صحيفة المثقف

فلسفة اللغة مداخلة نقدية

صدر عن دار غيدا – الأدرن كتاب جديد للباحث الفلسفي الأستاذ علي محمد اليوسف بعنوان: فلسفة اللغة مداخلة نقدية، اشتمل على:

المحتويات

(1) نشأة الكلام والكتابة ومصطلح ما فوق اللغة

(اللغة العربية نموذجا)

(2) العقل واللغة

(3) اللغة وافصاح الفكر

(4) الكلام وصمت الفكر في الكتابة

(5) الاسبقية بين الكلام الشفاهي والكتابة

(6) اللغة وفضاء التعبير المتعالي

(7) اللغة والتفكير

(8) اللغة والفكر في اسبقية الدلالة

(9) فلسفة اللغة وتغييب الواقع

(10) فلسفة اللغة ومصادرة جدل الفكر

(11) موضعة اللغة وتجريد التعبير

(12) ميتافيزيقا اللغة متناقضات دي سوسير وجاك دريدا

(13) تأويلية بور ريكور وشعور السعادة الزائف

(14) نقد فلسفة اللغة والمعنى

(15) كانط والزمن

(16) الزمن في فلسفتي افلاطون وارسطو

(17) الزمن والحركة فلسفيا

2245 فلسفة اللغة

وقد جاء في مقدمته:

تتوزع صفحات هذا الكتاب الفلسفي سبعة عشر موضوعا جديدا لم يسبق لي تناوله في مؤلفاتي الفلسفية السابقة, وكالعادة لا اتناول الموضوعات الفلسفية المكررة حد الاشباع والتخمة ولا الموضوعات الفلسفية التي سبقني بها غيري في عرضها بمنهج اكاديمي ونقل حرفي يرى في قدسية ما يقوله فلاسفة الغرب والعالم عموما لا يمكن الإقتراب منه نقدا منهجيا, وهو ما أرفضه في التزامي بهذا المؤلف وسابقيه من كتبي في تطبيقي المنهج النقدي عوضا عن الاستعراض المنبهر بآراء فلسفية غربية وعالمية سواء في هذا الكتاب أوما سبقه من مؤلفاتي الفلسفية.

حتما من المكابرة أن اكون أفضل من اولئك الفلاسفة العالميين الكبار في تاريخ الفلسفة ,ولا أجد تقاس الامور بيني وبين افكارهم الفلسفية بمعاييرالافضلية, وأنما تقاس بمعايير أنه لا يوجد تفكير فلسفي يرتهن الى جانبه كل الحقيقة ولا يطاله منهج النقد والمساجلة التحاورية أبتغاء وصول الحقيقة الصائبة الافضل فلسفيا... ولا يكون ذلك الفكر الفلسفي معصوما من النقص الذي يعتريه.

ولست بهذا الطرح أكون مقتديا المثل الأخرق خالف تعرف في تناولي افكار فلاسفة كبارمعروف عنهم الميزة الكبيرة التي إحتلوها في تاريخ الفلسفة عالميا, بل همّي وشاغلي الوحيد أن اكون أمينا مع تفكيري ليس لإرضاء غيري لا يشاطرني الرأي في عدم تجاوزي والتزامي وجوب تحمّل مسؤولية ومهمة ما أكتبه كباحث فلسفي.. لأكون متطابقا في الانحياز للنقد الموضوعي القائم على مقارعة الحجة بالحجة ويبقى الحكم للقاريء المتلقي الحصيف.

في هذا الكتاب وجدت في فلسفة اللغة وعلوم اللسانيات ونظرية المعنى والتحول اللغوي فضاءا فلسفيا مفتوحا واسعا يقوم على مركزية إعتبار فلسفة اللغة هي الفلسفة الاولى في تاريخ الفلسفة المعاصر بدءا من النصف الثاني من القرن العشرين وصولا الى مباحث الفلسفة المعاصرة المتعالقة معها اليوم.

مواضيع فلسفة اللغة وعلوم اللسانيات كثيرة ومتعددة مختلفة ومتنوعة منسجمة ومتضادة تتوزعها مئات البحوث ومئات المؤلفات, والعبرة فيما ألزم نفسي به ليس في عرض تلك الافكار في فلسفة اللغة أو بعضها بل العبرة والاهمية عندي في تطبيق منهج نقدي ناضج وملتزم في تناول تلك المواضيع الفكرية الفلسفية وعدم التسليم بموثوقية صوابها من عدمه دوغمائيا إلا بعد تبيان مقارعة الفكر الفلسفي الغربي المطروح مع حمولته النقدية.

ويجد القاريء أني لا أقوم بعرض وجهات نظر فلسفية لمواضيع تحمل الكثير مما يجب أن يقال في نقدها منهجيا وتجنبي التوهان الفكري الدائر حول مركزية العرض, فمنهجي النقدي يبتعد عن التوقف حول الموضوع في عرضه المّخل أو غير المّخل وأنما يستوقفني الموضوع الفلسفي بما يحمله من الكثير الذي يجب توضيحه بالنقد الموضوعي الامين المنسجم مع الاصالة الفكرية في توخي الحقيقة المعرفية الفلسفية.

بصمة مواضيع هذا الكتاب لا تتمثل بغرابة وفرادة تناولي مواضيع فلسفية لم يسبقني غيري بها ليس من جنبة تعالقها مع فلسفة اللغة وحسب فما يكتب عن هذه المواضيع لا تقدر الترجمة العربية الإحاطة به ولا ألإلمام به ليس كاملا ولكن حتى جزئيا , بل الأهم في طرحي تلك المواضيع هو تناولها نقديا منهجيا منظما ومتمّكنا في توصيل بعض من ذلك الفكر الفلسفي المعاصر للمتلقي بمسؤولية بعيدا عن هالة التقديس الزائفة التي تلازم عروضات الفلسفة الاجنبية عربيا.

لا أنكر أن القاريء سيجد في أكثر من موضوع يحتويه هذا الكتاب إستعصاءا مفهوميا لغويا ليس من صناعة المؤلف بل من فرض هذا الإستعصاء اللغوي التعبيري عليه كون لغة الفلسفة ليس سردا مبسطا سهلا لا يحتاج عناء المطاولة والمثابرة من القاريء المتلقي.

وكما قلت في سطور سابقة متعة الفلسفة هي في أستقصاء الإستعصاء اللغوي بها كميزة نوعية تاريخية لها طبعت تاريخ الفلسفة منذ الاف السنين ولا يمكن محاولة جعل لغة الفلسفة سردا لغويا كما في سائر سرديات الاجناس الادبية وسرديات ايديولوجيا السياسة, يحصل عليها القارئ بعجالة في تصفحه لصحيفة يومية أو مطبوع ادبي أو سردي في مختلف تعبيرات أجناس الكتابة . مباحث الفلسفة تكمن لذة صعوبتها المفهومية من صعوبة الجنس الفلسفي المقترن ببذل جهد مثابر يتابع تحليلات المؤلف بيقظة فكرية تتوخى الدّقة وتفعيل حاسّة الفرز الذكي في تمييز المقبول من الرأي عن المرفوض.

أخيرا أكون ممتنا للقاريء مطالعة عناوين موضوعات ومحتويات الكتاب بما يغنيني عن عرضها بإجتزاءات تعريفية لها لا تعطيها حقها مقدمة الكتاب, والكلمة الفصل اولا واخيرا للقاريء المتخصص والطالب المهتم بالفلسفة وقضاياها.

ومجهودي الفلسفي بهذا الكتاب سيحظى بالاهتمام والتقريظ الذي يستحقه, ولا يكون بعدها مهمّا الالتفات الى توافه محسوبين على الفلسفة لا يشغلهم شاغل غير تبخيس جهد الاخرين والانتقاص منه وهم خالي الوفاض من إمكانية أن يعطي أحدهم الجزء اليسير جدا مما يستحق الوقوف عنده في مجال الفلسفة كما أقوم به في مباحثي الفلسفية وتحمّل مشاقها.

كما أود الاشارة أني ختمت الكتاب في ثلاث مواضيع فلسفية خارج نطاق مركزية مباحث الكتاب حول فلسفة اللغة, في ثلاث موضوعات صعبة وفريدة فلسفيا تناولت فيها مفهوم (الزمن) ليس كوزمولوجيا علميا بل فلسفيا عناوينها هي كانط والزمن, الزمن والحركة في فلسفتي افلاطون وارسطو, والموضوع الختامي هو الزمن والحركة فلسفيا.

 

علي محمد اليوسف /الموصل / آب 2020

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم