صحيفة المثقف

أستاذتي ابنة النيل

يسري عبد الغنيأتذكر رحيلها في صمت وتجاهل إعلامي رهيب  عن عالمنا الفاني ابنة النيل أو عروسته الأستاذة الدكتورة / نعمات أحمد فؤاد، تلك العالمة الجليلة والباحثة المتفردة والمتيمة عشقًا وحبًا بمصر ونيلها الخالد، لقد دافعت عن مصر الغالية ووقفت ضد العديد من السلبيات في فترات عديدة من تاريخنا، لقد عرفتها حين سرت في دروب الكتابة والبحث والمعرفة فقابلتها أكثر من مرة في مجلة الإذاعة والتليفزيون وفي هيئة الكتاب وفي دار المعارف، وكنت أحكي لها دائمًا بداية معرفتي بها والتي بدأت عندما كنت مازلت أطلب العلم في كلية دار العلوم جامعة القاهرة، وكانت تكتب مقالاتها عن النيل في الأدب الشعبي، والتي جمعتها بعد ذلك في كتاب يعد مرجعًا فريدًا في هذا المجال، و كانت تنشرها على حلقات مسلسلة في مجلة الإذاعة والتليفزيون، فكتبت إليها خطابًا أشكرها على هذه المقالات القيمة التي استفدت منها كشاب في بداية حياته العلمية، وأطلب منها نسخة من كتابها عن الأديب الساخر / إبراهيم عبد القادر المازني، وبعد أقل من أسبوع وجدت من يطرق باب بيتنا في حي السيدة زينب بالقاهرة، وإذ بالطارق هو السكرتير الخاص للدكتورة / نعمات، وإذ به يحمل لي مجموعة من كتبها بإهداء عذب رقيق، وقد تميزت كعادتها دائمًا بالأسلوب الشاعري الرقراق المهذب العذب، ومن هذه الكتب كما أذكر : كتابها عن المازني، ومعه كتابها عن أستاذنا العقاد، وكتابها عن سيدة الغناء العربي / أم كلثوم، وكتابها عن شاعر الشباب والرومانسية / أحمد رامي، وكتابها المهم التي كتبته بعد حرب يونيو 1967 وأعني به شخصية مصر، وما زلت أحتفظ بهذه الكتب القيمة في مكتبتي المتواضعة، وأفتخر بين أبنائي وأحفادي بما عليها من إهداء جميل رائع ... رحم الله أستاذتي وقدوتي ومعلمتي الدكتورة / نعمات أحمد فؤاد وأثابها في مثواها كل الرحمة والغفران جزاءً وفاقًا لما قدمت لمصرمن فكر وعلم وتاريخ ودفاع عن مقدراتها الوطنية راجيًا من شبابنا أن يقرأ أسفارها الرائعة ومؤلفاتها الراقية ففيها فائدة لا تقدر بثمن، اللهم ألحقنا بها على الإيمان والخير وحسن الخاتمة .

 

بقلم: د. يسري عبد الغني

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم