صحيفة المثقف

كن قويا بايمانك تجذب الكون اليك.. قوة العقل الباطن

"وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذادعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون"..البقرة186

يخضع الكون مثلما يخضع الانسان لقانون الجذب العام الذي ينص على"ان اي جسمين في الكون توجد بينهما قوة تجاذب تتناسب طرديا مع حاصل ضرب كتلتيهما وعكسيا مع مربع المسافة بينهما.." وتم صياغته في مؤلف نيوتن"الاصول الرياضية للفلسفة الطبيعية".

وينص قانون الجذب الفكري على"ان مجريات حياتنا اليومية هوناتج لافكارنا في الماضي وان افكارنا الحالية هي التي تصنع مستقبلنا".

وكما ذكرت بمقال سابق ان قانون الجذب هو احد قوانين العقل الباطن الذي يعمل بوتيرة معينة وبتردد معين لتحقيق الهدف، فالموضوع اذن موجود بداخلك انت ومفتاحه عندك انت ولابد ان تاخذ اولى الخطوات للولوج الى عالمك الملئ بالطاقة عن طريق التامل، لانه يجلب السكون والصفاء لعقلك ويساعدك على التحكم بافكارك وينعش عقلك وجسمك، ان تأمل الاشجار والازهار والعودة الى الطبيعة لاستنشاق الاوكسجين بما يحمل من طاقة كونية هائلة تاتيك عن طريق الاشجار التي تكون بتماس مباشر مع الكون تقدمها اليك على طبق من ذهب عن طريق شهيق عميق ينعش جسمك ويفتح " شاكراتها "التي اغلقت بسبب الاهمال في طريقة ترويض الحواس!

فالتامل هو مفتاح العقل الباطن وبممارسته تصبح قادرا على ادارة حواسك وما ان تصبح قادرا على ذلك ستكون سيد نفسك لااحد يملي عليك ماتفعله سوى قناعتك، فالحواس كما الغرائز والرغبات اذا لم تقنن وتدار بصورة صحيحة ستعمل عكسيا بحيث تصبح انت عدو نفسك الاول.

وتبدأ حواسك وغرائزك تقودك بلا وعي ولاتستطيع ان تكبح جماحها مالم تروضها وتروض نفسك على ترويضها!

لكي تحكم سيطرتك عليها عندها تتوضح الامور لديك بشكل كبير ويتفعّل ادراكك الحسي ببواطن الامور وظواهرها وتقوى بصيرتك بحيث يكون الابيض ابيضا والاسود اسودا وليس رماديا!

ان وصولك الى الحد الادنى من المثالية يترتب عليه تغيير الصورة النمطية التي اعتدت عليها والتي ورثتها عن الاسرة او المحيط وخصوصا اذا كانت هذه الصورة مشوشة تفتقر الى ادنى مقومات الحياة وتذكر ان التغيير يبدأ بخطوة منك"لايغير الله مابقوم حتى يغيروا مابأنفسهم"الرعد11

اذن عليك البدء بتغيير البرنامج عن طريق ضخ معلومات جديدة، فتبدأ المستقبلات باستقبال المعلومات وضخها الى عقلك الذي يبدأ بترجمة وخزن كل ما هو جديد لازاحة القديم"البالي".

بدأ البرنامج الجديد بالتغيير وتحميل كل ماهو جديد وفق تردده الجديد للبحث عن هدف جديد..

نحن نضبط جهاز الستلايت على تردد معين ونبدأ البحث لالتقاط الاشارة وعندما يتيح لنا البحث التوصل لذلك تظهر الصورة بكل وضوح على الشاشة ونقول عندها مرحى..

وهذا مايحدث فعلا عند تحديد هدف ما والتفكير به والتركيز عليه ثم جذبه فالهدف كطائرٍ على سورٍ عالٍ عليك ان تجد طريقة لجذبه اليك، فاما ان تصعد اليه وقد تفلح بامساكه او لا او قد تجذبه بطريقتك الخاصة، فالطير تجذبه الحبوب، والنبات لاينبت الا بالبذور وهكذا يعمل عقلك الباطن، ضع البذور المناسبة ووفر الارض والمناخ المناسب وانتظر النتيجة، فعقلك الباطن كالجهاز اللوحي فعندما تبحث عن موضوع ما فانه يعطيك عدة خيارات لتختار الانسب، وفي اليوم الثاني تجده قد وفر لك العديد من الخيارات، هكذا يعمل العقل الباطن مع العقل الواعي ونحسب اننا نتحدث مع انفسنا احيانا كثيرة نسأل ونجيب، هل فكرت من يسأل من !ومن يجيب!

انك تسال عقلك الباطن وهويجيب، وكل نجاح في الحياة هو من نتاج الانسان نفسه، ثمرة افكاره التي اجتهد باغناءها، والقوة العجيبة التي وضعها الله به ليستثمرها بفعل الخير كونه خلقه بأحسن تقويم.

ان قانون الجذب في العقل الباطن يعمل نفس عمل قانون الجذب العام وذلك لانه يجتذب نفس التردد لاي امر كان، فالانسان المتفاءل تجده مغناطيس لجذب التفاؤل، الراحة، الحب، السكينة، الاستقرار، هذا الانسان الذي يحول المشكلات الى حلول بوقت قصير، فتراه محطة لجذب الناس المتفائلين اليه وما ان يغيب حتى يترك فراغا يجعل الناس تبحث عنه، بعكس الانسان المتشاءم فهومغناطيس نكد، حزن، مرض، بكاء، شكّاء، بل دائم الشكوى لسبب او دون سبب فهذا ايضا يكون مغناطيس نكد يجذب اليه الناس النكديين ويأتيه النكد بلا ثمن، وهكذا "إنما الاعمال بالنيات ولكل امرئ مانوى"

ففي لحظة واحدة تجد مئات الاشخاص دخلوا الامتحان او مسابقة او اجريت لهم عملية ما او عملوا نفس الحادث، كل هؤلاء اشتركوا معك بالحدث الذي تعتبره انت حادث او عارض فيما يعتبره اخر غضب وانتقام!

ان تطور علم النفس الحديث والقفزات الواسعة التي جعلت الانسان وسلوكه شريحة شفافة بما توصل اليه من قوانين كانت موجودة اصلا في حياتنا دون ان نشعربها، فمثلا ان قانون الجذب الذي دعا اليه مجموعة من علماء النفس مثل "رواندا بايرن " صاحبة كتاب "السر" والتي تقول فيه ان لكل انسان تردد معين يقابله في الكون وان التركيز على هدف معين يجعلك تقوم بارسال ذبذبات معينة الى الكون بوتيرة واحدة يجعل قوى الكون مسخرة لتحقيق ذلك الامر، واذا تاملنا قليلا وكثيرا سنجد ان ذلك يتجسد ب"الدعاء" الذي يتطلب مناخا صافيا لاستجابته، كأن يكون منتصف الليل عندما تسكن الحياة وتبدواكثر صفاءا بعيدا عن التشويش والضوضاء، يتيح لك التأمل الاتصال بالله سبحانه وتعالى بروح صافية وقلب سليم لتجد استجابة سريعة وتلك سمة صلاة الليل التي فيها سر عظيم لاستجابة الدعاء لمن داوم عليها"سبحان الله" ومن الجدير بالذكر ان نذكر ان الصلاة هي الصلة بين الله وعباده، و لان السكون يوفر مناخا خصبا بل رائعا لارسال واستقبال الترددات النورانية التي تكون على أوجّها في المناخ الصافي المتأمل" أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل ان قران الفجر كان مشهودا"الاسراء78

ان السعادة الحقيقية التي تسعى اليها تتلخص فيما تطلبه انت والسعادة نسبية تختلف من شخص لاخر فكل يبحث عما يبهجه، فالبعض يبحث عن المال ليغتني، والبعض يبحث عن الصحة ليعيش بامان والبعض يبحث عن النجاح او المجد وووووالخ..

فقد يجد الانسان سعادته بلقمة هنيئة اوبممارسة هواية ما او الذهاب الى صديق او التسوق مثلا وهناك من يجد سعادته بسعادة من حوله وتلك نعمة بحد ذاتها، لكن قد تتوفر كل مقومات السعادة عند احدهم لكنه دائم الشكوى لايعرف مايريد ولا كيف يدير شؤون حياته، ويكون وبالا على نفسه والمحيطين بهألانه اساء استخدام عقله الواعي والباطن وبقي مصرا على سلوكياته الخاطئة!

انني عندما ابحث عما يسعدني أكون قد وصلت الى حالة الرضا وحالة الرضا تجعلني سعيدة لاسعد من حولي عن طريق الهالة والايحاء، وبمجرد بحثنا عن مفردات السعادة سنجد الكون قد سخر قواه لتوفير مقومات السعادة لانها وببساطة موجودة اصلا فقط تحتاج لجذبها من باب شبيه الشئ منجذب اليه، فانت تجذب الاشخاص والاهداف بطاقتك وقوة ايمانك بالله وبنفسك، وتذكر ان احلك الساعات تسبق الفجر بقليل، وان كل شئ في الكون يعاني كما تعاني انت، فهل شعرت بألم الشجرة وهي تفقد اوراقها تباعا وتبقى صامدة تحت البرد والصقيع بانتظار الربيع وتلك هي قمة السعادة التي حققها الانتظار المجدي، فلا تحسب ان معاناتك انتقام اوغضب بل انها ظروف تهيؤك لمناخ اجمل وتلك هي السعادة الحقيقية بمفهومها الفلسفي.

ان قوة الايمان تجعل الانسان يشعر بكل شئ حوله بنفس الروحية لان الطاقة التي تنبع من داخله تشع حوله لتشمل كل من يحيط به، فهي كالشمس تنشر الدفئ والنور للجميع.

من كل ماذكر نستخلص قانون الجذب الفكري والكوني بما يلي:

- قانون الجذب هو أحد قوانين العقل الباطن الذي يحاكي القانون الكوني ويتناغم معه.

- المشاعر هي بنات افكارنا وعليها تعتمد حياتنا لاختيار الاصلح.

- لا شئ يطرق بابنا مالم نطرق بابه ونستدعيه للقدوم وهذا ينطبق على جذب الامور الطيبة.

- ليس هناك حياة سيئة وانما هناك ظروفا سيئة وعليه فتغيير الظروف يقود حتما لتغيير مسار الحياة وهذا يعتمد على تغيير طريقة تفكيرنا.

تحديد الهدف والسعي اليه يذلل المصاعي ويسخر الطاقات لتحقيقه.

- قوة الجذب تعتمد على قوة الجاذبية التي تجتذب كل الاشياء الجيدة وعلى راسها قوة الايمان التي هي القوة الفاعلة التي بامكانها قهر المستحيل.

- تذكر انك سيد الكائنات ولاجلك خلق الله الكون بما رحب، فلاجلك تشرق الشمس كل يوم، ويسطع القمر، وتتغير الفصول لكي تتنوع حياتك ولاتشعر بالملل، وتشعر بالعرفان نتيجة هذا التغيير الذي يجعلك تقدر دفئ الصيف في قلب الشتاء وتقدر برد الشتاء في جحيم الصيف.

- كل حياتنا تعتمد على قانون الجذب الذي يعتمد على الاختيار الذي هو قانون جذبي بحد ذاته، يجذب كل مانرغب به، كاختيار طريقة دراستك، اونوع العمل، اوشريك حياتك ، اواصدقاءك، او المكان الذي تعيش به، وهكذا

ان قوة افكار الانسان لها خاصية جذب كبيرة فكلما فكرت باشياء او مواقف سلبية اجتذبتها اليك وكلما فكرت او تمنيت وتخيلت كل شئ جميل ورائع تريد ان تصبح عليه تحقق لك ذلك، فان قوة هذه الافكار الصادرة من العقل البشري تجتذب اليها كل مايتمناه.

وخير من اخترع قانون الجاذبية من العلماء المؤمنين الذي غير وجه الحياة واعطاها قيمة بعلمه الذي قدمه للبشرية على طبق من ذهب هواسحاق نيوتن صاحب التفاحة التي وضعت قانون الجاذبية، وكأن الله جعل في التفاحة حكمة لايعلمها الا هو فمن تفاحة ادم الى تفاحة نيوتن عالم ملئ بالعجائب، وقد جاء باحد اقواله الرائعة:

"أجمل النظم على الاطلاق"الكون"لايمكن أن ينبثق إلاعن حكمة وهيمنة خالق ذكي وقادر".

 

مريم لطفي

 

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم