صحيفة المثقف

أضواءُ المسرح

نبيل عرابي..وخفتت أضواء المسرح. فانتظر المتفرّجون نبضَ نورٍ يبعَثُ الحياةَ فيما حولهم، أنفاسَ صوتٍ تحرِّكُ حاسّةً ما من حواسّهم. عبروا إلى الضفّة الأخرى. فطالَ انتظارهم!

2-

..وهدأت أضواءُ المسرح. فماج الظلامُ على راحته. وأخذَ الصمتُ إجازةً من ضوضائه. وغزت الاحلامُ سحابات الخيال المنبعثة من ظنون الحاضرين، حتى ضاقت بأذهانهم، فامتدّت لتطال آخرين!

3-

..ودارت أضواء المسرح. فأعلنت المقاعدُ جهوزية صبرها، وقدرة تحمّلها، بعد أن استشاطت نفوس الجالسين غبناً، وبدأت تتسلل إلى مرافقهم ذبذبات حقيقة اللعبة!

4-

..وعادت أضواء المسرح، بعد أن فُتِحَ الستارُ القماشيّ الازرق الفتّان، وبعد أن نالت العيون حصّتها من زخارف تلفّ الخشبة برمّتها، تَعِدُ بمشاهدَ تُقاربُ الواقع، وتلتزمُ حدود الخيال، وتبقى على مسافة واحدة من كلّ عيشٍ مرسومٍ بألواننا!

5-

..وانطفأت أضواء المسرح، ومرّت كلّ أشكال الوقت والبقاء والاحاسيس التي اكتظّ بها المكان، وعلا شعاع يُنبأُ بانتهاء العرض، ويأمل بأن يكون قد نال الاعجاب المتوسّم.. عندها فُتِحت أبوابُ المخارج، ولم يبقَ على الخشبة، إلا بعض وجوه باهتة، وهندسة مكانية عابثة، وأسلاك مشوّهة، تنتظر مَن يحنو عليها، لتصل الصورة إلى ضيوف الغد الآتي.

***

نبيل عرابي

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم