صحيفة المثقف
عشتار
(جلجامش يُعيد اكتشاف الخلود!)
أَمرُّ بِكُلِّ نُقاطِ المُرُوْرْ
تُفَتِّشُ فِيْنَا ذَواتِ الصُّدُوْرْ
تَقُولُ: أَتَلْمَسُ رِعْشَةَ وَجْدٍ
سَرَتْ مُنْذُ حَوَّاءَ حتَّى النُّشُوْرْ؟
أَقُوْلُ: أَجَلْ، يا هِضَابَ الشَّمالِ،
وعِطْرَ الجَنُوبِ، ودِفْءَ الجُسُوْرْ!
* * *
أَ(عَشْتَارُ)، يا كَوْكَبًا مِنْ نُضَارِ الثَّ
قافَةِ، يا نَجْمَةً مِنْ شُعُوْرْ
قَبائِلُ مِنْ ضَارِياتِ الصَّحارَى
تَجوْسُ الدِّيَارَ وتَخفِيْ القُبُوْرْ
تُجَفِّفُ كُلَّ انْبِجَاسٍ، وتَدْعُو
على كُلِّ سَوْسَنَةٍ بِالثُّبُوْرْ!
* * *
أَحِنُّ إِلى حَانَةٍ مِنْ صَلاةٍ
رَوَتْنَا بِكَأْسٍ دِهَاقٍ تَفُوْرْ
لِماذا ذَهَبْتِ إِلى اللَّيْلِ بَدْرًا
ويَتَّمْتِنَا في الشُّمُوْسِ نَدُوْرْ؟
وأَيُّ نَهارٍ يُسَمَّى نَهارًا
بِلا (دِجْلَةٍ) مِنْ سَمَاءِ الطُّيُوْرْ؟!
* * *
بَكَيْتُكِ حَرْفًا؛ سُلَافُ القَوَافِيْ
يُرَتِّلُهُ فِيْ شِفَاهِ العُطُوْرْ
ومِسْبَحَةً مِنْ شَذَا كُلِّ عَصْرٍ
يُغَنِّيْ على غُصْنِهِ كُلُّ نُوْرْ
صَباحًا مِنَ الآبنُوْسِ ولكِنْ
تَخِيْطِيْنَ أَرْدَانَهُ بِالغُرُوْرْ
زُجَاجَةَ عِطْرٍ/ زُجَاجَةَ عُمْرٍ
يُحَطِّمُها فِيَّ عَزْفُ الدُّهُوْرْ
لماذا رَحَلْتِ بِصَمْتٍ غَزِيْرٍ
ولَمْ تَحْرِمِيْنِيَ نَبْضًا يَثُوْرْ؟
* * *
تَقُوْلُ: أَ تَلْمَسُ رِعْشَةَ وَجْدٍ
سَرَتْ مُنْذُ حَوَّاءَ حتَّى النُّشُوْرْ؟
أَقُوْلُ: أَجَلْ، يا هُطُوْلَ السَّوَارِيْ-
بِرُغْمِ الغِيَابِ- بِدِفْءِ الحُضُوْرْ
فَجَلْجَامَشُ اليَوْمَ يَكْتَشِفُ الخُلْ
دَ عُشْبَةَ عِشْقٍ بِخَمْرِ الثُّغوْرْ
وطُوْبَى لِعُشْبِ الكِتَابَةِ؛ لا حَيَّ
ةٌ تَشْتهِيْهِ فتَفْنَى السُّطُوْرْ!
هُما حَيَّتَانِ، وما مِنْ حَيَاةٍ
بِغَيْرِكِ، عَشْتَارُ، تَحْيَا النُّسُوْرْ!
***
أ. د. عبدالله بن أحمد الفَيفي