صحيفة المثقف

الأمراض النفسية والعقلية التي يُعالِجُها الإيمان

ريكان ابراهيمفي علم النفس الديني (9)

تحدثنا سابقاً عن الأمراض النفسية والعقلية التي تنتج من الإلحاد ورأينا كيف يفعل هذا الإلحاد فعله في صاحبة حين يجعله عُرضةً للكثر من إضطراب النفس والعقل.

وما دام الإلحاد على هذه الشاكلة فلابد، إذن، أن يكون للإيمان دورٌ مضادٌ في حالتين: الحالة الأولى في منع الإنسان السليم من السقوط في دائرة الأمراض النفسية، والحالة الثانية في شفاء الإنسان المريض من أمراضه بالإيمان.

سنحاول معالجة هذه الحالة بشيءٍ من التوضيح المناسب، وسنُقسم هذا على المحاور الآتية:

1- تنقية المريض من المعتقد الخاطىء

2- الأعراضُ المرضية

3- العلاج النفسي الديني

4- مواجهة الآليات الدفاعية المريضة بالإيمان

5- المريض القابل للشفاء بالإيمان

6- صفاتُ المعالج النفسي الديني

7- مُعزِزات نجاح الجلسة العلاجية الإيمانية.

***

1- تنقية المريض من المعتقد الخاطىء:

ان الإيمان عمليةٌ خاليةٌ من الشوائب. ولا يمكن ان يجتمع في الفرد مُعتقَدٌ خاطىء ومعتقَدٌ صحيح في موضوع واحد، قد يجتمع صحيحان في موضوع واحد كجزئين من مكوناته وقديجتمع خطآن في موضوع واحد كجزئين من مكونات ضِدهِ، لكن صحيحاً وخطأً لايجتمعان في نقطة واحدة لموضوع واحد. فلا يجوز أن تُلحِدَ بالله وأن تؤمن به في آن.

وحينما تؤمن بالله فإنَ على إيمانك أن يقودك إلى أن:

1- الله واحد بلا شريك

2- الله واحد بلا وسيط

3- الله خالد بلا ميلاد أو موت

4- الله قادر على (كن فيكون)

5- الله مالك الدنيا والآخرة

6- الله باعث الأنبياء والرسل

7- الله عالم الغيب

8- الله مُستدل عليه بآثارِه

ولأجل هذا كله علينا أن نُهيىء الإنسان الخاضع للعملية العلاجية للخلاص من الآتي:

أ- الإعتقاد بالسحر:  يشيع بين الكثيرين أن للسحر قدرةً على إحداث الأمراض النفسية والعقلية في الإنسان. إن كلمة "السحر" تعني، لغةً، ما يأخذ بلُب الإنسان ويحرفه عن الإدراك الحقيقي لنفسه وللأشياء. ومنها جاءت كلمة "السَحَر" ونعني بها أول منازل الفجر قبل ظهور ضياء الشمس، وكلمة "السحور" وهي موعد تناول وجبة الصائم في رمضان قبل ان يُمسك.

والإنسان المسحور هو المُشتت في ذهنه ومزاجه، الفاعل لما كان ممنوعاً منه في حالة سلامته. والممارس لعملية السحر هو "الساحر" على وزن "فاعل" أو "السحار" على صيغة "المبالغة" لكثرة ما يقوم به من عمليات.

ومن المعاني المستطردة لكلمة "سِحر" التضليل والإيهام. ويختلف السحر من ممارس الى آخر فيأتي على هيئة تناول مواد نباتية أو حيوانية أو كتابة رقي ووصايا الإيصاء بأداء أعمالٍ غير مستزاغة كالأمر بمضاجعة المحارم أو القيام بسرقة أو الطلب إلى "المسحور" بالنوم ليلةً في مقبرة.

ويذهب التطرف ببعض "المعالجين"غايته حين يُحددُ نوع المذبوح من الحيوان عُمراً ولوناً ووزناً بالكيلوغرامات.

لاحظ أيها القارىء سذاجة ما يقوم به هؤلاء الدجالون الضاحكون على ذقون البسطاء. ولاحظ  ما يُروجُهُ هؤلاء عن ان السحر مذكورٌ في القرآن "كتاب الله الخالد" وما دام مذكوراً فإنه حقيقة يجب العلاج منها لأنها شر.

إن القرآن لم يُحارب السحر لأنه حقيقة بل حارَبه لأنه لعبةٌ يُستَغفلُ بها الساذجون وتُمررُ عليهم ألاعيب السحرة.

إنها لعبةُ الخداع "البصري والذهني" أو ما نُسميه في علم النفس " الحس المُشوش illusional hallucination" أو الخداع وحده "illusion".

إن المواد التي تُعطى للناس مواد سامة تُحدِث آثاراً جانبية تشمل تغيراً واضحاً في الإدراك "perception". أما ما يُكتبُ من رقى فإن لها أثراً نفسياً حيث تجعل من يحملها من المرضى عرضةً لليقين الزائف بجدواها. إن ثقافة المجتمع التي تؤمن بالسحر ثقافةٌ مرضيةٌ مَسؤولةٌ عن إنتاج المزيد من المرضى.

وما لم نُنقِ الناس من هذا الإعتقاد الخاطىء فإننا لن نقدرَ على زرع الإيمان السليم بالواحد الأحد الخالي من الخطأ ولن نقدر على جعل المريض وأهل المريض أرضاً مُهيئةً لزرع الصالح من الإعتقاد.

ب- مَسُ الجن: يشيع بين الناس إسمان من أسماء عالم الجن هما "الشيطان"و" إبليس". إنهما يحملان مؤدى واحداً للشر والكيد للإنسان. وكثيراً ما أصبح اسم الشيطان مادةً صالحة للرجم واللعن حتى شمل ذلك البداية في قراءة أية آية من آيات القرآن الكريم حين يستفتح القارىء كلامَهُ ب (أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ). لاحظ أيها القارىء دقة القول في (أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ).

إنه يعوذ بالله منه ولا يعوذ بصنم كما لا يعوذ بالمنجمين، الدجالين الأفاقين الذي يدعون سيطرتهم على عالمٍ كُتب عليه من الله الإختفاء عن الأنظار.

لقد قلنا سابقاً أن إختفاء الشيء لا يعني إنعدام وجوده ومثلنا لذلك بالهواء الذي نُدرك آثاره  فينا ولا ندركه بالنظر. إن عالم الجن بإبليسهِ وشيطانه موجود لأن القرآن أكد وجوده ولا مناص من الإعتراف بكل ما أشار إليه القرآن، لكن هذا العالم مكفوفٌ لا علاقة له بالأمراض النفسية والعقلية التي يُصاب بها البشر.

إن الإكتشاف المخبري العلمي الذي أوجد أساساً " بايولوجياً" لكثير من الأمراض النفسية هذه كفيلٌ بتجريد الشيطان وقواته الخاصة من كل قدرةٍ على إحداثها.

إن القرآن لم يُعلن عن قدرة الجن على إحداث المرض لكنه نهى الإنسان عن فعل أشياء أو إعتناق أفكارٍ تقع في دائرة ما يقوم به الشيطان فيُصبح هذا الإنسان صورة أُخرى للشيطان.

ج- الإستعانة بالوسيط: يعتقد كثيرٌ من الناس بزيارة قبور مَنماتوا لهم بحثاً عن الخلاص مما بهم من أمراض. ويصل بعضهم إلى حد الثقةالعمياء بزيارة الأضرحة للأولياء والصالحين من البشر.

هل يجوزأن يتوسل الإنسان بإنسان لم يَنفعهُ تُقاهُ في الخلاص من الموت الذي هو مصير كل مَن عليها؟

ومثلما يفعل هؤلاء ذلك، يستعينُ آخرون بالعرافين وفاتحي الفال وقُراء الفناجين الذين يستخرجون (رزقهم الزائف) من أشداق الجهلة. علينا قبل أن نُفهم المريض حقيقة مرضه أن نفصله عن جهله وضلالته وأن نُبعدَه عن الإعتقاد بالتمائم والرُقى وأن نُذكره بأنه إنسان فضلهُ الله على مخلوقاته بالعقل. لا وسيط بين الله والإنسان إلا إيمانه.

د- الحَسد سبباً للمرض: يحاول الكثيرون من الناس الجَهلة أن يفهموا المريض النفسي بأنه محسودٌ في صحته وأن مرضه ناتجٌ من هذا الحَسد، وبذلك يزيدون مرضه مرضاً ويحولونه إلى حالةٍ من البارانويا بنوعيها: المغرور والمضطهد “Paranoid state which precipitates one of two: persecution or grandous thinking that he is superman”

إن القرآن لم يُفسر صحيحاً عند كثير من المُفسرين الذين ذكروا للناس تفسيراً خاطئاً للآية الكريمة التي تقول: (...وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ). إن هذه الآية لم تُشِر إلى أن للحاسد قوةً ساحرة في إيذاء الآخر وخلق المرض فيه.

هل ينصر الله العظيم حاقداً أوظالماً، والحاسد حاقدٌ وظالم؟ حاشا الله ذلك. إن المقصود بهذه الآية الكريمة أن الحاسد إنسانٌ حاقديقودهُ حقدهُ إلى إيذاء محسوده بفعل كريه كأن يُسمِمُهُ بمادة أو يُدبر مقتلاً له بفعل دنيءٍ وضيع ليس فيه ما يدلُ على فوقيته أوقدرته أكثر مما فيه من ظلمٍ وضغينة.

***

إذا استطعنا ان نُنقي صفحة المريض من هذه الشوائب الآتية من عصور  إزدهار الأسطورة والتابو وثقافات المجتمعات الساذجة، فإننا نستطيع من التواصل مع المريض الذي أصبح الآن بفضل هذه التنقية جاهزاً لقبول العملية العلاجية.

2- الأراض المرضية:

هناك ميلٌ للكاتب يكاد يكون دائماً إلى تسمية ما يعتري النفس البشرية من أخطاء في الذهن والعواطف والسلوك ب "الأعراض" بدلاً من تسميتها ب "الأمراض". إن هناك أسباباً في هذا الميل نستطيع تلخيصها بالآتي:

أ‌- لا تُوجدُ أعراض خاصةٌ في مرض نفسي أو عقلي، تتوفر في هذا المرض ولا تتوفرُ في ذاك. إن هناك الكثير من "المشتركات". فالمرض العقلي يترك أثراً في العواطف.

ويندُر أن نجد فصامياً (مرض عقلي) لا يعاني من تعكر المزاج. ويندر أن نجد هوساً شديد الوطأة (مرض إعتلال المزاج) لا يخالطه بعض الأعراض الذهانية (الوهم Delusion والهلوسةHallucination).

ويندر أن نجد مريضاً بالكآبة (Depression) لا يعاني من القلق. ويندر أن نجد مريضاً بالعُنة الجنسية (غير العضوية) لا يعاني من (القلق في حالة القذف السريع، والكآبة في حالة الإنتصاب)... وهكذا دواليك.

ب‌-  إن دواءً واحداً من الأدوية النفسية يُعطى عشوائياً لمريض قبل تشخيصه يستطيع أن يُحسن فيه الكثير من الأعراض غير المقصودة بالمعالجة.

ج- قد يشفى المريض من دائه الرئيس لكنه يظلُ يعاني من بعض الأعراض لأنها تعود إلى سبب آخر.

د- تكاد أعراض إضطراب الشخصية تكون مشتركةً بين كثيرٍ من الأمراض النفسية والعقلية، إما سبباً لها  أو  مرادفاً  لها أو ناتجاً عنها. وهذا موضوع يعني للباحثين الكثير من الدلالة. فإضطراب الشخصية هنا يُضيع الكثير من دقة التشخيص لما يعاني منه المريض ويجعل ظاهرة "الأعراض" أكثر قبولاً من ظاهرة "الأمراض".

بهذه الأسباب الأربعة نعتقد أننا كنا معذورين في ميلنا إلى " الأعراض" وليس إلى " الأمراض". ولأجل هذا كله سنناقش الأمراض النفسية والعقلية هنا كأعراض وليس كأمراض على النحو الآتي:

أ‌- أعراض التفكير المريض

ب‌- أعراض العواطف المريضة

ج- أعراض السلوك المريض.

أ‌- أعراض التفكير المريض: ونذكر أهمها:

1- النسيان (Amnesia):  ونعني به إضطراب الذاكرة، قصيرة المدى وطويلته، وينتج عن كثير من الأسباب. ويُعدُ من الأعراض المبكرة لحالة الخرف العقلي. والنسيان يُصيب الذاكرة القديمة كما قد يصيب الجديد من الأحداث في حياة الفرد فيحرمه من التعلم الذي يُعَدُ أساساً للعملية الفكرية وللذكاء.

2- التفكير المفكك Asyndesis: ونعني به الإفتقار إلى حالة الترابط الفكري الضرورية لنسق الأفكار. زيشيع هذا التفكك في الحالات العقلية (الذهانية) بحيث يصعب الحصول على تسلسل منطقي يحافظ على سلامة الفكرة الواحدة.

3- الفكرة الواهمة المفاجئة Autochrhonous delusion: وهي الفكرة التي تنشأ مباشرة في ذهن المريض بدون سابقٍ لها أو مُمهد لظهورها ولا يملك المريض شرحاً لها لكنه يتصرف على ضوء أنها حقيقيةٌ ثابتة.

4- تصور الذات من خارجها Auto scopy: ويُلاحظ في بعض حالات الفصام حيث يرى الفرد المريض ذاته خارج جسمه ويخاطب نفسه كأنها إنسانٌ آخر.

5- الفكرة اللامبالية La Belle indifference: وتشيع في مرضى الرحام "الهستيريا" ونعني بها أن المريض لا يُعير إنتباهاً أو إهتماماً بما حوله ولا بما يمرُ هو به من إختلافٍ عن السلوك السوي أو الإنضباط المطلوب إجتماعياً.

6- الرؤية المزدوجة Capgras Syndrome: وفيها يُصبح المريض معتقداً أن شخصاً آخر معروفاً لديه في كل شيء قد أصبح مزدوجاً مكرراً عن ذلك الشخص في كل شيء من السلوك والهيئة.

7- التفكير المستفيضCircumstantial thinking: وهو الإسهاب اللفظي المستفيض حيث ينشرخ المسار الكلامي عن الوصول إلى هدف المفكرة ويُورد إيضاحات لا موجب لها.

8- الترابط السجعي Clang association: وهو نوع من اللزوم الذي لا لزوم له ولا موجب حيث يُنهي المريض جمله وكلامه بنهاياتٍ تتفق في المخارج بما يُشبه السجع.

9- الوعي الغائم Clouding of Consciousness: وهو تلبُد الحالة الواعية المطلوبة في معرفة الزمان والمكان والأشخاص وإنعدام القدرة على الإرتباط بالمواقع على نحوٍ صحيح.

10- الفكر المُتحجر Concrete thinking: وهو نوعٌ من الجمود الفكري حيث تغيب أو تتشوش قدرة الفرد على الإستنباط والإستنتاج فلا يستخرج حكمةً من مثلٍ ولا يستنبط هدفاً من قول.

11-  التخريف Confabulation: وهو توقف الفكرة وإنقطاع تسلسلها فيدرك الفرد 1لك فيقوم بملء الفراغ اللفظي بعباراتٍ لا ترتبط بما هو فيه وتأتي عملية ملء الفراغ وكأنها غريبة عن المطلوب. ويشيع ذلك في إضطراب الذاكرة.

12- التوهان الفكري Confusion: وهو ما نقصد به التشتت حيث تلتحم فكرتان أو أكثر بما يؤدي إختلاطها إلى قدان الفرد قدرته على الإدراك السليم.

13- الفكر التحولي Conversion: وهو نوع رحامي حيث يُحول الفرد أفكارَهُ بشكل إسقاطي على جسدهِ أو أعضاء من جسدهِ في محاولةٍمنه لإزاحة الصراع النفسي عن مسارهِ المؤلم.

14- الفكرالعَدمي Cotard Syndrome: وفيه يعتقد الفرد أن جسمه أو جزءاً من جسمِه لم يعد قائماً مع أنه موجود فيقاوم فكرة إستمرارِه.

15- التشبه الواهم Couvade Syndrome: وهو ما يُصيب الرجل الذي يعيش مع إمرأته الحامل فيعتقد أنه يعاني من الحمل لأن أعراض الحمل التي عندزوجته عرضةٌ لأن يتمتلها هو ويمر ببعضٍمنها أوكلها. والمريض هنا يدري أنه ليس حاملاً لكنه يعاني من ذلك.

16- الحُب الواهم De clerambault Syndrome: وتُصاببه النساء غالباً حينما تعتقد المرأة بأنها محبوبة من شخص يتمتع بمنزلة إجتماعية كأن يكون قائداً أو زعيماً أو فناناً أو مفكراً أو ممثلاً طبقاً لثقافة المجتمع الذي تنتمي إليه.

17- الذاكرة المسبقة Deja Vu: وفيه يدخل الفرد إلى مكان لم يَرهُ سابقاً فيعتقد أنه سبق له أن رآه. وقد توصل بعض الدراسات إلى وضع شرحٍ لسبب هذه الحالة.

18- الهذيان Delirium: وهو نوع من الخرف الحاد حيث يعاني الفرد من حالة مؤقتة من الهذيان وفقدان البصيرة مع الإرتعاش والتخبط وفقدان الإستبصار المكاني والزماني. وإذا أصبح مزمناً فإنه يُعتبر مرحلة أولية من مرض الخرف.

19- الوهم الفكري Delusion: ونعني به مجموعة الأفكار التي تجعل الفرد يعتقد بأنه عظيم ومن سلالةٍ راقية وأنه مضطهد ومطارد ومراقببسبب عظمتِه ومن الشروط التشخيصية لهذه الحالة أن يكون هذا الوهم مستنكراً من المجتمع.

20-  الإيضاح الواهم Delusional Elaboration: ونعني به الإيضاح الواهم لفكرة واحدة حيث يستفيض الفرد في وضع شروحٍ لحالةٍ أو فكرة لا يوجد لها ما يتطلب الإستطالة والتوضيح.

21- الغيرة المرضية Delusional Jealousy: وهي نوع من الإعتقاد الواهم بخيانة الشريك في المسائل الشخصية. ويُصيب هذا الإعتقاد العاجزين جنسياً فيحيلون فشلهم إلى اآخر في إتهامه بالخيانة.

22- الذاكرة الواهمة Delusional memory: وهي ذاكرة مريضة تقوم مفرداتها على تبني أفكار مغلوطة عن حدث أو فرد آخر وتكون من صنع المريض ولا أساس لها من الصحة.

23- التعرف الواهم Delusional misidentification: وهو التعرف القائم على ما يتصوره المريض ويعتقد به تجاه الآخرين.

24- أفكار السيطرة بقوةٍ أخرى Delusion of control: وفيها يعتقد الفرد أنه محكومٌ في تفكيره وعواطفه وسلوكه بقوةٍ علوية أُخرى لا سبيل له إلأى السيطرة عليها.

25- أفكرار الذنب Delusion of Guilt: وهي أفكار تقود الفرد إلى الإعتقاد بأنه مسؤول عما جرى له أو للآخرين على يديه على الرغم من أنه بريءٌ من ذلك كما في حالات الإكتئاب.

26-  أوهام التلوث Delusion of infestation: وهذه هي نوع من أفكار الحصار القهري حيث يعتقد المريض بأنه مسمم أو مُلوث بجراثيم أو أمراض. وعلى الرغم من إعتقاده بتفاهة تفكيره إلا أنه يُصر عليه.

27- أوهام الحُب Delusions of Love: وفيها يعتقد الفرد أنه محبوب من آخر يتصيد الفرص للحصول عليه وان ما يقوم به المُحب هو محاولات لاستقطاب إهتمامِه.

28- الفكر المُحول من مصدر آخر Delusions of interference: وفيه يعتقد الفرد أنه يعمل ويفكر ويتصرف بناءً على أوامر تصدر إليه من قوةٍ أخرى كالنجوم والأشجار.

29- التفكير المنحرف عن السكة Derailment: وهو إنحراف الفكرة عن مسارها وشذوذها إلى مؤدى آخر كما يحدث للقطار حين ينحرف عن سكتِه.

30- فقدان الإستبصار Disorientation: وهو إنعدام القدرة لدى الفرد على معرفة الزمان أو المكان الذيهو فيه أو الأشخاص الذين حوله.

31- التفكك Dissociation: تفكك الفكرة الواحدة حيث يقود إلى التوقف عن الحديث أو ملء غائبها بكلام لا يُمثلها.

32-  رهاب الوهم الجسمي Dismorphophobia: حيث يخاف الفرد من تشوه بعض من جسمِه ويعتبره غريباً عنه وسبباً في أن يكون مرفوضاً إجتماعياً.

33- ترجيع الأفكار Echolalia Pensee: حيث يُردد الفرد أفكار غيره بلغة مشابهة أومختلفة لكنها تؤدي نفس المعنى.

34-  التلوث Ekbom Syndrome: وهو نوع من أفكار التسلط بفكرة أو أفكار.

35- التآهل Fregoli Syndrome: وفيه يُصبح الفرد آهلاً مع الآخرين بمعرفتهم. نعني أنه ينظر إلى الأغراب وكأنهم أشخاص معروفون لديهِ.

36- الإلتحام Fusion: وهو تداخل فكرتين أو أكثر محتوى ومبنى، حيث يلتبس على المستمع أن يُفرق بين فكرة وأخرى.

37-  الجواب المقارب Ganser Syndrome: وفيه يجيب الفرد المُصاب إجاباتٍ قريبة من السؤال الذي وُجه إليه لكنها لا تقع في الصميم.

38-  أوهام العظمة Grandiose delusion: وفيها يعتقد الفرد بعظمته وبأنه مهم لا غنى للآخرين عنه وأنه ينحدر من سلالةٍ لها تاريخٌ عظيم في الآداب والعلوم والفنون والحروب.

39-  الأوهام المريضة Hypochondriacal delusions: وفيها يتوهم الفرد بأنه مريضٌ بمرضٍ لا يستطيع أن يُحدد نوعه فيلتصق بالأطباء والمختبرات والمستشفيات بحثاً عن التشخيص والعلاج. وكلما فرغ من مرض إعتقد بآخر فلا يرتاح ولا يخلو من شكوى.

40- التفكير السحري Magical thinking: وفيه يربط الفرد بين حالاتٍ لا رابط بينها فيعتقد أنه إذا حدث هذا الشيء فإن شيئاً آخر سيحدث وهونوع من التفكير الطفولي ويعاني منه الفصاميون.

41- التضخم Overvalued ideas: وهو تفكير يرتبط يثقافة المجتمع التي تُضخم حالات لا تستحق التضخيم كإحلال السحر منزلةً من القدرة بدون وجود حقيقةٍ.

42- أفكار الحمل الكاذب Pseudcyesis: وهي أفكارٌ تؤدي إلى الإعتقاد بوجود حملٍ يتمثل بأعراض مع أنه لا وجود له.

43- تَوقف الفكرة Thinking block: ونعني به التوقف المفاجىء عن فكرةٍ في رأس الفرد. ويسبب له ذلك ضيقاً وتوتراً فيبدو وكأنه يبحث عن الفكرة الضائعة.

44- الإذاعية Thought Broad-casting: وفيها يعتقدُ الفرد بأن أفكارَهُ عُرضةٌ لتناقلها بين الناس، فالذين يتحدثون في شؤونهم يبدون وكأنهم يتحدثون بأفكاره. ومذيع التلفزيون ينقل أفكاره.

45- الأفكار المزروعة Thought insertion: وهي نمطمن التفكير يعتقد الفرد فيه بأن أفكاره نابته ثابته في رأسه لا تقبل الجدال أو الزحزحة أو التغيير.

46- أفكار التردد Amhivalence: وفيها تصطرع فكرتان تعاكس إحداهما الأُخرى على نحوٍ يعجز فيه الفرد عن الخروجبقرار.

47- تسطح الفكرة Tangentiality:  وفيه يمر الفرد بمقتربات كلامية حول فكرة واحدة لكنه لا يصل إليها.

48- العزل Isolation: ونعني به ميل الفرد إلى الفصل بين الحدث الذي يمر به والعواطف المطلوبه منه تجاه ذلك الحدث. فهو يذكر موت عزيزٍ له قبل أيام وهو يضحك.

49- عدوى الأفكار Shared thinking: وفيها يحدث أن يُصاب الفرد السليم الذي يعيش مع ذهاني في بيت واحد بالذهان أيضاً. ويزول هذا الذهان إذا انفصل السليم عن المريض.

50- التفكير بالتحاثث Induced-thinking: وهو الفكر الناتج من إصابة الفرد بعارضٍ أو مرض. ونلاحظه في الأفراد الذين يتعاطون المواد المؤثرة عقلياً.

51- التفكير بالتخاطر Telepathic Thinking: وفيه تتشابه الأفكار عند شخصين فيقول الأول للثاني: إن الفكرة التي لديك الآن هي ما أفكر أنا بها تماماً.

52- التفكير الإبتدائي Primitive Thinking: وهو التفكير الذي لا يقوم على معرفة أو حقيقة علمية بل يعتبر ناتجاً من الإعتقاد بالميثولوجيا والخرافة والأسطورة.

53- التفكير الناضج Mature thinking: وهو التفكير المستند إلى الحقائق العلمية والذي تستند فيه النتائج إلى مسبباتها فتجد لها شرحاً مقبولاً.

54- الفكر الإحالي Referential Thinking: وهو الذي يحيل فيه الفرد تفكيره إلى مصدر يعتقد بأنه أقوى منه كالقوى الغيبية أو الكواكب أو السلاطين والملوك أو الجن أو السحر.

ب‌- أعراض العواطف المريضة: وأهمها:

1- المشاعر Affect: ونعني بها ما يرسمه المزاج على وجه الفرد وحركاته من آثار.أي أنها المزاج المُلاحَظ على الفرد من مُراقبه.

2- رهاب الأماكن الضيقة Agoraphobia: وفيه يخاف الفرد خوفاً شديداً من الأماكن الضيقة فيعاني من أعراض جسمية ونفسية واضحة.

3- المزاج الغائمAlexithymia: وفيه يظهر عجز الفرد عن وصف مزاجه تماماً. فلا يستطيع أن يُحددهُ مرتفعاً أو مُنخفِضاً  أو مضطرباً.

4- فقدان اللذة Anhedonia: وفيه يفتقد الفرد الشعور باللذة التيكان يشعر بها عند ممارسته لأعماله أو هواياته.

5- القلق Anxiety: وفيه يعاني الفرد من التشتت والضياع وإضطراب المزاج وفقدان القدرة على الأداء والتواصل المفيدين له وللعمل الذي يعمله.

6- الكآبة Depression: ويتميز بإنخفاض المزاج وفقدان الرغبة في العمل والبعد عن المشاركة وصعوبة النوم وفقدان الشهية (غالباً) وضعف الأداء الجنسي والتفكير في الإنتحار والشعور بالذنب.

7- إحتباس المشاعر Blunting of affect: ونعني به تسطح المشاعر تجاه الفرح والحزن وفقدان المغامرة في المواقف.

8- المزاج المتوهم Delusional mood: وفيه يُصبح المزاجنوعاً من الإستجابة لأفكار الوهم التي تعتري حياة الفرد فيتناغم بمزاجه مع طبيعة أوهامِه.

9- تشوش الشخصية Depersonalization: وفيه يعتقد الفرد كأنه غير موجود أو أن جزءاً من جسمِه غير موجود. ويختلف عن أفكار العدم بأنه في تشوش الشخصية يعرف أن طرفه العلوي مثلاً موجود لكنه يتصور كأنه غير موجود.

10- تشوش الواقغ Derealisation: ينطبق ما قلناه عن تشوش الشخصية على ما يتعلق بالبيئة.

11- المزاج الإكتئابي Depressed mood: وفيه يُصبح المزاج منخفضاً متعكراً أو متبلداً لأن الفرد كئيب ولا يتحسن المزاج هذا إلا بشفاء الفرد من إكتئابِه.

12- التغيرات اليومية Diurnal variations: وهي التي تطرأُ على الفرد نهاراً، فقد يفيق صباحاً بمزاجٍ متعكر لكنه يتحسن بتقدم ساعات النهار أو يفيق بمزاجٍ منبسط لا يلبث أن يتعكر بتقدم النهار.

13- إضطراب المزاج Dyshopria: حالة ترتبط بالمزاج فقط حيث يعاني فيها من البندولية والتأرجح بين الإرتفاع والإنخفاض.

14- الإنقلابية المزاجية Dysthymia: قريبة من (إضطراب المزاج) لكن مدتها أطول فلا تثشخص كذلك إلا بعد إستمرارها سنتين.

15- إرتفاع المزاج Elation: إرتفاع المزاج والزهو والخيلاء حالاتٌ ملاحظة في مرض الهوس.

16- الزهو Euphoria: إرتفاع المزاج المتطاير الذي لا يتناسب مع الظرف الذي يمربه الفرد.

17- الإستقبال المتوهم Delusional Perception: وهو ميل الفرد إلى تفسير الأشياء بناءً على ما يُوحي به وهمُهُ. وإدراكالفرد لعلاقته بالبيئة يرتبط بأفكارهِ الواهمة.

18- تسطح المشاعرFlattening of affect: وهو يشبة الحالة التي ذكرناها في (Blunting of thinking).

19- الهجاج Fugue: وفيه ينفصل الفردعن شخصيته القائمة لديه تكويناً واسماً وعملاً وقد يسافر الفرد إلى أماكن بعيدة ويتخذ له شخصية جديدة.

20-  اللُقمة الرحامية Globus hystericus: الشهور بأن عملية البلع عملية صعبة لوجود ما يشبه الورم في منطقة البلعوم مع أن الفحص الطبي السريري لا يشير إلى أي سبب عضوي.

21- العظمة Grandiosity: وفيهايشعر المريض ويعتقد بأنه رجلعظيم المحتد والمنبت والأداء والأهمية الإجتماعية وأنه مختارٌ لمهمةٍ لا يدركها الآخرون.

22- تحت الهوسية Hypomania: مشاعر عظمة وأداء حركي مستمر يرتاح لهما الفرد لكنها لا ترقى إلى الهوس.

23- المشاعر غير المتناسبة Incongruity of affect: وفيها لا يتناسب ما يمر به الفرد من ظروف وأحداث معما يبديه من مشاعر.

24- تقلب المزاج Lability of Mood: حالة وجدانية أوضحُ ما فيها اضطراب المزاج من الإرتفاع إلى الإنخفاض.

25- الهوس Mania:حالة وجدانية قد تكون بأعراض ذهانية (الهلوسة والوهم) أو بدونها. يسودها الهياج واضطراب الكلام ومهاجمة الآخرين وتطاير الأفكار.

26- الشخصية متعددة الوجوه Multiple Personality: وجود شخصية بأكثر من وجه سلوكي وتفكير.

27- الشخصيات المتمازجةMixed Personality: وجود أكثر من شخصية تتناوب حياة الفرد.

28- تناذر الكحولية Palimpsest: وهي الحالة السلوكية والفكرية التي يتغرض لها المدمن الكحولي.

29-  الفزع Panic: وهو أقصى درجات القلق حيث يعتري الفرد فيه خوفٌ من أنه سيموت بعد قليل ويشملُه التعرق والإرتعاش وتيبس الحلق ليختفي كل ذلك بعد ساعة من حدوثه.

30- الرهاب Phobia: وهو الخوف الشديد الذ ينقسم على نوعين: الرهاب العام ونعني به الرهاب الإجتماعي والرهاب الخاص الذي يبديه الفردتجاه أشياء محددة كالأفاعي أو العقارب أو النار أورؤية الدم.

31- النرجسية Narcissism: وهي الحُب المفرط للذات والأنانية الشديدة والشعور بمركزية ال "أنا".

32- الوسوسة Obsession: وهي الأفكار التي يعتقد الفرد بتفاهتها وبعدم قدرته على مقاومتها مهما بذل من جهد.

ج. أعراض السلوك المريض: وأهمُها:

1- الهياج Agitation: وهو حالةٌ من التوتر الشديد والهيجان تجاه النفس وتجاه الآخرين من دون سبب معقول لهذه الإستثارة وكثيراً ما يلوم الفرد نفسه عليها لكنه يعود إلى تكرارها في مواق أُخرى.

2- الكآبة الهياجية Agitated depression: وهي الإكتئاب الذي يسوده التوتر والهياج مما يجعل الإعتقاد سائداً بأنها صورة من صور القلق أكثر من أن تكون صورةً من صور الكآبة.

3- الحَراك Akathesia: وهو ميل الفرد إلى فائض الحركة الجسدية وإنعدامالإستقرار في مكان واحد وقد تكون جزءاً من مرض المريض أو ناتجاً من أخذ بعض الأدوية.

4- الترددية الحركية Ambitendency: وهي حركتات مضادتان لبعضهما كأن يُقدِمُ الفرد على الحركة ثم يتوقف أو يتحرك بإتجاه آخر.ط

5- الخمول Anergia: ويفيدُ معناه شعور الفرد بفقدان الطاقةالسلوكيةمع أنه يرغب أن تكون له قدرة على الحركة لكنه لا يملُكها.

6- فقدان الشهية Anorexia (القَهم): وفيه ينفر الفرد من الأكل ويُلح على مجافاته وجبات الطعام إلى أن يفقد الكثير من وزنه ويُصبح عرضةً لكثير من الأمراض الجسدية الناتجة من فقر التغذية.

7- إنعدام الصوت Aphonia: وهو نوعان: عضويٌ ناتج من علةٍ في الحبال الصوتية ونفسي تسوده آلية رفضالنطق فيبدو وكأنه أخرس لا يملك قدرةٌ على التصويت.

8- الترنح Ataxia: وهو حالة فقدان الإتزان في المشية فيبدو الفرد وهو يتمايلُ شمالاً ويميناً وخطاه تقترب وتبتعد بلا ضابط.

9- مُراق الحركة Athetosis: وهو ما يُشبه بحركةالأفعى التي تتلوى بجسمها من موضع إلى آخر وكثيراً ما يشمل الذراعينوالكفين وكثيراً ما يرتبط بفقدان القدرة على إنجاز عمل مُعين.

10-  المطواعية Automatic Obedience: ونعني بها التلقائية حيث يستجيب الفرد للطلب الموجه إليه في إتخاذ موقف معين فيستجيب ويظل على ذلك الوضع وقتاً طويلاً.

11- الذاتية Automatism: وهي تشبه المطواعية.

12- التجنب Avoidance: وهو آلية دفاعية يبتعدُ بها الفرد عن موقع يتوقغ فيه ضرراً له. ويشيع في ذلك في حالات الرهاب.

13- النهم Bulimia: وهو معكوس الذي أوردناه في "القهم Anorexia" حيث يُقبل الفرد على الأكل بشراهة ثم يلجأ إلى التقيؤ للخلاص من الوجبة التي ازدردها قبل قليل.

14- النوام Catalepsy: وهو ميل الفرد إلى النوم المفاجىء الذييباغته بدون مقدمات وكثيراً ما يتعرض فيه الفرد للأذى خصوصاً حينما يكون في مواقف حساسة كقيادةالسيارة أو المشي على حافة نهر جارٍ.

15- الهُمود Cataplexy: وهو خذلان جسد الفرد المفرط المفاجىء المتكرر. وفيه يفقد الفرد تماسكه.

16- الجمود Catatonia: وهو أداءٌ حركيٌ يأخذ الفرد فيه وضع الإسترخاء أو الشدة حفاظاً منه على وضع أُختير له فلا يُغيره بسهولة.

17- هلوسة الإيحاء Command Hallucination: وفيها يستجيبالفرد لأوامر وُجهت إليه بواسطة صوتٍ أتى إليه عن طريق الهلوسة الصوتية.

18- الخداع Illusion: وهو ميل الفرد إلى تبديل صورة المرأي بصورةٍ قريبة منه. كأن يرى الباب كأنه شجرة أو الطائر في السماء كأنه نيزك ساقط.

19- النُطق الجبري Coprolalia: وفيه يشعر الفرد بأنه مُجبر على نطق كلماتٍ لا داعي لذكرها فيُرددها مراراً على نحو متناغم.

20-  الهذاء الإرتعاشي Delirium Trimins:  يشعر الفرد بتوهانٍ فكري وضلالةٍ في الوعي الزماني والمكاني مع وجود إرتعاش في اليدين والجسم. وكثيراً ما يعقب التوقف الحاد عن تعاطي الكحول.

21- اللاإنضباطية Disinhibition: وفيه يفقد المرء إنضباطه والتزامه الإجتماعي فيقوم بقول ما يرد على لسانه أو أداء حركةٍ غير مقبولة.

22- التمزق الإنتباهي Distractibility: وضحيته الإنتباه. فالفرد هنا يفتقر إلى التركيز وهو إعطاء الإنتباه الفرصة الكافية، فالفرد لا يستقر على إنتباهه لشيءٍ ما مدة كافية حيث أنه سرعان ما ينتقل إلى موضوع آخر.

23- عيب النطق Dysarheria: ويشمل شكل الكلمات وصوتها أكثر مما يشملها من محتواها.

24-  إضطراب الحركة Dyskinesia: والفرد هنا لا ينضبط في حركة واحدة ولا يسود سلوكَهُ الإلتزام.

25- عيب القراءة Dyslexia: فقدان الفرد القدرة على القراءة بما ينسجم مع عُمره ومستوى ذكائه.

26- عيب النطق Dysphasia: ويشمل الشكل والمحتوى للجملة المنطوقة.

27-  إعتلال الأداء Dyspraxia: وهو إعتلال الأداء الحركي لظاهرةٍ كانت مألوفة في سلوك الفرد قبل الإصابة.

28- التقليد الصوتي Echolalia: وهنا يُردد الفرد ما قاله غيره وسمعه منه.

29- النمللة Formication: وهو شعور الفرد بسريان ما يشبه النمل أو البق تحت جلده وفي أماكن كثيرة.

30- الهلوسة الوظيفية Functional hallucination: ونعني بها سماع الفرد صوتاً لا مصدر له حينما يبدأ بسماع صوت آخر له مصدر. يسمع كلمات أغنية كلما فتح جهاز التبريد وتختفي الأغنية عندما يوقف جهاز التبريد.

31- اللالية Glossolalia: وهي التصويت اللساني بدون إصدار كلامٍ مفهوم.

32- النوم الطويل Hypersomnia: وهو  إستغراق الفرد في نومٍ يفوق زمنه حاجة الفرد إليه.

33-  الأرق المُبكر Initial insomnia: وهو حرمان الفرد من قدرته على النوم في الساعات الأولى التي يخلد فيها إلى الفراش.

34- الإسهال اللفظي logorrhea: وهو ميل الفرد إلى الإستطالة اللفظية بمعنى وبدون معنى وهو مصطلحٌ لا يعني كثيراً من الدقةِ في القاموس الطبي.

35- النمطية Mannerism: وفيها يُكرر الفرد الكثير من كلامه أو حركته بدون فائدة أو داعٍ إلى ذلك.

36- الإملاء المصغر Micrographia: وهو ميل الفرد إلى الكتابة بأصغر ما يمكنه من الحروف.

37- البكم Mutism: وهو فقدان القدرة على النطق.

38- السلبية Negativism: وهي أداء الفرد لسلوك مضاد يُعارض به ما يُطلِب منه. كأن تمد يدك لمصافحته فيسحب يده إليه وحين تسحب يدك يمد يده إليك.

39- التوليد اللغوي Neologism: وهو القدرة على إلحاق مقطع من كلمة إلى كلمةٍأخرى على نحوٍ يُضيع المعني عند السامع لكنه يملك دلالة خاصة عند الفرد المُصاب.

40-  الرأرأة Nystgmus: وهي حركة العين التلقائية البندولية عند النائم في النوم الذي يمتاز بوضوح الأحلام وجلائها "Lucid dreams".

41- التكرار Perseveration: وهو ميل الفرد إلى تكرار الحركة الواحدة أو الكلام أكثر من مرة.

42- التلقط Pica: وهو ميل الطفل إلى التقاط مواد تنقصه في تغذيته بشكل لا إرادي كما نشاهد ذلك في بعض الأطفال الذي يأكلون الحصى من الحيطان.

43-  الجمود الموقفي Posturing: وفيه يتوقف الفرد عن الحركة في موقف معين.

44- ضغط التكلم Pressure of speech: وهو سلوك في الهوسي حيث تزدحم الأفكار لديه فيعمد إلى الإسراع في طرحها حيث تتكدس لديه ولا يجد وقتاً لطرحها بهدوء.

45- الإنتصاب اللارادي Priapism: كما يحدث في بعض حالات اللوكيميا " سرطان الدم" وفيه يظل القضيب منتصباً بدون التعبير عن حاجة جنسية لأنه إنتصاب مرضي.

46- الوسادة النفسية Psychological Pillow: وفيه ينام المريض وهو رافعٌ رأسه قليلاً عن الوسادة متوهماً أن هناك ما يشبه الوسادة المُتخيلة.

47- الإحجام النفسي الحركي Psychomotor Retardation:  وفيه يعتري المريض (الكئيب غالباً) إحجام عن أدائه للوظائف الشخصية والإجتماعية ويشعر كأنه غير قادر على التواصل.

48- الإعادة Rumination: وهو مصطلح غير دقيق لأنه يعتمد الوصف أكثر من التحديد. وفيه يعيد الفرد كلامه أو حركاته.

49-  علامة "رسل" Russel sign: وهي تعني ما يظهر على ظهر الكف من شكل خرائطي ينتج عما يقوم به مريضُ "النَهم Bulimia" من تقيىء لنفسه بوضع أصابعهِ في فمه بعد أكلةٍ مفرطة.

50- الجسمانية Somatization: ونعني به ظهور الأعراض الجسمية بدونوجود سبب عضوي وتُعَدُ هذه نوعاً من إزاحة الصراع من مجاله النفسي إلى المجالالجسمي تنفيساً عن شدتهِ.

51- النمطية Stereotypy: أداءٌ متكرر لحركة أو سلوك يقود لاحقاً إلى الهدف لكن بعد مزيد من المحاولات.

52- الجمود الواعي (التخشب) Stupor: وهو نوع من المطواعية حيث يخلد الفرد إلى الجمود الحركي على موقف واحد بدون فقدانه حالة الوعي.

53- إضطراب الحركة الدوائي Tardive Dyskinesia: وهو ما ينتج من حركة لا إرادية للعضلات الصغيرة في الفك والشفتين وربماالجسم، تنتج من التأثر بتناول الأدوية المضادة للذهان.

54- العادة المرضية Tic: وهي أداء سلوكي كتعديل ربطة العنقبتكرار أو النحنحة الصوتية أو طقطقة الأصابع أو غمز العين.

55- إسقاط الشَعر القسري Trichotillomania: وفيه يَعمدُ الفرد إلى سَحب شعر رأسه بقوةٍ إلى أن يصل إلى مرحلة يبدو فيها كأنه أصلع.

56-  المعاودة اللفظية Verbigeration: وفيها يعاود الفرد الكلمة أو المقطع ثم لا يستطيع ربط اللاحق بهما فيأتي معنى الكلام مُقطعاً.

57- الإنسحابية Withdrawal: وهي الأعراض التي تظهر على الفرد عند تَوقفه الحاد عن المادة التي سببت له إدماناً عليها.

58- سلطة الكلمات Words Salad: وهي الكلمات المتصلة ببعضها دون قاعدة نحوية أو بيانية فيبدوالفرد وكأنه يتكلم لغةً أخرى.

59- الشذوذ الجنسي Sexual deviations: وفيه يعاني الفرد من خطأٍ سلوكي في العمل أو الأداء الجنسي. فهو لا يُستثار إلا برؤية مشهد معين أو قيامهِ أو قيام شريكه بحركاتٍ خاصة.

60- إضطراب السلوك Behavior Disorder: وهو مصطلح واسع يقع فيه كل وصفٍ لسلوك غير مألوف أوغير مقبول إجتماعياً.

61- السلوك الجُرمي Criminal Behavior: وهو مرض الشخصية التي تملك في دواخلها ميلاً إلى الجريمة كالقتل أو السرقة أوإرتكاب الكبائر.

***

3- العلاج النفسي الديني:

أمام ما  أوردناه من ذكرٍ للأعراض النفسية والعقلية يبرز الآن دور العلاج النفسي الذي يعتمد الإيمان منهجاً  أساساً في الطريقة والمحتوى.

إن المدارس النفسية المشهورة في علم النفس العام هي نفسها المدراس التي نعتمدها هنا مع التركيز على حقيقة أن الإيمان هو الأساس في ما تتخذخُ الجلسات العلاجية من محاولةٍ في الوصول بالمريض إلى الشفاء.

لقد كان المعالجون غير الدينيين في إتجاههم الفكري لا يعتنون بثقافة المريض المؤمنة أو المُلحدة. إنهم يعمدون إلى إعادة الفرد المريض إلى بيئتهِ التي إنفصل عنها بمرضه سواء كانت هذه البيئة إيمانية أو إلحادية ناسين أن الثقافة الإلحادية كانت من بين الأسباب التي قادت ظهور المرض أن لم تكن على رأسها.

سنقسم حديثنا هنا في المعالجة على النحو الآتي:

1- العلاج السلوكي الديني

2- التحليل النفسي الديني

3- العلاج الساند

4- العلاج الأسري الديني

5- العلاج النفسي الإجتماعي الديني

وسنناقش كلامن هذه الإتجاهات بإختصار مفيد:

ا. العلاج السلوكي الديني: إن المدرسة السلوكية تَعدُ الفرد المريض آلة من الآلات التي تم تصنيعها بظروف قاهرة تصنيعاً يختلف بالفرد عن الهوية الإجتماعية في البيئة التي عاش الفرد ويعيش فيها. وتظلُ هذه المدرسة تلاحق هذا المريض إلى أن تعيده إلى حضيرة المجموع. إن الغرض الذي ينفرد به العلاج السلوكي الديني عن هذه المدرسة ينقسم على المجالات الآتية:

أ. فحص المجتمع الذي يعيش فيه الفرد؛ هل هو مجتمع مُحد أم مُلحد؟

ب. فحص الغرض من خضوع الفرد للعلاج:هل هو الإتفاق مع الأفكار الإلحادية التي يقوم عليها المجتمع أم زيادة الإختلاف بإتجاه الإيمان؟

ج. هل يبحث المريص عن إكتساب هويته الدنيوية الحياتية أم يبحث عن قِيم علوية ترتبط برضا الله مهما اختلف مع الناس؟

إن الأدلة أو الوسائل التي يستخدمها العلاج السلوكي الديني في المعالجة تعتمد الآتي:

أ‌- إزالة الأفكار التي تعلمها الفرد من ثقافته السابقة في إعتبار نفسهِ مسؤولاً عن إرادته وأفكارِه.

ب‌- تصعيج إقتناعه بالأفكار التي تدعوه إلى الإيمان بأنه عنصر للخير ما زال مُعطلاً عن الأداء بسبب أفكار هذه الفوقية الزائفة.

ج- تصعيد إقتناعه بأفكار (العقاب والثواب) المؤجلة إلى اليوم الآخر وأن الدنيا ليست المحطة النهائية لعقابه وثوابه.

د- تعديل محتوى الدوافع(Motives) لديه وجعله لا يستجيب لحوافز الإغراء المادي وإبطال مجال اللذة المكتسبة من سلوكه في المجتمع.

هـ - إتخاذ الكتاب السماوي (حسب الدين الذي يدين به الفرد) منهجاً للتطبيق السلوكي في الخير والشر، في الفضيلة المطلوبة والرذيلة المرفوضة على وفق تعليمات هذا المنهج.

2- التحليل النفسي الديني: تُحيلُ مدرسة التحليل النفسي الفرد إلى (مُسلمات) و(ثوابت). إن المُسلمات تعني خضوعه لمسيرتين: المسيرة الطويلة }الولادة ←الطفولة الأولى ← الطفولة الثانية←اليفوعة ←   الشباب ←النضوج الأول← النضوج الثاني ← الكهولة ← الشيخوخة←  الفناء (الموت){، والمسيرة المستعرضة المحكومة بالمقطع الزمني }الأنا، الأنا الأعلى (الضمير)، ومُفرده (هو){.

والثوابت في هذه المدرسة تعني: الغرائز ومنها غريزة حُب الحياة وغريزة التدمير أو الإفناء الذاتي والبيئي. ان هذه المدرسة تُقرِرُ "مبدأ الحتمية" وفقدان الخيار. فالأُم المحافظةالقاسيةالمسيطرة تنتج إبناً مليئاً بأفكار التسلط القهري، والأب القاسي يُورص عقدة أوديب.

وإساءة استعمال الطفولة يُولد الكآبة اللاحقة الصعبة في المعالجة.إن الفرد في هذه المدرسة خاضع لظروف تكوينه. والمدرسة في هذا الإتجاه تُلغي فُرَص الإيمان القادر على تخليص الفرد من مأساته. إنها لا تؤمن بفوقية الخالق وقدرته على تغيير المسيرة الإنسانية الطويلة والمقطعية.

صحيحٌ ان هذه المدرسة تتبنى محاولة الفرد خلاصه من مرضٍ صنعته ظروف النشأة، لكنها تجعل منه فرداً يتلقى نتائج تاريخية بحتميةٍ لا فرصة فيها للخيار. إننا في جلسة العلاج التحليلي الديني نُدخِل الأمل إلى المريض ونفهمه أن هذه المُسلمات والثوابت عرضة للتعديل بتقوية الإرادة.

إن نصف المعالجة يتم إذا عرفالمريض سبب أو أسباب مرضه لأنه في هذه الحالة سيحاصر السبب ويبدأ المعالجة الذاتية متعاوناً مع طبيبهِ.إن إضافة عنصر الإيمان علاجاً إلى جلسة التحليل تُحدِث الآتي:

أ‌- إضعاف عنصر الثبات في المسيرة وإفهام المريض أن مرور جميع الناس بهذه المراحل هو مرورٌ بايولوجي زمني لا علاقة له بمحتوى الأفكار والعواطف وان الفروق الفردية بين الناس هي التي تجعل انتصار الفرد على ظروف تكوينه ظاهرةً واضحة بين هذا وذلك من الأفراد.

ب‌- هناك من هو مسؤول عن إكساب الفرد القدرة على التغيير وهو الله الخالق. فالأنبياء والمُرسلون مروا بظروف مشابهة لغيرهم لكنهم انتصروا عليها بمعونة الذات العليا (الله تعالى).

ج - إن الحرمان الناتج من ظروف التكوين الأول القاسي لا يقف مانعاً من البروز والإبداع إذا ملك الفرد إرادة التحدي لتلك الظروف.

3- العلاج الساند: والعلاج الساند المعتاد في علم النفس يعتمد على تقوية المعنويات وتعزيز الثقة بالنفس في داخل المريض. يقوم ذلك على شخذ القيم الساندة التي تطفىء عناصر الشعور بالأصغرية والدونية.

هنا يختلف العلاج الديني الساند عن العلاج العام الساند بأن الأول يحيل الفرد إلى السند القادم من إيمانه بربه، الكفيل بأن الفوقية هي لله وليست للفرد لأن الإنسان ضعيف مهما تضخم وهزيل مهما أدعى القوة. إن الدراسات العلاجية التي تنادي بالإنسان قيمةً عليا تنسى أن هذه القيمة العليا لا تعني انه قادر على حل مشكلاته بنفسه قدر ما تعني أنه في حاجةٍ دائمة الى الله في ذلك. لقد وجدنا فروقاً بين العلاج الساند العام والعلاج الساندالديني على النحو الآتي:

العلاج الساند العام          العلاج الساند الديني

1- يعتمد على تنشيط قيم الفرد الخاصة بدون إعارة إهتمام للإلحاد أو الإيمان.

1- يعتمد على تنشيط قيم الفرد بالإيمان وإطفاء عنصر الإلحاد.

2-  الجلسات تحتاج إلى وقت أطول زمناً نسبياً

2- الجلسات تحتاج إلى وقت أقصر زمناً نسبياً

3- ينتكس الفرد كثيراً لأنه يعتمد على قوته

3- الإنتكاسة قليلة الحدوث أو معدومة لأن الفرد يعتمد على قوة الذات العليا.

4- تؤدي الفروق الفردية دوراُ في إختلاف المُعالَجين أمام الإستجابة لهذا العلاج

4- ينسجم المُعالَجون مع العلاج الساند لأن مصدر إطمئنانهم واحد وهو الله الواحد الأحد

5- يحتاج العلاج إلى المزيد من المُعززات والإغراءات المطلوبة للوصول إلى النتائج المطلوبة.

5- المٌعزز الوحيد هو إرضاء الله عند الفرد وهو مٌعززٌ دائم لا يتغير

6- يسود المُعالَج كثيرٌمن القلق حول نتائج العلاج لأن الفرد مطالبٌ بأن يكون هوالمسؤول عن نتائج النجاح.

6- يسود المُعالَج كثيرٌ من الإطمئنان لأن الله هو المسؤول عن نجاح جلسات العلاج

4- العلاج الأُسَري الديني: كثيراً ما تؤدي الأسرة دورها الواضح  في معالجة المنحرف عن خطها من الأبناء في إعتبار الإيمان أساساً لعلاج النفس.

إن المُهم ليس إيمان الوالدين بالله بل كيفية ترجمة هذا الإيمان إلى واقع. إن الإيمان ليس الطقوس والعبادات ومناسبات الأعياد الدينية والشعائر التي تحمل في كثير منها مفهوماتٍ لإعادة الصنمية والتوثن إلى الطفل واليافع في ضمن مناخ الأسرة.

إن الدين غير التدين، وإن الأسرة تستطيع أن تكون المناخ المناسب لجعل الإيمان عنصراً فاعلاً في التقويم النفسي لحالات الإعتلال في نفوس ابنائها وعلى المنوال الآتي:

أ‌- إن الوالدين هما المثل الأعلى للأبناء في كيفية إستخدام الإيمان طريقاً لحل كل مشكلة نفسية أو إجتماعية. والأبناء يراقبون في آبائهم السلوك الذي يسلكونه في العسر واليسر من حياتهم. فإذا كان إيمان الأباء يعاني من التأرجح ولا يقوم على الثبات، فإنهم (الأباء) يقدمون صورةً مهزوزةً عن دور الإيمان.

ب‌- إن الأسرة التي تُثقِل على أبنائها الصغار اليافعين بالمزيد من الناموس الديني الطقوسي والتشدد في فهم الطقوس الدينية تجعل أبنائها في نفور من دينهم ثم في بُعدٍ عن إيمانهم المطلوب.

ج. ان الأب الذي يفعل غير ما يقول ويقول مالا يفعل مثله مثل الأم التي لا يردعُها إيمانها عن فعل ما يُغضب الله، كلاهما يقدم للأبناء صورةً من صور النفاق في الإيمان الذي لا تنفع المجاهرة به أمامهم

5- العلاج النفسي الإجتماعي الديني:  لو فحصنا الحياة اليومية لكثير من المجتمعات التي تُشتهر بكونها مجتمعات دينية مُوحدة، لوجدنا  كمية الخراب الأخلاقي والفساد الأدائي لمرافق هذه الحياة التي لم ينجح الإيمان في وقايتها من الرداءة.

لاحظ أيها القارىء معنا ما يأتي من الممارسات:

أ‌- يتساهل بعض هذه المجتمعات في شيوع الثقافات الساخرة من الإيمان عبر النكتة التي تنال من المُقدس المُضيء وهذا عملٌ يؤدي إلى استهتار جيل الشباب بقدسية الإيمان.

ب‌- يتسامح بعض هذه المجتمعات مع نشر الكتب الإلحادية التي تجعل الشك أقوى من اليقين في أمور كثيرة.

ج- تشيع في اللغة المحكية لبعض هذه المجتمعات الأمثلة التي تنال من قدسية الذات العليا والإيمان بها عبر الخطاب المُخرب والأغنية الهابطة وكثير من المسرحيات التجارية.

د- ينظر بعض هذه المجتمعات إلى بعض المؤلفات لبعض المفكرين بعين الإكبار والإعجاب ويُسمى المعترضون المشركون ثواراً فكريين ودعاة سؤالٍ معرفي صحيح.

فعلى سبيل المثال: ما زال الكثيرون من القُراء يُقبلون بإعجاب على قراءة كتاب "الكوميديا الإلهية" لدانته الألجيري، و"رسالة الغفران"للمعري، وقصيدة "الطلاسم" لإيليا أبوماضي، وقصيدة "ثورة في الجحيم" لجميل صدقي الزهاوي.

ه. ينسى الناس أثر الثقافات التافهة التي تنال من اليوم الآخر والعالم الآخر نيلاً مباشراً عبر النكتة والتهكم بصورة الحشر فيقبلون على مثل هذه الثقافات إقبالاً واسعاً. شيءٌ مؤلمٌ هذا ويؤسف له.

***

4- مواجهات الآليات الدفاعية المريضة بالإيمان:

يُمثُلُ الصراع الذي ينشأ من إزدواج فكرتي الإلحاد والإيمان في النفس دَورهُ في نوعين من الممارسة: ممارسة الجهر بأحد المعتقدين حيث يؤول الفرد إلى ملحد أو مؤمن.

ولا يستطيع الفرد المُلحد أن يمارس إلحاده إلا إذا توفرت له ظروف الإيضاح في مأمنٍ من العقاب الإجتماعي والخوف من الردع.كما لا يستطيع الفرد المؤمن ان يمارس إيمانه في مجتمع يدين بالإلحاد أو لا يؤمن بإله.

إذا لم تتوفر هاتان الفرصتان أمام الإلحاد أو الإيمان فإن أياً منها لا يمكنه الظهور.

وفي حالة وجود المانع (الحالة الثانية) فإن الفرد يلجأ إلى استخدام الآليات اللاشعورية في التعبير عن معتقدِه. والذي يهمنا هنا هو فحص آليات الدفاع المريضة التي يلجأ إليها المُلحد في الجلساتِ العلاجية للهرب من مواجهة الموقف العلاجي

ومطلوب من المُعالج ان ينتبه عليها لأن ذلك يؤسس قاعدةً للمعالجة الناجحة. ومن أهم الآليات التي يمارسها الفرد وهو يحملبذرة الإلحاد التي أسهمت في إلحاده وجعلته مريضاً نفسياً الآتي:

1- الكبت Repression

2- القمع Suppression

3- الإسقاط Projection

4- الترميز Symbolization

5- التسامي Sublimation

6- التبرير Rationalization

7- المنفعة Gaining

8- تكوين رد الفعل Reaction formation

1- الكبت Repression: عندما لا يستطيع الفرد إظهار أفكاره أو ميوله الإلحادية فإنه يَعمدُ إلى إخفائها. ومن أسباب كبتها  أو إخفائها:

أ‌- شعوره بأنها غير مقبولة لدى المُعالج إرضاءً لهذا الأخير مع إنها تظل تعمل عملها الناخر في مخيلته. وأول ما يتحطم بهذا الإخفاء، التحويل Transference الضروري لإنجاح عملية العلاج. ويعرفُ أطباء النفس ان اكبر آلية مسؤولةٍ عن ظهور الكآبة هي آلية الكبت، فيزداد المريض شدةً في مرضه بدلاً من شفائِه.

ب‌- إيمانه بأن معتقده الإلحادي هو مجرد رؤية أو وجهة نظر لا يستطيع الدفاع عنها.

ج- الإيمان هو الشيوع والإلحاد هو الإستثناء، وكل استثناء من الشيوع إغتراب، والمريض لا يَودُ أن يظهر أمام معالجه مغترباً أو غرائبياً في أفكاره فيعمد إلى كبتها.

2- القمع Suppression: والقمع غير الكبت. ففي الكبت يعترف المريض مع نفسه بأنهُ كبتَ أو كتمَ شيئاً. أما في القمع فإنه يستأصل الفكرة شعورياً و (ينساها) في خفايا (لا شعورهِ) لتظهر وكأنها فكرة ضائعة يبحث عنها. ومن أعراضها التحولات الرحامية (الهستيرية) التي ما ان يستطيع المُعالج استخراجها إلى أرض الواقع حتى يرتاح المريض بتحديدها وإحاطتها بالفهم لها والخلاص منها.

3- الإسقاط Projection: يحدثُ أن يُسقِطَ المريض أفكارَهُ وما يتعلمه من المُعالج تَعلُماَ خاطئاً على هذا المُعالج. وكثيراً ما يحدث هذا عندما يبدأ المريض بإتهام المُعالج بأنه هو الذي علمهُ الإلحاد أو أوحى به إليه.

4- الترميز Symbolization: يُحيط المريض، خشيةً من معالجه، نفسه بهالةٍ من الغموض فيعبر عن مشاعره الإلحادية وأفكاره الجاحدة بلغةٍ ملتوية تقترب من المقصود لكنها لا تُفصِحُ عن القصد. ويُعتبر الترميز عملاً إشارياً من بعيد في الوصول إلى المطلوب.

5- التساميSublimation: وفيه يتسامي المريض على الحوار المباشر مع المعالج ويستخدم لغة الترفع عن الوضوح كما يُظهر التعالم بأشياء لا يعرف عنها  المزيد لكي يبدو عالِماً مدرِكاً  أمامَ معالجِه.

6.التبرير Rationalization: وفيه يستخدم المريض أسلوب الذرائعية في ممارسة أفكارهِ في محاولةٍ لتبرير ميوله الإلحادية. إنه هنا يذكر أمام المعالج إعتراضَهُ على القَدر والحظ والصدفة في الرزق والخَلق وعبثية الوجود وسقوط المعنى المفيد من الكينونة؛ ويقدم آراءَهُ حول حياةٍ يتمتعُ فيها القويُ وان كان ظالماً والغني وإن كان مُفسداً، حياةٍ لا مكان فيها للعدل ناسياً ما يُوصي به الإيمان عبر كُتُب السماء من أن الحياة دارٌ  للهوِ والعبثِ ومتاعٌ للغرور وإن الحق في دار الحقِ التي وعد بها الله خيراً لعارفيه وشراً لمنكريه.

7- المنفعة Gaining: وفي المنفعة (اللاشعورية، وأحياناً الشعورية) لا يَعمد المريض إلى الشفاء من أفكاره قَدرَ ميله إلى إظهار قدرتهِ على دَحض مواقف الآخرين وفيهم المُعالج. ان هذا النوع من الآليات يشيع في الحالات العُصابية Neurosis  حيثيسود النمط النرجسي في التفكير.

8- تكوين رد الفعل Reaction formation: وفيه يتفاعل المريض في ظاهرهِ بعكس ما هو عليه في باطنه. مثالُهُ: الطبيب الذي يبدو مسروراً ولديه مريضٌ وهو فاشلٌ في علاجه، أو المريض الذي يضحك ودارُه تحترق. وفي مسألة الإلحاد، يفرح المريض الذي استطاع ان يجعل معالجه متألماً حينما لا يستطيع إقناع مريضه وعدوله عن الإلحاد. فهو لا يهمُهُ الوصول إلى الحقيقة بل يهمُهُ ظهور منحنيات رد الفعل المختلفة مع الفعل نفسِه.

هذه هي إضمامةٌ من الآليات الدفاعية Defense Mechanisms  التي يستخدمها المريض المُعبأ بأفكار الإلحاد والتي تقف عائقاً  أمام القصد من الجلسة العلاجية التي تستهدف إشفاء المريض من مرضِه.

***

5- المريض القابل للشفاء بالإيمان:

ليس كل مريض بالإلحاد قابلاً للشفاءبالإيمان وفي ذلك يختلف الناس في استجابتهم للجلسات الإيمانية المعالجة. والعيب ليس في الإيمان إنما في الشخص الذي يخضع للمعالجة. ولقد وجدنا الحالات الآتية في أدناه أكثر استجابةً للعلاج الإيماني من غيرها:

أ‌- المريض بعمر مناسب في الإدراك: يحتاج الإيمان إلى التدبر والتأمل والقدرة على الخروج بنتيجة. ان المريض اليافع ومريض بدايات العمر الملحدة يغلب عليه النزق الفكري والصخب ومركزية الذات وصعوبة الإحتكام على عكس البالغ الذي مربالتجارب الحياتية التي أنضجته وهذبت فيه غلواءه وشططهُ ولذلك عد كثيرُ من الباحثين سِنين للنضج (سَن الثامنة عشرة سِناً  للنضوج الجنسي، وسن الأربعين سناً للنضوج العقلي، ونعاقدُ ان هذا آت من الإحصاء أكثر من إثباته بأساس علمي بايولوجي). وفي الأربعين يشيع التدبر ومراجعة الأفكار والتراجع عن كثيرٍ من الأفكار الصاخبة. لذلك عُد الإدراك أرضاً أولية لزراعة الإيمان.

ب‌- المريض ذو الميول الإلحادية غير المستقرة: إن الإلحاد الذي لا يقوم على قناعة عند صاحبه يُسهل قيام المضاد وهو الإيمان نظراً لضعف الحُجة وغياب القدرة على إثبات الإلحاد. ففي العملية العلاحية يَعمدُ المُعالج الى زعزعة المزعزع وتجزئة المشتت من الأفكار الإلحادية بإتجاه زرع البديل منها وهو الإيمان.

ج- المريض الباحث عن هُوية إيمانية: إن الرغبة في المفهوم النفسي هي أساس كل عمل على أن تُكلل بالإرداة. إن الإرادة ضرورية لأنها تعني الإصرار على التنفيذ لكنها يجب أن تكون مسبوقةً بالرغبة. والمريض المقتنع بإلحادِه يُؤسس لصعوبةٍ في علاجه على عكس المريض المنصف الباحث عن هويةٍ واضحةِ المعالم لإيمانه.

د- المريض الذي لم ينشأُ مرضُهُ من سببٍ عضوي: إن مريض المرض العضوي الذي أكسبه إضافةً إلى عضويتهِ أعراضاً وظيفية في الذكاء والإدراك والذاكرة والإستنباط والإستنتاج والإحتكام يظلُ محتفظاً بأفكاره وادائه المريض ما لم يشفَ مرضه العضوي. ودلت الدراسات على صعوبة التعامل مع مريض المرض العضوي على عكس المريض الذي لم ينشأ مرضهُ من سبب عضوي. فالمصروعون ومرضى الأورام الخبيثة وخراج الدماغ ومرضى عقابيل الجلطة الدماغية يعانون من صعوبة التواصل في الجلسات العلاجية.

هـ - ذو تاريخ  أُسري متدين أو  دينٍ محافظ: إن الأسرة المتدينة المحافظة تُعدُ مناخاًمناسباً للتأثير في عقول أبنائها وعواطفهم بإتجاه الإيمان. المريض الذي يعاني من أفكار الإلحاد لكنه ينتمي إلى أسرةٍ ذات إيمان راسخ يُعَدُ قفرداً قابلاً للتأثر المفيد بجلسات العلاج الإيمانية.

و- المريض ذو الشخصية الإيحائية: على الرغم من انعدام ميلنا إلى الإعتداد بميول هذه الشخصية نحو الإيمان لأنها ميول متغيرة، فإنها تُعَدُ مناخاً مناسباً لجرها إلى ضفة الإيمان. إنالإيحاء والتأثير بالإيحاء اللذين صنعا من الفرد مؤمناً هما ذاتهما اللذان سبق لهما أن جرا هذا الفرد إلى الإلحاد في ما سبق من حياته، إلا أن فائدة هذه الشخصية هي انها تُسهل زرع الإيمان الذي يمكن إدامتُهُ بالمزيد من المتابعة.

ز- المريض المقتنع بقدرةِ مُعالجهِ الديني: ان للمُعالج الديني في سلامة شخصيته وقوة أفكاره وثبات حجته في الإقناع وقدرة معرفته أثراً  كبيراً في سحب المُلحد بإتجاه الإيمان. إن كثيراً من ذوي الأفكار الإلحادية يترددُ على مجالسة المعالجين الدينيين على الرغم من مكابرتهم وغطرستهم لأنهم يجدون فيهم شاطىء أمان مطمئن لقلقهم وقاتل لحيرتهم وضياعِعم العاطفي والفكري.

***

6- صفاتُ المُعالج النفسي الديني:

لا تُعَدُ الجلسة العلاجية الإيمانية ناجحة مالم تتوفر فيها صفاتٌ خاصةٌ بالمُعالج، ذلك لأن المُعالج يُعَدُ قدوةً ومثالاً يُحتذى به في ذهن المريض الذي يعالجه والذي يبرز لديه ضعفالإيمان سبباً كبيراً لمرضِه. إن أهم صفات هذا المُعالج تُشير إلى الآتي:

أ‌- القدرة على إشعار المريض بصدقِه: إن كثيرين من أنصاف المتعلمين الذين ينتفعون من علاج الناس دينياً يكذبون على مرضاهم بتقديم الدين والإيمان بالله في صورة من صور الجهل والمغالطة والرشوة اللفظية والتَبجح بالمعرفة، على عكس من يستطيع منهم الظهور بثباتٍ في الصدق في المهمة التي يقومون بها.

ب‌- ذو إيمان راسخٍ بمهمته:  إن المُعالج الديني مَدعوٌ قبل المريض إلى أن يكون ثابت الإيمان وصادقاً في مهمته. وعليه ان لا يلتوي أمام مطبات الحوار الذي يجربه مع مريضه. إن كثيرين من هؤلاء المُعالجين اقتنعوا بقوة خطاب مرضاهم فصاروا منهم. ان المطاولة والقدرة على الإقتناع هما الأساس في إيمان المُعالج بنجاح مهمته العلاجية.

ج. السلوك المطابق للأفكار: لا يجوز للمعالج الديني ان يمارس أشياء سلوكية ينهي عنها مريضه. فهو لا يبتزُ ولا يُرشى ولا يكذب ولا يضعف أما الإغراء ولا يٌبرر. إن الذي أسقط كثيراً من المؤسسات الدينية عن ان تكون مرجعاً صادقاً لدعوة  الإيمان هو إرتماؤها في أحضان المنافع الشخصية والإستجابة لنداء الإغراء الرخيص.

د. المظهر: يرتبط مظهر الإنسان في كثير من الأحيان بجوهرِه. ويجب على المُعالج ان لا يكون في مظهر نَزَقٍ ومراهقة في الملبس والمأكل والمشية والحديث وصغائر الغايات.

ه. لغة المعالج: إن للعلاج النفسي الديني لغةً خاصةً تقوم على تجنب الإبتذال اللفظي ودقة الإختبار لسامي الكلمات ورفيعها لأن الجلسة النفسية الدينية تتطلب هذا الأمر شرط أن لا يؤثر ذلك في إحتوائها على الجوانب المهمة في العلاج خصوصاً ما يتعلق بالحوار حول المسائل الدقيقة كالسياسة والجنس والخمر والمال.

و. العُمق المعرفي في الدين وعلم النفس: يُهاجم كثيرون من المُعالجين الدينين علم النفس ويُعدونه فكراً أتى بكثير من مفهومات الإلحاد وزرعها في عقول الناشئة. وينسى هؤلاء ان الكتاب السماوي (القرآن مثلاً) بدأ بأولى خطاباته بعلم النفس وذكرها في أكثر من موضع وذلك لأهميتها في الخطاب. وعلى هذا الأساس يجبُ على المُعالج النفسي أن يكون دقيقاً في معرفة دينهِ وفي مدارس علم النفس كما يجب عليه ان يزاوج بين الدين وعلم النفس على نحوٍ يخرج فيه على الناس بجانب رصينٍ من الحقيقة.

ز. خُلوُ العمل العلاجي من المنفعة الشخصية: المعالج الناجح هو الذي لا يبتغي المال من جلساتِه وهو الذي لا يحتسب أجره إلا عند ربه الذي آمن به ونادى بتوحيدهِ. وعلى المُعالج الذي يُعالج إمرأة مريضة أن لا ينساق وراء صفاتها في الجمال والجنس والثروة.وعليه ان يكون نظيف التاريخ الشخصي يأتمنه الآخرون على أعراضهم.

***

7- مُعززات نجاح الجلسة العلاجية الإيمانية:

لأجل ان تكون الجلسة الإيمانية ناجحةً في مراميها العلاجية، يجب ان تكون شاملةً للآتي من المواصفات:

أ‌- ان تكون غير مُطولة إلأ في ما يلزمها من التفصيل في بعض الأمور. وعليه فإن التكرار يقتل حلاوة المحتوى.

ب‌- يميل المُعالج فيها إلى استخدام الأمثلة الإيضاحية.

ج.  الصور والمشاهد والأفلام الهادفة ضروريةٌ لنجاح الجلسة

د. يجب أن تكون جلسة للأسئلة المفتوحة التي لا تعتمد في أجوبتها على كلمات "نعم" و"كلا"، لأن السؤال المفتوح يُفصح عن رغبة المُعالج في إثارة المزيد من الأسئلة الأخرى، ولأن الأسئلة المحددة بالإيجاب والنفي يحملُ صورةً من صور "التحقيق والإستجواب" التي ينفر منها المٌعالَج.

 

د. ريكان إبراهيم

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم