صحيفة المثقف

الجلاد في البيت

عامر كامل السامرائيللشاعر الأمريكي: كارل ساندبرج

ترجمها عن الإنكليزية: عامر كامل السامرّائي


يا ترى بماذا يفكر الجلاد

عائدا من عمله مساءً إلى البيت؟

وحينما يجلس مع زوجته وأطفاله

لتناول خليط اللحم والبيض وفنجان القهوة،

هل يا ترى يسألونه كيف كان يومه

وهل سار كل شيء على ما يرام،

أو إنهم يتحدثون عن موضوع آخر،

عن الطقس، أو عن كرة البيسبول، أو السياسة،

أو عن العناوين الهزلية في الصحف

أو عن الأفلام؟ هل ينظرون إلى يده

وهو يمدها للقهوة أو لخليط اللحم والبيض؟

وماذا لو قال الصغير:

أبي لنلعب لعبة الحصان إليك هذا الحبل

فهل سيجيبه مازحاً:

رأيت اليوم ما يكفي من الحبال؟

أم أن وجهه سيتألق فرحاً ويقول:

يا له من عالم جميل ورائع نعيشه

وإذا ما طلَّ البدر ذو الوجه الأبيض

من خلال النافذة حيث تنام طفلة -الجلاد-

وتخالط سناه مع اذنها وشعرها

بماذا سيشعر حينذاك؟ أكيد أن الأمر هين له.

فكل شيء هين للجلاد،

أعتقد.

***

 

.................

نبذة عن الأديب

ولد كارل ساندبرج عام 1878 في كوخ صغير من ثلاث غرف في جاليسبرج، إلينوي، وهو الطفل الثاني للمهاجرين السويديين أغسطس وكلارا ساندبرج. ترك المدرسة بعد الصف الثامن وعمل في وظائف عديدة وغريبة مثل توصيل الحليب، وعامل في معمل للطوب، وتلميع الأحذية في فندق، وذلك لمساعدة والديه في إعالة الأسرة

 بعد عودته من الحرب الإسبانية-الأمريكية إلى وطنه، التحق بكلية لومبارد. وأثناء وجوده هناك، جذب انتباه البروفيسور فيليب جرين رايت، الذي لم يشجع كتابته فحسب، بل دفع أيضاً ثمن وطبع أول مجموعة شعرية، وكان ذلك في عام 1904.

غالباً ما نجد أشعاره تتحدث قضايا العمل وحياة الفلاحين والسياسية التي عايشها بشغف وبشكل مباشر طوال حياته. غالباً ما تتشابك كتاباته مع المشهد المألوف لمحنة الطبقة العاملة، والتي تتجلى بوضوح في قصيدتي "أنا الشعب، والغوغاء".

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم