صحيفة المثقف

الشعراء ولغة الضاد!!

صادق السامرائياللغة العربية بخير ما دام الذين يكتبون الشعر بها يتكاثرون، وليس كل من يكتب الشعر بشاعر، ولا كل من يكتب مقالة أو بضعة مقالات بكاتب، لكن المهم أن أعداد الذين يكتبون بالعربية في تنامي وإزدياد، وشكرا لوسائل التواصل والتقنيات الطباعية المتطورة التي سهلت أمر الكتابة.

أقول هذا ردا على الأخوة الذين يحسبون أنفسهم منابع للثقافة وعندهم تنتهي الكتابة ويترعرع الشعر، وينادون بأعلى صوتهم، تزايد عدد الشعراء وقل نوع الشعر، وكأنهم يطلبون من الناس التوقف عن الكتابة، لأنها ما عادت ذات قيمة وأثر حسب ما يرونه ويتصورونه.

والواقع العربي بصورة عامة يشير إلى أن الكتابة بالعربية بأنواعها تتطور وتعاصر، والغيرة على لغة الضاد في مستويات جيدة، فهناك من يصحح الأخطاء وينبه على الهفوات النحوية والتعبيرية، وهذا لم يكن حاصلا قبل إنتشار التواصل بالكتابة.

والشعراء يهتمون باللغة لأنها أداتهم التعبيرية، ووسيلتهم للنظم والإبداع الفكري والمعرفي والشعري، الذي عليه أن يصل إلى ذروته وتأثيره في القارئ، ولهذا فهم يساهمون بالحفاظ على حيوية اللغة وتواكبها مع عصرها، وإستيلادها المفردات اللازمة لحياة لغوية أفضل.

وبالشعراء تتطور اللغة، وكلما زاد عددهم فأنها تصبح أقوى وأكثر تأثيرا، ولها دورها في البناء الفكري والمعرفي، وتنوير الوعي الجمعي وشد الأجيال إلى بعضها.

فالقول بأن كثرة الشعراء فيه ضرر على اللغة والشعر لا يستند على أدلة واقعية، فسنة الحياة تتنافس فيها الموجودات وتتصارع، ويبقى ما هو نافع وقادر على المواصلة وإختراق حواجز الزمن ومعوقات البقاء والنماء، وهذه الحالة تنطبق على الشعر والشعراء.

فتحية لكل من يكتب شعرا، فإن جهده مهما كان نوعه يساهم برفد اللغة بطاقة متجددة، وإبداع يؤهلها للمقاومة والمطاولة والإنطلاق المطلق في آفاق الوجود الإنساني الرحبة.

فاكتبوا ولا تتأثروا بالذين يسعون إلى تثبيط همم الرجاء والأمل!!

 

د. صادق السامرائي

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم