صحيفة المثقف

اشعِلوا الشمعَ جاءَ الغريب..

كريم الاسدياشعِلوا الشمعَ جاءَ الغريبُ سقيماً وسيماً يقارعُ نارَ اشتياقٍ أثيمٍ جحيمٍ سعيرٍ خبيرٍ فظيعٍ ضليعٍ سرى في الضلوعِ، وطيَّ الفؤادِ لديِهِ بريدٌ أتى من سماءِ السماءِ: رسائلُ أهلٍ وصحبْ .

أتى آسياً ذابلاً جَذِلاً مورِقاً ساهِماً حالِماً جاهلاً عارفاً ذاهباً لأقاصي الجنوبِ الى حيث يشتبكُ النهرُ بالنهرِ والماءُ بالماءِ والبدرُ بالشمسِ والجِنُّ بالاِنسِ هلّا عرفتمْ عناقاً صراعاً وفي الآن حرباً وحُب.

اِذاً اشعِلوا الشمعَ جاء الغريبُ بأبهى ملابسِهِ ذاهباً لاِحتفالِ النجومِ يهيمُ بها الوجدُ حتى تهيمَ، فتتركُ أعلى المداراتِ سعياً وراءَ فضاءٍ مديدْ ..

فضاءٍ بِهِ فضَّةٌ وعقيقٌ وتبرٌ وماسٌ عجائبَ سحرٍ سيكشفُها تحتَ ضوءِ الشموعِ لعينِ البصيرِ البريدْ ..

اِذاً اشعِلوا الشمعَ، كلُّ مقاهي المحبين تجتمعُ الآن في موكبِ الوجدِ، كلُّ طيورِ البحيراتِ جاءتْ تغني وتصدحُ نوراً لشمعةِ حبٍ ستجلبُها النادلهْ ..

وستبدأُ تلكَ القراءةُ ثمَّ الكتابةُ حتى تطيرَ الحروفُ سهاماً من البوحِ والحبِّ قائلةً قاتلهْ .

***

كريم الأسدي

.........................

ملاحظة: زمان ومكان كتابة هذه القصيدة: اليوم الرابع والعشرون من شباط 2021،  برلين .

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم