صحيفة المثقف
لم يبقَ لي مني سواكِ
لمْ يَبقَ ليْ مني سواكِ
فاحْرِميني نِعمةَ الكافِ تماهى
بسَريرِ النونِ
كُـونـي
كـمـا شــاءَ لـكِ الـغـرورُ أنْ تـكـونـي
*
سَــيـفـاً عـلـى غـزالـةِ الـيـقـيـنِ
أو
ضـحـيـَّـةً لِـمِـديـةِ الـظـنـونِ
*
تَـمَـنَّـعـي عـلـى هـواجـسـي ..
أزيـحـي عـن خـريـفـي بُـردةَ الـربـيـعِ ..
غُـضِّـي الـفـهْـمَ عـن صـمـتـي
وعـن تـبـتُّـلـي فـي خِـدرِكِ الأمـيـنِ
*
وابْـتـعـدي
أبْـعَـدَ مـن قـلـبـيَ عـن يَـديْ
ومـن سـمـاوةِ الأحـبـابِ فـي الـغـربـةِ
عـن عـيـونـي
*
ولْـتـحْـرمـي صـحـرائـيَ الـمُـجْـمِـرةَ الـرمـالِ
مـن يـنـبـوعِ واديـكِ
ومـن هَـطـولِـكِ الـهَـتـونِ
*
وأطـعِـمـي لـلـنـارِ
مـا كـتـبـتُ عـن فـردوسِـكِ الأرضـيِّ مـن شِـعـرٍ
ومـا دَوْزَنـتُ مـن لـحـونِ (*)
*
وكـلَّ مـا نَـسَـجـتُ مـن نـبـضٍ
ومـا حَـمَـلـتُ مـن تِـبـرٍ
ومـا غـرسـتُ فـي روضِـكِ مـن نـخـلٍ
ويـاسـمـيـنِ
*
ولْـتَـمـنـعـي بـحـرَكِ عـن
ســفـيـنـي
*
مَـكَّـنْـتُ نـاعـورَكِ مـن نـهـري ..
وتـنُّـورَكِ مـن جـمـري ..
وأوهـامَـكِ مـن صَـبـري ..
وأنـداءَكِ مـن صـخـري ..
فَـمَـكِّـنـيـنـي
*
عـلـى
لـظـى حـنـيـنـي
*
الـى سُـلافِ نـشـوةٍ تـزولُ
بـعـدَ حـيـنِ
*
هـنـتُ عـلـى نـفـسـي
ولـن تـهـونـي
*
لـمْ يَـبـقَ لـيْ مـنـي ســواكِ
فـاحْـرِمـيـنـي نِـعـمـةَ الـكـافِ تـمـاهـى
بـسَـريـرِ الـنـونِ
*
تَـرَجَّـلـتْ كـؤوسُ لـذّاتـيَ عـن مـائـدتـي
فـمَـكِّـنـي حـثـالـةَ الأيـامِ مـن قـارورةِ
الـسـنـيـنِ
*
وصَـدِّقـي مـزاعـمَ الـوشـاةِ
عـن مُـجـونـي
*
مـن قـبـلِ أنْ تـكـونـي
*
زيـتـونَ مـاعـونـي إذا جـعـتُ
وإنْ عـطـشـتُ لـلـرحـيـقِ
خـمـرَ تِـيـنِ
*
لـيـسَ مُـضـيـراً صَـخَـبُ الـعـاذلِ والـشـامِـتِ والـطـافـحِ غـيـظـاً
جَـبَـلَ الـسـكـونِ
*
فـإنـنـي
شُـــفِـيـتُ مـن داءِ تَـهَـيُّـمـي
ومـن جـنـونـي
*
ومـن ظـنـونٍ كـبَّـلَــتْ بـقـيـدِهـا
يـقـيـنـي
*
أدريـكِ أنـقـى مـا تَـرَشَّـفـتُ
وأشـهـى ما اشــتـهـتْ مـن لـذَةٍ صـحـونـي
*
وأنـكِ الأوفـى
ومـا غـيـركِ أسـرى بـيْ الـى جـنـائـنِ
الـفـتـونِ
*
أعـرفُ أنـي كـنـتُ فـي مـتـاهـةٍ
أبـحـثُ فـي حـانـاتِ نـصـفِ الـلـيـلِ عـن مـلائـكٍ
وفـي كـهـوفِ الـلـذة الـسوداءِ
عـن خَـديـنِ
*
وأنـنـي
تـمـوتُ لـو تـهـربُ مـن جـذورِهـا
غـصـونـي
*
ولـسـتُ بـالـمُـطـبِـقِ عـن غـزالـةٍ
مـرَّتْ أمـامَ مُـقـلـتـي
جـفـونـي
*
وهـا أنـا
أوشـكَ أنْ يـجـفَّ جـذعـي
فـارتـأى طـيـنـيَ عـودةً الـى إغـفـاءَةِ الـجـذرِ
بـحـضـنِ طـيـنِ
*
لا شَـغَـفـاً
لـرؤيـةِ الـغـلـمـانِ مـن حـولـي يـدورونَ
بـأكـؤسٍ مـن الـفـضَّـةِ والـتـبـرِ
ولا
جـوعـاً فـحـولِـيَّـاً لِـحُـورِ عِـيـنِ
*
لـكـنـنـي
خـشـيـتُ أنْ يـمـنـعـنـي مـن وجـهِـهِ مـعـشـوقـيَ الـمُـطـلَـقُ
لـو أتـيـتُـهُ يـومَ الـلـقـاءِ الـحَـتــمِ
ضِـلّـيـلاً بـدونِ دِيـنِ
*
فـتَـسْـتـحـي مـنـي
ومـنْ كِـتـابِـهــا يَـمـيـنـي
*
كـونـي رَحـى سـنـابـلـي ..
مـا قـيـمـةُ الـسـنـبـلِ لا يُـفـضـي الـى طـحـيـنِ ؟
***
يحيى السماوي
أديليد ـ الثلاثاء2/3/2021
........................
الدُوزان: شدّ ما ارتخى من أوتار آلات الطرب الوترية .