صحيفة المثقف

عن العلاج بالقرآن

ظريف حسينلكثرة المتسائلين عما يسمي بالعلاج بالقرآن والمعارضين لموقفي منه،فلقد رأيت وضع الإجابة في المقال التالي لفتح باب الحوار.

لا يوجد عاقل يمكنه أن يدعي أن القرآن كتاب في الطب أو العلوم الأخرى.

فأما كونه شفاء للصدور فذلك لأنه رسالة روحية تنقل الناس من الكفر والشرك إلي الإيمان بالله، وهو أيضا رسالة أخلاقية تجعل مكارم الأخلاق أهم ما يتقرب به العبد لربه.

و لنا أن نعلم بأن الأمراض النفسية هي ناتجة في الحقيقة عن خلل في كيمياء المخ، حتي لو كان ذلك بسبب ضغوط خارجية، لذلك تحتاج في علاجها لطبيب متخصص في الأمراض النفسية والعصبية.

و القرآن يستخدمه البعض للعلاج النفسي إما بحسن نية منهم معتقدين بقدرته علي ردع الجن التي هي السبب الرئيس للمرض النفسي فيما يقولون، وإخراجه من أجساد المرضي.

وهذه الممارسات منهم مؤسسة علي توظيف النصوص الواردة في سورة الجن من سماع الجن للقرآن يُتلي وأنه نال إعجابهم ولذلك آمنوا به، بوصفهم نوعا من المخلوقات الخفية، وأيضا ما ذُكر عن السحر وقدرة البعض علي تسخير الجن للإضرار بغيرهم.

وهذا الفهم للنصوص الدينية يرفعه أصحابه سلاحا في وجه معارضي استغلال القرآن للمبتلين من أصحاب العلل. ونسي هؤلاء أن مثل هذا التوظيف الطبي خاصة من شأنه تحميل القرآن ما لا يحتمل، بإسناد كل الأدوار الدنيوية له، وكأن الله لم يخلق لنا عقولا تبحث وتكتشف.

والحقيقة هي أن التأثير العلاجي للقرآن "قد" يعتمد علي قوة الإيحاء وتأثيره النفسي علي المؤمنين به فقط،و ليس علي كل الناس.

وتبدأ المشكلة باستخدام القرآن للتكسب والدجل، أو علي الأقل لإثبات نسبه لله بوصفه كلامه الذي جاء بيانا لكل شيء.

ولكن الكارثة هي أن المرضي الذين يلجأون لذلك النوع من العلاج غالبا ما يتأخرون في التشخيص والعلاج الطبي لتصبح حالاتهم المرضية أكثر حدة وقسوة.

 

ظريف حسين

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم