صحيفة المثقف

العالم العلامة د. محمد جاسم حمادي المشهداني شيخ المؤرخين

الحمُد للهِ الذَي فَضلَ العلَم وشرفَ العُلماء وَجعَلهم ورثة الأنبياء وفضلهم على الكثير منَ العباد ورفع درجاتهم إلى أعلى الدرجات في الدنيا والاخرة واحمد الله جل وعلا ان اكون ممن تَشرفوا بالانتساب الى العلم طلباً، وتتبعاً للعُلماء حباً وتقدير واعتزاز، وجعلني حافظ للعشرة الودية مع من احببتهم اساتذتي الذين احاطوني بعطفهم الأبوي وبعلمهم الغزير ومن هذه الاطلالة رغبت نفسي ان اكتب عن احد اساتذتي الأجلاء الكبار من العلماء الكرام الذي كان لي الشرف ان يكون احد اساتذتي في الماجستير والدكتوراه وعشت معه فترة طويلة من الزمن والى الان، فكان صاحب فضل عليَّ بعد الله، الا وهو الاب المربي الكبير العلامة الاستاذ الدكتور محمد جاسم حمادي المشهداني الامين العام لاتحاد المؤرخين العرب، وعميد معهد التاريخ العربي والتراث العلمي للدراسات العليا، ورئيس الهيئة العربية لكتابة تاريخ الانساب.

الذي استحضر في عقلي وقلبي ووجداني الشيء الكثير، سيما وانه يعد علماً من أعلام الوطن العربي الزاخر بعلمائه ومفكريه ورجاله الذين احيوا تراث الامة وحضارتها، فهو شخصية وطنية في العراق،وشيخ المؤرخين وقدوة للباحثين والمفكرين، إنه سليل الدوحة المحمدية من اشراف ال بيت الرسول عليهم السلام فقد نال شرف النسب والعلم وجدة السيد الزاهد حمادي عباس الحسيني المشهداني من كبار علماء اهل التصوف في بغداد، فيعد العلامة الاستاذ الدكتور محمد جاسم المشهداني حفظة الله مدرسة تاريخية وأدبية وفكرية متميزة أسهمت في إثراء الحركة العلمية في العراق وسائر أقطار الوطن العربي، ساهم بشكل كبير من خلال مؤلفاته التي بلغت 80 مؤلف ويجاوز 270 بحث، 350 مقالاً ونيف، كما اشرف على اكثر من 450 رسالة ماجستير ودكتوراه، الامر الذي يدعوني ان اقف لهذا العالم وفقه اجلال وتقدير فهو رمز وطني في بلدنا العراق فيعد قامة كبيرة عرفه العراق في العصر الحديث والوطن العربي، بل من عمالقة التاريخ والفكر والأدب في العالم العربي، قضى جل عمره في البحث العلمي والتأليفِ وخدمة وطنة وتراث الامة الاسلامية لإنتاجه العلمي الكبير ومؤلفاته في أفادة المكتبة الاسلامية وستظل تفيد أجيالاً من الدارسين والمثقفين وطلاب العلم، فعلا عالما جليلا أغنى المكتبة العربية بنفائس إبداعاته في التاريخ الاسلامي وعلم الانساب والمنهج العلمي والنقدي الامر الذي يجعله رائداً ومؤسسا لمدرسة فكرية قائمة بذاتها عرفت باسمه فنجد العديد من الكتب التي الفت وتقارن في المنهج النقدي وخاصة في مجال الموارد كان المشهداني حاضر فيها ولمنهجه تبع الأغلبية، وترك اثراً في نفوس سامعيه من خلال حضوره الفاعل في البحوث والمحاضرات في المحافل العلمية والمؤتمرات والندوات وورش العمل فكان العقل والنفس تصغي قبل الاذن، فكان من اساتذة الجامعة المستنصرية في بغداد لحين تقاعده استاذاً معطاء، لم يكن المشهداني مؤرخاً فحسب بل كان شاهدا على تاريخ العراق وحضارته فواكب احداث عصره وصبر في صعاب المواقف التي مرت على بلده وتفاعل معها بمواقفه المشرفة فرفض ان يترك بلدة ويستلم جامعات ومؤسسات يديرها في بلدان عربية وافنى عمرة وصحته في التأليف والبحث العلمي فأحب وطنة قولاً وفعلاً فكان حاضر دائما في عقله وقلبه وقلمه ومؤلفاته ومحافله الدولية، فعلا هو جوهرة فريدة ورمز كبير شيخ المؤرخين وقدوة الباحثين، ووفق أبناءه وتلاميذه ومحبيه للاقتداء به والسير على طريقه المستقيم .

 

بقلم الاستاذ المساعد الدكتور

علي ياسين خضير

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم