صحيفة المثقف

نار الكلمات!!

صادق السامرائيالكتابة لعب بالنار، وإن لم تصدّقوا فاسألوا، (عبد الحميد الكاتب)، و(إبن المقفع)، وغيرهم من الذين إحترقوا بنيران الكلمات.

الكتابة الصادقة المبدئية الملتزمة برسالة إنسانية حقيقية، لعب بالنار ومواجهة كبرى مع الطاقات السلبية العدوانية المتأسدة على مصير الآخرين.

إنها مغامرة كبرى ومجازفة خطيرة، وتعريض للمخاطر والأهوال، فالدنيا تزدحم بالمروجين للأباطيل والأكاذيب والمسوقين للمظالم والبهتان، والمسوغين للجرائم والمآثم والخطايا، من الفقهاء وذوي الأقلام الذليلة النكراء.

فلا مكان للقلم الحر!!

والحرية لأقلام السوء والبغضاء وإشاعة الكراهية والإنتماءات الطائفية، ولأدعياء وتجار الدين، الخانعين التابعين لمحاريب الذين يحسبون أنهم يمثلون الرب ويقضون أمره بمعاقبة العباد، فهم الأتقياء النجباء الأنقياء المنزهون من الموبقات والمفاسد، والخلق من حولهم أشرار ومن أعوان الشيطان الرجيم، ومن واجبهم تنفيذ حكم ربهم فيهم، وتلقينهم سوء العذاب.

الكتابة حرب هوجاء بين الحق والباطل، والنور والظلام، والخير والشر، وأقلام الكراسي وأقلام الحقيقة.

فليكتب مَن يؤمن بما يكتب، ولينسحب مَن يخاف مما يكتب، فلكل سوح قتال أبطالها، وشهداؤها، ولن تترسخ الكلمة الطيبة وتنمو وتترعرع براعمها وتزهو مروجها إن لم تسقى بدماء المجاهدين بأقلامهم، والمزعزعين للكلمة الخبيثة التي تطلقها أقلام الشياطين، وأباليس التسلط على حقوق الغير بإسم الدين.

أما الهاربون إلى الغموض والتعقيد والهذيانات المبهمة فمن الأفضل عليهم أن يكسروا أقلامهم، ويريحوا الناس من عشوائية هذرباتهم فوق السطور.

فما أحوج المرحلة إلى الوضوح والمباشرة والتحدي والإصرار والمواصلة، والإيمان بأن الكلمة الصادقة نور يسطع، وقوة قاهرة للكذب والأفك المبين.

فهل من قدرة على صولة شجاعة مباركة بإرادة الواعدين؟!!

 

د. صادق السامرائي 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم