صحيفة المثقف

بمناسبة زيارة البابا لمدينة إبراهيم

نيران العبيديابراهيم تلفظ بالعبرية افراهام وهي من مقطعين أب وتعني الأب و راهام وتعني الرفيع وحقيقة الأسم مشتق من الكلدانية أبرام او افرام بالروسية وتعني الأب العالي

ومن ثم الآرامية، وتعني الأب الرحيم.

لكن أسمه، بعد الإيمان أصبح يعني أبو الجمهور، أو الجميع، أو والد الأمم.

ومازالت الأقوام الكردية تستعمل أصل الكلمة العبرانية، فتترجم كلمة إبراهيم إلى بابي همي، أو بوبو هميشكو، بمعنى والد الجميع، أو أب الجميع.

عندما ارتحل إبراهيم الخليل، والخليل تعني حبيب الله، لأنه أحبه واصطفاه من بين البشر، لم يقصد بارتحاله فلسطين غرباً من العراق، بل صعد إلى أعلى يمين الفرات فوصل إلى شمال العراق، يقال: زاخو، ومن ثم مدينة أورفا التركية، وبعدها نزل إلى سوريا، ثم أرض كنعان فلسطين.

(وَقَالَ إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَىٰ رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) سورة العنكبوت الآية 76

هاجر إبراهيم ابن تارح بعد أن ضاق من الملك النمرود ورهطه، ومن زوج أمه آزر ذرعاً، وآزر كان تاجراً ونحاتاً للتماثيل، لذا يعدّ إبراهيم أول من هاجر طالباً اللجوء بأرض كنعان من العراقيين، بسبب اختلاف الرأي.

الروايات تقول: نزلت رحمة الله عليه بقوله: (يانار كوني برداً وسلاماً على إبراهيم) فتحولت النار إلى بركة ماء، والحطب إلى أسماك تسبح في تلك البركة المباركة في مدينة أورفا التركية بمقام سيدنا ابراهيم . ومازال مقامه يزوره الحجيج في جامع إبراهيم الخليل هناك في اورفا التركية التي كانت اسمها أوديسا في العصور الكلاسيكية، واراهي بالآرامية وسميت بالرها عند العرب.

حين وصل سيدنا إبراهيم أرض كنعان، حصلت له رؤية تقول: سأجعل من ذريتك بعدد النجوم في هذه الأرض المباركة، فنصب وشد خيمته خارج مدينة الخليل لكونه غريباً ولاجئاً طبقاً للمثل القائل يا غريب كُنْ أديب.

الكتب المقدسة تقول ارتحل من أور الكلدانية إلى حران، ومن ثم شكيم فبيت إيل بأرض كنعان، وبعدها إلى مصر ومن ثم رجع الى بيت إيل فدمشق ثم بئر السبع. و(بيت إيل) تعني بيت الإله، وقد اختلف المعنى عند إبراهيم ( وكان يعني به المطلق في حين تجسد بتمثال عند البقية) و(إيل أو إل، بالعبرية: אל؛ بالسريانية: ܐܠ؛ بالإنكليزية: ʼĒl أو ʼIl وهي كلمة سامية شمالية غربية تعني (إله) أو (رب)، أو تشير (كاسم علم) إلى أحد آلهة الشرق الأدنى القديمة المتعددة).

تزوج إبراهيم الخليل من سارة، وكانت أصغر منه بأكثر من 10 سنوات، وهي من مدينة أور الكلدانية، المصادر اليهودية تقول: كانت أخته غير الشقيقة، وكان ذلك جائزاً بوقتها، لكن المصادر الإسلامية تقول: ابنة خالته وشقيقة لوط، ولم تنجب سارة ولداً له إلا في الثمانينيات من عمره بعد أن بشرته الملائكة التي كانت تجوب الصحراء أمام خيمته في أرض كنعان.

تقدم إبراهيم بدعوة الملائكة للعشاء، وقام بغسل ارجلهم من التراب فرأت الملائكة نعمة في عين إبراهيم وبشرته بغلام، لهذا يقال إبراهيم تبرر أمام الله بأعماله، وليس بصلواته، ويقال الأعمال الصالحة أساس الإيمان.

بعدها تزوج هاجر وهي جارية مصرية، ويقال كانت له زوجة أخرى اسمها قنطورة وكانت كنعانية فلسطينية، وبعضهم يقول: قنطورة هي هاجر ذاتها، تبدل اسمها بعد الإيمان، ويعني رائحة البخور.

هناك رأي يقول: كانت قنطورة محظيته، وليست زوجته، لكنه أنجب منها 4 بنين، وتفرد الطبري بإضافة زوجة أخرى للنبي إبراهيم اسمها حجور بنت أزهير، لكن هذه الزوجة لم يذكرها مصدر سوى الطبري.

هناك اختلاف كبير ما بين الروايات الإسلامية والروايات اليهودية بشأن القربان الذي قدمه إبراهيم الخليل أمام مذبح الله في بيت إيل، فالروايات اليهودية تقول: اسحاق، بينما الروايات الإسلامية تقول: إسماعيل، وفي جميع الأحوال اليهود والنصارى يعدّون العرب أبناء الجارية هاجر، أما اليهود فهم أبناء السيدة سارة.

المذبح كانت تقدم فيه قرابين التقدمة دم الحيوانات، ومن ثم تحرق مع البخور، وكان الاعتقاد السائد لإرضاء روح الله التي تتمتع برائحة المحرقة التي تعلو المذبح، وكانت المراسيم تجرى مع الصلوات ومباركة الرب.

ومن حادثة القربان، والضحية التي قدمها الله بكبش فداء لابن إبراهيم، سمي العيد الكبير لدى المسلمين بعيد الأضحى.

على الرغم من المسيرة الطويلة التي خاضها المهاجر إبراهيم عليه السلام في حياته، لكنه بقي يتذكر مدينته أور الكلدانية، ونحن اليوم نستذكر سيدنا وأبو الجميع ابن مدينتنا الناصرية بمناسبة زيارة البابا لمدينة أور التاريخية.

 

نيران العبيدي

كند  3آذار

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم