صحيفة المثقف

القارئ والمقروء!!

صادق السامرائيالقارئ هو الشخص الذي يهوى القراءة ويبحث عمّا يفيده وينوّره، والمقروء ما تجود به الأقلام التي ربما تناست القراءة!!

فالقلم يكتب للقارئ، أي أن ما يكتبه القلم يجد مَن يقرأه، فهل هذا صحيح في زمننا الذي صارت الكتابة فيه "مجرد كلام"؟!!

يقول أحد المختصين بالنقد "أن أكثر ما يُنشر لا يُقرأ"، وهذه ملاحظة صحيحة، يمكننا أن نثبتها بنظرتنا إلى المنشور في الصحف والمواقع، فمن بين مئات العناوين والأسماء ستختار مقالة أو لا نختار!!

قال لي أحد الأخوة "أنا أقرأ لأسماء معينة، لأن ما يُنشر بخدّش الذوق، وفيه إعتداء على العربية"!!

فلماذا تكتب الأقلام غثيثا؟!!

أحيانا ندين النقد، لكن النقاد لا يجدون ما يستحق النقد في الشعر والكتابات الأخرى، فكلهم شعراء، وجميعهم كتاب، وإيّاك أن تقول لأحدهم "على عينك حاجب"!!

وبهذا فقد الشعر دوره ومعناه، وأضاع الكتاب قيمته، فما عادت دور النشر يعنيها ما تنشر، وإنما ما يُدفع لها!!

وإنتهى معنى أن تصدر كتابا أو كتبا أو ديوان شعر ودواوين، ولن تجد من يقرأها أو يحتفظ بها في بيته أو مكتبته، أو يضعها على المنضدة في غرفة المعيشة والجلوس.

إنتهى عصر الكتابة ومات الكتاب، والذين أسهموا بهذه الفجيعة الثقافية الكُتّاب أنفسهم، ورؤساء تحرير الصحف والمواقع، ودور النشر التي تنازلت عن تقاليدها ودورها المعرفي الحضاري، وما عاد لها منهج أو رؤية وأسلوب.

فما دام النشر سهلا وحرا، ودور النشر تترعرع من إصدار الكتب، وأصابها الثراء لأنها تستلم أجورها مقدما، فلا يعنيها التسويق والبيع.

ولن تجد بسهولة دار نشر تأخذ على عاتقها تسويق كتاب، فلا تمتلك الحوافز لذلك، لأنها خصمت ربحها مقدما، وإنتهت علاقتها بالكتاب وصاحبه.

في معرض للكتاب، وزِّعَت الكتب مجانا على الزائرين، فاكتشفوا أن معظمها قد رُمِيَت في حاويات الزبالة!!

وبارك المشرف على المعرض لأحدهم، بأنه لم يجد ولا نسخة من كتابه في سلال المهملات!!!

فأي زمان هذا الذي يَلقى فيه الكتاب سوء المَصير؟!!

 

د. صادق السامرائي

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم