـةَ فـي  الـصِّـبـا

وبـدأتُ فـي الـسـبـعـيـن مـن عـمـري صِـبـايْ

*

سُـلِّـي عـلـى صـمـتـي صُـداحـاً مـنـكِ

حـتـى تـسـتـفـيـقَ مـن الـسُّـبـاتِ الـمُـرِّ حـنـجـرتـي

وتـلـبـسَ بُـردةَ الأعـشـابِ صـحـرائـي

فـيـغـدو  الـشـوكُ أزهـاراً وأعـنـابـاً

ونـايْ

*

وأنـا أعـودُ الـسـومـريَّ الـطـفـلَ

أرعـى فـي بـسـاتـيـنِ الـصـبـاحِ

أقـودُ غـزلانَ الـرجـولـةِ  نـحـو خِـدرِكِ فـي الـمـسـاءِ

تـنـشُّ عـن مـرعـى الأنـوثـةِ فـيـكِ

ذئـبَـاً غـيـرَ مـرئـيٍّ

عَـصـايْ

*

ما لـيْ سِــواكِ لِـزورقـي نـهـرٌ

ولا لـيـلٌ لِـبـدرِكِ فـي تـألُّـقِـهِ

سِــوايْ

 

سـأُعـيـدُ تـرتـيـبَ الأمـانـي مـرةً أخـرى :

رحـيـلٌ دائـمٌ فـي اللامـكـانِ

وعَـودةٌ فـي اللازمـانِ

أجـوبُ أرضَ الـعـشـقِ بـحـثـاً عـن

أنـايْ

***

يحيى السماوي

أديليد 10/2/2021

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم