صحيفة المثقف

(روسيا وأوربا) كتاب وفكرة فلسفية ثقافية (1)

ميثم الجنابيتقديم عام: إن الكتاب الشهير الذي وضعه دانيليفسكي تحت عنوان (روسيا وأوربا) قبل ما يقارب القرن ونصف القرن من الزمن، مازال فاعلا في تاريخ الصراع والمواجهة بين روسيا وأوربا. ومن ثم فيه ظهرت للمرة الأولى معالم الفكرة الفلسفية وتحقيقها لهذا الجانب، التي جعلت من هذا الكتاب احد أهم وأوسع وأعمق ما كتب بهذا الصدد. كما انه يمثل من الناحية المنهجية نموذجا للرؤية القومية  الثقافية المحكومة بفكرة العلم والثبات في الأصالة.

***

ولد نيكولاي ياكوفليفتش دانيلفسكي عام 1822 في عائلة جنرال. وانهى المدرسة عام 1842. وأكمل دراسته الجامعية (1843-1847) في كلية الفيزياء والرياضيات في جامعة سانت بطرسبورغ، حيث حصل على درجة الماجستير في علم النبات. وكان على علاقة بالعديد من الشخصيات التي ستلعب دورا كبير في الحياة الثقافية الروسية مثل الناقد الادبي الشهير بيلينسكي والشاعر الاديب مايكوف. وكان يحضر بصورة فعالة حلقة بتراشيفسكي1. وشارك بصورة جدية في دراسة آراء الفرنسي الطوباوي فورييه، لكنه سعى لتفسيره بطريقة سلفية من خلال الدفاع عن فكرة الملكية والقيصرية. وفي عام 1848 القي القبض عليه وأدين من قبل لجنة قضائية بالسجن لمدة ثلاثة أعوام ثم جرى اطلاق سراحه لعدم وجود أدلة كافية لاتهامه بالعداء للدولة أو السعي لهدمها.

في عام 1850 جرى تسفيره إلى منطقة فولوغدا. وفي عام 1853 شارك في رحلة استكشافية لدراسة حالة الثروة السمكية في نهر الفولغا وبحر قزوين. وأثرت هذه الرحلة فيه وحددت لحد ما مصيره الشخصي. ثم شارك بجولات عديدة إضافية. وأنهمك بشكل كبير في مجال علم النبات وعلم الحيوان والإثنوغرافيا وغيرها. كما لعب دورا كبير وأساسيا في وضع قوانين وقواعد الحفاظ على الثروة السمكية في روسيا.

تم تعيينه رئيسًا للبعثة الاستكشافية لدراسة صيد الأسماك والحيوانات البحرية في البحر الأبيض والمحيط القطبي الشمالي. ولدى عودته إلى بطرسبورغ، حصل دانيلفسكي على الميدالية الذهبية للجمعية الجغرافية الروسية بسبب أنشطته العلمية والإدارية. ثم استتبعت رحلاته الاستكشافية إلى البحر الاسود وبحر آزوف. بل ودرس وبحث جميع مياه الجزء الأوربي من روسيا. وبلغ شأوا بعيدا ونجاحا باهرا في المجال الإداري. وبعد انضمامه إلى مجلس ملكية الدولة في نهاية حياته المهنية، قام بدور نشط في صياغة القوانين التي تنظم حالة التعامل مع الثروة السمكية في البلاد حتى بداية القرن العشرين.

في عام 1864 استقر على الساحل الجنوبي لشبه جزيرة القرم حيث اشترى لنفسه عقارا بالقرب من محطة بيداري، مقابل رسوم رمزية. واحتوى هذا العقار على حديقة كبيرة وأطلال منزل مانور الذي أحرقه الفرنسيون أثناء حرب القرم. ويبدو أن جو هذا المنزل، الذي تحتفظ جدرانه بذكريات الغزو الفرنسي، معينا لنضج كتاب دانيلفسكي. وفي القرم كان معه لفترة طويلة ستراخوف2. وكانت له علاقات حميمة بالشخصيات الفكرية الروسية الكبرى. وتوفي فجأة في تبليسي (تفليس). ونقل جثمانه إلى محل سكنه حيث دفن في حديقة ليست بعيدة عن المنزل الذي عاش فيه السنوات العشرين الأخيرة من حياته المليئة بالصعاب والسعادة.

وإضافة إلى كتابه الشهير (روسيا وأوربا) وضع أحد المؤلفات الكبيرة في نقد الدارونية بمجلدين، والذي أثار بدوره موجة نقد عنيفة من قبل شخصيات فكرية وعلمية كبيرة في روسيا. وينطبق هذا أيضا على كتابة (روسيا وأوربا) الذي انجزه عام 1868. ونشر للمرة الأولى بمساعدة صديقة الشخصي والروحي ستراخوف على شكل مقالات في مجلة (الفجر) على مدار عام كامل. وظهرت طبعته المستقلة الأولى عام 1871. ثم اعيد طبعه ثلاث مرات بعد وفاته. ثم اختفى في المرحلة السوفيتية ليعيد ظهوره بقوة من جديد في روسيا الحالية.

تعرضت شخصية وأفكار دانيليفسكي إلى نفس الحالة التي تعرض لها الكثير من المفكرين والفلاسفة الروس الكبار بعد ثورة اكتوبر عام 1917. والشيئ نفسه يمكن أن قوله عن مصيرهم الزمني. غير أن للتاريخ مساره وأحكامه. وهو الذي يحدد المصير الفعلي لأولئك الذين تركوا بصماتهم في روح الإبداع الحر.

تعرض دانيليفسكي إلى نقد شديد ومعارضة من جانب اغلب التيارات، وبالاخص من التيارات اليسارية والثورية والغربية المنزع. بل ولقي معارضة مصحوبة بنقد شديد من جانب الفلاسفة الأرثوذوكس الروس مثل فلاديمير سولوفيوف وغيره.

وأكثر ما تعرض للنقد من جانب التيارات الغربية هو فكرته عن أن كل حضارة هي كائن مستقل لا يمكن نقله أو استعماله كما هو. وبما أن نقده الثقافي كان موجها ضد الحضارة الأوربية، من هنا انتقاده لفكرة التقدم بالمعنى الأوربي، وكذلك نقد النموذج الأوربي وفكرة كونه الصيغة المثلى والوحيدة للتقدم الحضاري. بينما سعى دانيليفسكي في نقده العميق للبرهنة على أن الثقافة الأوربية ليست نموذجا للاقتداء. وينطبق هذا على كل ثقافة وحضارة أخرى، وذلك لأن كل منها نتاج تفاعل وتداخل مصادر ومقومات خاصة بها. وبالتالي، فإن كل حضارة هي نتاج تلقائية تطورها الذاتي، والتي تلازم، حسب وجهة نظر دانيليفسكي، الانتقال من الحالة الإثنوغرافية إلى الدولة والاستقلال السياسي. من هنا فكرته عن الأصالة والاكتفاء الذاتي لكل نوع تاريخي ثقافي (حضاري). ومن ثم نفي شرعية ومهمة تعليم الغرب لروسيا. وذلك لأن نشوء وتطور وتكامل النمط التاريخي الثقافي السلافي (الحضاري) له فردانيته الخاصة.

اثارت هذه الأفكار وغيرها مما حاول دانيليفسكي تأسيسه انتقاد الفيلسوف الروسي الكبير فلاديمير سولوفيوف، الذي وجد في مواقف وفلسفة دانيليفسكي فكرة معارضة لفكرة التاريخ العالمي والحضارة العالمية. ومن ثم حدد مضمون فلسفة دانيليفسكي عن التاريخ الثقافي للأمم، باعتبارها نموذجا للفكرة القومية المتطرفة. بينما انتقده آخرون على مساعيه الداعية لتأسيس فكرة الجمعية السلافية.

تأثر النقد الذي وجهه سولافيوف ضد دانيليفسكي بالفكرة التي بلورها هو نفسه في بداية ثمانينيات القرن التاسع عشر عن نصرانية الإله الإنساني، باعتبارها طريق الخلاص المتكامل والعام للبشرية. وبهذا يكون قد ابتعد عن آراء السلافيين التي كان يشاطر فيما مضى الكثير منها.

فقد وضع سولافيوف آراءه الأولية المتعلقة بفلسفته التاريخية في عدد من مقالاته مثل (القوى الثلاث)، التي حاول فيها التأسيس للفكرة القائلة، بأن مصير الحضارة الإنسانية تحدده ثلاث قوى عالمية وهي كل من الشرق والغرب والعالم السلافي (برئاسة روسيا). واعتقد سولافيوف آنذاك (أي في بداية تأسيسه الفكري) بأن القوتان الأولى والثانية، أي "الشرق المسلم" و"الحضارة الغربية" قد استنفدا طاقتهما وسقطتا على التوالي في "معقل الوحدة الميتة" و"الأنانية العالمية والفوضى". أما "القوة الثالثة" فهي روسيا التي ينبغي أن تبث الحياة في هاتين القوتين. وأن "مملكة القوة الثالثة" أمر لا مفر منه. أما حامل هذه القوة فهو كل من السلافية والشعب الروسي. وسوف يجري تطوير هذه الفكرة لاحقا من خلال محورتها حول أبعاد التضحية في الشخصية الروسية ودورها في المصالحة العالمية. ولاحقا يبحث عما يدعوه بمهمة البحث عن "موقف أخلاقي جديد لروسيا" وإلزامها "بواجب أخلاقي تجاه الشرق والغرب والتوفيق بينهما". وهذا يعني بقدر واحد السمو فوق الجميع ومن ثم تحويلها إلى مرجعية خفية للعالم، وكذلك العمل على "إنكار الذات الوطنية". ولاحقا، في مجرى تأسيس فلسفته عن "الوحدة الشاملة" يشدد على الدور الروسي في هذه العملية من خلال توحيد أو اتحاد القيصر الروسي والبابا الكاثوليكي. بل كان يميل في بعض آرائه إلى التخلص من "الارثوذوكسية القومية" الروسية والاندماج في الكاثوليكية. انه أراد إصلاح النصرانية الشامل من خلال ما اسماه بمشروع "الثيوقراطية العالمية" التي تعادل معنى المجتمع الإنساني الموحد سياسياً ودينياً على أساس وحدة النظام الروسي القيصري والروم الكاثوليك (أوروبا الغربية بقيادة البابا) والسلطة النبوية.

لقد وصف الفيلسوف الديني الروسي الكبير فلاديمير سولوفيوف في معرض رده على كتاب دانيليفسكي (روسيا وأوربا) بأنه "قرآن جميع الأوغاد والحمقى الذين يريدون تدمير روسيا ويمهدون الطريق لظهور المسيح الدجال"3 . وقد ظهر هذا "المسيح" المنقذ لروسيا في الاتجاه "الغربي" المطلق لبعض شخصيات البلشفية وتيارها العام بعد ثورة اكتوبر. فهنا ظهرت "الثورة العالمية" و"الوحدة الأممية" ومقارعة كل ما هو روسي "قومي". بل إن أحد القادة الكبار للثورة الروسية وقادة الدولة مثل تروتسكي اعتبر أن روسيا محكوم عليها بالتخلف الدائم، وإنها لم تقدم (ما قبل الثورة) أي شيئ جدي بالنسبة للثقافة العالمية. وإن كل ما فيها هو مجرد تقليد للنماذج الأوربية العليا. وهو نقد سليم الظاهر سيئ الباطن. والقضية ليست فقط في أن تروتسكي كان من حيث تربيته وأصوله يهوديا، ومن ثم يكنّ الكراهية لكل ما هو روسي "قومي" لأسباب تاريخية ثقافية ودينية اجتماعية، بل ولأن ما يقوله يؤيد من حيث الجوهر ما حذر منه دانيليفسكي. فعندما تعرض دانيليفسكي بالنقد لآراء سولوفيوف، اعتبرها مشروعا يتناقض مع الطبيعة والتاريخ. وانه مجرد سقوط بوعي أو دون وعي في طوباوية تخدم الغرب الأوربي وتجعل من روسيا قربان "الوحدة الشاملة".

بينما اعتبره احد ممثلي الفكرة الروسية الكبار ستراخوف من "أولئك الذين يمكن تسميتهم بملح الأرض الروسية" ومن يسعى لإنقاذها. ونفس الشيئ قاله الفيلسوف الروسي روزين، الذي وصفه بعبارة تقول، بأن دانيليفسكي هو من بين "حفنة من المضطَهدين" بقي "وفيا لمفاهيم ومعنى وروح الأرض الروسية". ونفس الشيء قاله تولستوي. فقد جرى بالفعل ما سبق وأن حذر منه وانتقده انتقادا لاذعا على صفحات كتابه الكبير (روسيا وأوربا). لهذا جرى تجاهله في روسيا ما بعد الثورة (البلشفية) ومن ثم دفنه في نسيان الذاكرة التاريخية والفكرية والثقافية. من هنا ضياعها من جديد، لأنها لم تتعامل مع النفس بمعايير وجودها التاريخي الثقافي، أي المفهوم والمقولة الأكثر جوهرية في فلسفة دانيليفسكي، التي وجدت تعبيرها في العبارة التي قال بها مرة الشاعر الروسي الكبير خومياكوف4، بأنه "لا توجد حقيقة إنسانية دون قوم حقيقي". من هنا نبوءته عن كتاب (روسيا وأوربا)، بأنه سوف يكون عاجلاً أم آجلاً "نقطة تحول في تنمية الوعي الذاتي الروسي"، عندما "يصبح الروس أكثر دراية به ويقرروا دراسته دون أي تحيز". وهو تقييم وخاتمة تتصف بقدر كبير من المفارقة. فقد عمل دانيليفسكي من أجل نقد وتنقية الوعي الروسي من شوائب التقليد والغربنة التي جرى غرسها بعمق في كل مسامات وخلايا وجوده منذ زمن بطرس الأول، لكي يصنع وعيا ذاتيا تاريخيا وثقافيا. فالشعوب والأمم لا تتوصل إلى حقيقة إدراك النفس، وتوسيع وتعميق وتدقيق وتجذير وعيها الذاتي، ما لم تمر بمسار التاريخ الطبيعي لكي تبلغ وعيها الثقافي الخاص. وهذا هو في الواقع والحقيقة طريق الآلام والآمال. (يتبع...).

 

ا. د. ميثم الجنابي

......................

1- إحدى الحلقات التي اشبه ما تكون بمنتدى أو نادي وصالون المثقفين الجدد ذوي الميول الديمقراطية والثورية، التي أسسها بوتاشيفيتش بيتراشيفسكي. وهو أحد النبلاء في سان بطرسبورغ. وهو أيضا مؤلف قاموس الجيب للكلمات الأجنبية الدخيلة في اللغة الروسية ومن خلاله حاول نشر الكثير من المفاهيم الاجتماعية والسياسية والفلسفية. طبع للمرة الأولى عام 1846 ثم طبع مرة ثانية بعد عام. مما اثار مخاوف السلطات القيصرية وبأثر ذلك جرى سحبه من الأسواق ومنعه من الانتشار. وبعد إلقاء القبض عليه جرى نفيه الى سيبيريا. وأمضى بقية حياته هناك حتى وفاته عام 1866. وكان أتباع هذه الحلقة يمثلون الاستمرار الفكري والسياسي والأخلاقي لحركة الديسمبريين النبلاء الذي قادوا معركة الاصلاح الأولى ضد القيصرية. وفي كل يوم جمعة كان بيت بيتراشيفسكي يتحول إلى مقر لاجتماعات هذه القوى الجديدة، حيث كانت تلقى تقارير عن أنشطة المنظمة. وكانت اغلب أيديولوجياتهم وأساليب كفاحهم متأثرة بآراء هيرتسن وبيلينسكي والاشتراكيين الطوباويين الفرنسيين. ومع حلول عام 1846-1847 بدأت تتغير طبيعة هذه الاجتماعات من تحليل المستجدات الأدبية والعلمية إلى مناقشة المشاكل الاجتماعية والسياسية والمواقف النقدية من القيصرية. وقد كانت قضايا إلغاء القنانة والإصلاح القضائي وحرية الصحافة من بين أكثرها أهمية وإثارة للجدل. ووقف أغلبهم موقف المعارض للدين والكنيسة. واعتبروا الدين والكنسية قوة مناهضة للتقدم والحرية ومرتع للخرافات. وانتمى لهذه الحلقة أو مرّ من خلالها الكثير من الشخصيات الثقافية والأدبية الكبرى لروسيا. ولعل أشهرهم كان كل من سالتكوف-شيدرين ودوستويفسكي والموسيقار غلينكا. كما كان كل من تشيرنيشيفسكي وحتى تولستوي من بين زوار الجمعة. وقد تعرض على سبيل المثال دوستويفسكي من بينهم للحكم بالإعدام من بين العشرين الذين تم اعتقالهم عام 1849. لكن قرار العقف جاء بلحظات قبيل تنفيذ الحكم. كما تعرّض دانيليفسكي إلى الاعتقال بسبب مشاركته أيضا في اجتماعات هذا المنتدى الثقافي السياسي، رغم انه لم يكن ميالا إلى اعتناق الأفكار الثورية والراديكالية.

2- ولد المفكر الروسي نيكولاي نيكولايفتش ستراخوف عام 1828 في بيلغورود  في عائلة ذات أصول اكاديمية وثقافية. درس في البداية في كلية اللاهوت ثم اكمل لاحقا دراسته في جامعة سانت بطرسبورغ  في كلية الرياضيات. اهتم نيكولاي ستراخوف بدراسة الفكر الأوربي والروسي. ومن بين أهم أعماله بهذا الصدد هو كتابه في ثلاثة اجزاء تحت عنوان عام (الصراع ضد الغرب في أدبنا)، والذي يحلل فيه العقلانية الأوروبية، وينتقد آراء ميل وارنست رينان ودافيد شتراوس. كما يؤسس فيه لنقد الدارونية. كما عمل على تفسير وتأويل أعمال المؤلفين الروس بروح النزعة السلافية. ودافع عن فكرة "الأصالة الروسية"، وانتقد الآراء الليبرالية الواسعة الانتشار آنذاك بين المثقفين الروس. وضمن هذا السياق يمكن فهم معارضته للغرب وانتقاده لكثير من الغربيين الروس بما في ذلك تشرنيشفسكي. وبيساريف. كما عمل على تفسير العلم بطريقة لا تتعارض مع الدين بل وتقترب منه. لقد كان نيكولاي ستراخوف احد الأصدقاء المقربين من دوستويفسكي وتولستوي. وهو أول من كتب عنهم في حياتهم. كما انه أول من وضع سيرة دوستوفسكي. توفي في سانت بطرسبورغ عام 1896.

3- كان الأولى به قول "انجيل الأوغاد".

4- أليكسي ستيبانوفيتش خومياكوف(1804-1860). شاعر روسي وفنان وكاتب اجتماعي. أحد أوائل المؤسسين للفكرة السلافية. واتسم فكره بنزعة إنسانية وروحية وأخلاقية رفيعة وعميقة.

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم