صحيفة المثقف

لم يبقَ لي مني سواكِ

يحيى السماويلمْ يَبقَ ليْ مني سواكِ

فاحْرِميني نِعمةَ الكافِ تماهى

بسَريرِ  النونِ


 

كُـونـي

كـمـا شــاءَ لـكِ الـغـرورُ أنْ تـكـونـي

*

سَــيـفـاً عـلـى غـزالـةِ الـيـقـيـنِ

أو

ضـحـيـَّـةً لِـمِـديـةِ الـظـنـونِ

*

تَـمَـنَّـعـي عـلـى هـواجـسـي  ..

أزيـحـي عـن خـريـفـي بُـردةَ الـربـيـعِ ..

غُـضِّـي الـفـهْـمَ عـن صـمـتـي

وعـن  تـبـتُّـلـي فـي خِـدرِكِ الأمـيـنِ

*

وابْـتـعـدي

أبْـعَـدَ مـن قـلـبـيَ عـن يَـديْ

ومـن سـمـاوةِ الأحـبـابِ فـي الـغـربـةِ

عـن عـيـونـي

*

ولْـتـحْـرمـي صـحـرائـيَ الـمُـجْـمِـرةَ  الـرمـالِ

مـن يـنـبـوعِ واديـكِ

ومـن هَـطـولِـكِ الـهَـتـونِ

*

وأطـعِـمـي لـلـنـارِ

مـا كـتـبـتُ عـن فـردوسِـكِ الأرضـيِّ مـن شِـعـرٍ

ومـا دَوْزَنـتُ مـن لـحـونِ (*)

*

وكـلَّ مـا نَـسَـجـتُ مـن نـبـضٍ

ومـا حَـمَـلـتُ مـن تِـبـرٍ

ومـا غـرسـتُ فـي روضِـكِ مـن نـخـلٍ

ويـاسـمـيـنِ

*

ولْـتَـمـنـعـي بـحـرَكِ عـن

ســفـيـنـي

*

مَـكَّـنْـتُ نـاعـورَكِ مـن نـهـري  ..

وتـنُّـورَكِ مـن جـمـري  ..

وأوهـامَـكِ مـن صَـبـري ..

وأنـداءَكِ مـن صـخـري  ..

فَـمَـكِّـنـيـنـي

*

عـلـى

لـظـى حـنـيـنـي

*

الـى سُـلافِ نـشـوةٍ تـزولُ

بـعـدَ حـيـنِ

*

هـنـتُ عـلـى نـفـسـي

ولـن تـهـونـي

*

لـمْ يَـبـقَ لـيْ مـنـي ســواكِ

فـاحْـرِمـيـنـي  نِـعـمـةَ الـكـافِ تـمـاهـى

بـسَـريـرِ  الـنـونِ

*

تَـرَجَّـلـتْ كـؤوسُ لـذّاتـيَ عـن مـائـدتـي

فـمَـكِّـنـي حـثـالـةَ الأيـامِ مـن قـارورةِ

الـسـنـيـنِ

*

وصَـدِّقـي مـزاعـمَ  الـوشـاةِ

عـن مُـجـونـي

*

مـن قـبـلِ أنْ تـكـونـي

*

زيـتـونَ مـاعـونـي إذا جـعـتُ

وإنْ عـطـشـتُ لـلـرحـيـقِ

خـمـرَ تِـيـنِ

*

لـيـسَ مُـضـيـراً صَـخَـبُ  الـعـاذلِ  والـشـامِـتِ والـطـافـحِ غـيـظـاً

جَـبَـلَ  الـسـكـونِ

*

فـإنـنـي

شُـــفِـيـتُ مـن داءِ تَـهَـيُّـمـي

ومـن جـنـونـي

*

ومـن ظـنـونٍ كـبَّـلَــتْ بـقـيـدِهـا

يـقـيـنـي

*

أدريـكِ أنـقـى مـا تَـرَشَّـفـتُ

وأشـهـى ما اشــتـهـتْ مـن  لـذَةٍ  صـحـونـي

*

وأنـكِ الأوفـى

ومـا غـيـركِ أسـرى بـيْ الـى جـنـائـنِ

الـفـتـونِ

*

أعـرفُ أنـي كـنـتُ فـي مـتـاهـةٍ

أبـحـثُ فـي حـانـاتِ نـصـفِ الـلـيـلِ  عـن مـلائـكٍ

وفـي كـهـوفِ الـلـذة الـسوداءِ

عـن خَـديـنِ

*

وأنـنـي

تـمـوتُ لـو تـهـربُ مـن جـذورِهـا

غـصـونـي

*

ولـسـتُ بـالـمُـطـبِـقِ عـن غـزالـةٍ

مـرَّتْ أمـامَ مُـقـلـتـي

جـفـونـي

*

وهـا أنـا

أوشـكَ أنْ يـجـفَّ جـذعـي

فـارتـأى طـيـنـيَ  عـودةً  الـى إغـفـاءَةِ الـجـذرِ

بـحـضـنِ طـيـنِ

*

لا شَـغَـفـاً

لـرؤيـةِ الـغـلـمـانِ مـن حـولـي يـدورونَ

بـأكـؤسٍ مـن الـفـضَّـةِ والـتـبـرِ

ولا

جـوعـاً فـحـولِـيَّـاً لِـحُـورِ عِـيـنِ

*

لـكـنـنـي

خـشـيـتُ أنْ يـمـنـعـنـي مـن وجـهِـهِ مـعـشـوقـيَ الـمُـطـلَـقُ

لـو أتـيـتُـهُ  يـومَ الـلـقـاءِ الـحَـتــمِ

ضِـلّـيـلاً  بـدونِ دِيـنِ

*

فـتَـسْـتـحـي مـنـي

ومـنْ كِـتـابِـهــا يَـمـيـنـي

*

كـونـي رَحـى سـنـابـلـي  ..

مـا قـيـمـةُ الـسـنـبـلِ لا يُـفـضـي الـى طـحـيـنِ ؟

***

يحيى السماوي

أديليد ـ  الثلاثاء2/3/2021

 

........................

الدُوزان: شدّ ما ارتخى من  أوتار آلات الطرب الوترية .

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم