صحيفة المثقف

النظرة المستقبلية للعراق في ظل الصراعات السياسية

ضياء محسن الاسديلا يمكن أن نعول على اغلب القوى السياسية في داخل العراق أبدا في تغيير شكل النظام الحالي والمستقبلي كون أن بعض الأطراف القابضة عل سلة فواكه وثمار وامتيازات السلطة التي لا يمكن التفريط بها فالكل متمسك بما جنا من ثمار السلطة والكل يسعى في تدوير السلال بين أيدي سياسيه من غير فقدانها حتى إذا كانت قليلة الكمية والنوعية لكن الواضح في المشهد الحالي والقادم أن التغيير من الخارج هو المعول عليه والأمثل والمرجح لكثير من المثقفين والمراقبين والقوى الوطنية بعدما فقدوا الثقة في أغلب الطبقة السياسية التي أصبحت بعيدة جدا عن تطلعات الشعب العراقي وأن الولادة لن تكون قيصرية بل ولادة طبيعية معدودة الأيام ومدروسة الحسابات من خلال مجريات الأحداث السياسية التي تجري خلف كواليس السياسية الخارجية العالمية والمنحنى الخطير الذي أدى إلى تدهور اقتصاد العراق وانهياره اجتماعيا واستمرار العملية السياسية في العراق تراوح في مكانها والمتضرر الوحيد والخاسر هو المواطن العراقي والقوى الوطنية وبعض الأحزاب التي تقف أمام هذا المد القوي في وجه بعض الأحزاب التي لا تريد خيرا لهذا البلد من خلال عرقلة التقدم والإصلاح والنهوض وتجنيب العراق كثيرا من المشاكل وحرصها عدم فقدان بعض المكاسب التي حصلت عليها من التغيير الذي شهده بعد عام 2003 ميلادية .

أن ما نخشاه أن يعود العراق إلى المربع الأول بعد عام 2003 وبدايات التغيير والأحداث التي رافقت العملية السياسية والمشاكل الجسيمة التي راح ضحيتها كثيرا من الأبرياء والدماء والتدمير الاقتصادي والاجتماعي بعد انشغال أكثر القوى السياسية بمشاكلهم الخاصة ومصالحهم وتوسيع نفوذهم والتناحر على السلطة فيما بينهم كل هذا سيؤدي إلى تسريع المشروع الجديد المعد للعراق بطريقة قد تكون أثقل وأشرس من المشروع الأول وأكثر تعقيدا للمشهد السياسي العراقي الذي لا يحتمل المزيد من التغيرات الجديدة على ساحته . فان أكثر الأحداث تشير إلى محاولة جر العراق لطريق جديد المعالم ومُخطط له بأسلوب مدروس لمرحلة مقبلة من تأريخ العراق يصب في مصلحة أصحاب المشروع الغربي الأمريكي وبعض الدول الإقليمية يُنفذ بأيادي من الداخل والخارج لهذا على القوى السياسية أن تعي خطورة ما يجري وراء الكواليس السياسية وفي أروقة المطابخ السياسية الدولية وما يسير إليه العراق حاليا وإنقاذ ما يمكن إنقاذه لإعادة بوصلة مسيرة العملية السياسية إلى الجهة الصحيحة بفكرة القائد الموحِد والمنقذ والمخلص للشعب العراقي وتعديل مسار العمل السياسي من جديد على خطوات وطنية تصب في مصلحة الشعب العراقي . فدعوتنا الصادقة إلى كل القوى السياسية والطبقة الحاكمة أن تجمع شتات أمرها ولملمة مواقفها الوطنية وتوحيد الصف الوطني في سبيل أبعاد شبح التدخل الخارجي من جديد وتجنيب العراق من ويلات جديدة وفتح جروح مؤلمة في المجتمع العراقي حيث ما زالت الجروح القديمة لم تندمل وتُشفى وهذا يقع بالمسئولية على عاتق عقلاء القوم في تفويت الفرصة لتمرير كل المشاريع الخبيثة للقوى الغربية الحاقدة والدول الإقليمية المهيمنة على القرار السياسي على الساحة العالمية وتنفيذها على الساحة العراقية ووأد المؤامرات التي تُحاك لهذا البلد المتعب بالهموم والمعانات وإبعاده عن الصراعات الإقليمية والدولية وإعادة هيبة الدولة واستقلالها فكلنا أمل في أن القوى السياسية تسموا على منافعها ومشاكلها الشخصية والحزبية في سبيل وحدة الشعب والوطن فهو الغاية والمستقبل لأبنائه وقادته.

 

ضياء محسن الاسدي

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم