صحيفة المثقف

اليوم العالمي للمرأة ـ كونى كالشمس تضيء لنفسها وتضيء لمن حولها

علا بياضإن مكانة المرأة في الأسرة والمجتمع، هي مكانة عظيمة، ولها دور رسالي نبيل في نهضة الأمة من خلال تربية المجتمع على القيم والمبادئ والفكر المتزن. ولعل الدور الأساسي يتمثل في بناء أسرتها ورعايتها، حيث يقع على عاتقها كأم مسؤولية تربية الأجيال وفي غيابها يحدث خلل في التركيبة المجتمعية والإنسانية، فهي أساس التوازن ومحور الحياة.

لا شك في أن أهمية ودور اليوم العالمي للمرأة اختلف اليوم بشكل كبير عما كان عليه مطلع القرن العشرين، إذ حققت المرأة الكثير فقد شاركت عبر العصور القديمة والحديثة في شتى المجالات. المرأه قطعت شوطا كبيرا الى الامام على صعيد نيل حقوقها الا ان أوضاعها تتفاوت من دوله الي اخري الا اننا نجد في بعض الدول ما زالت المرأه تفتقر إلي أبسط حقوقها بما فيها حق الرعايه الصحيه والتعليم والانخراط في سوق العمل،وحرمانها من حقوقها الماديه وحضانة أطفالها في حالات الطلاق وسلبها حريتها وتعنيفها .

وقد نجحت المرأه العربيه المهاجره على أكثر من مستوى في المجتمع الأسترالي بفضل جهودها من جهه ولأن المجتمع الأسترالي من الجهه الأخرى يثمن الكفاءات والمهارات بغض النظر عن إنتماء صاحبها العرقي او الإثتي او الديني .

ويعز في نفسي الفتره التي عاشتها بعض أمهاتنا لم تحقق التوازن بين الحياة المهنيه والحياة الاجتماعيه والعمل على تنمية مهاراتها وموهبتها بسبب الثقافه المجتمعيه . كان لها الفخر بأن تكون شمعة تحترق لتضيء لمن حولها . وهي عبارة تدل على المبالغة في العطاء والبذل ونسيان حظ النفس،معتقده انه يحسن صنيعا عندما يتفاني الانسان في خدمه الاخرين مضحيا بسعادته وذاته .

فهذا المبدأ المغلوط وبعض النساء تتفاخر به فهو يبعث النفس على تقديم منافع الاخرين على ما يجلب المضرة للنفس مع ان هذا المبدأ ينافي الدين والعقل،وانها وئدت كل احلامها وأمانيها من اجل بيتها وأولادها مع انها كان يمكن لها ان تحتفظ بكل احلامها لو شبكت كل الخيوط بيدها بتنظيمها لوقتها،وتذوب الشمعة مع الوقت وحيدة حزينه.....

إسمحي لي أيتها المرأه ذات الطاقه الجباره ان أخاطب قلبك وعقلك وكل كيانك..

آمني بنفسك كونى كالشمس تضيء لنفسها وتضيء لمن حولها، إبحثى عن ذاتك ونمي مهاراتك وأخرجى خارج الدوامة، كونى قوية محددة لهدفك لا ريشة في مهب الريح . فبيدك تستطيعين أن تقلبي الحياة رأسا على عقب وتغيّري محاورها وتوجّهي البوصلة لما تريدين، كيف لا وأنتِ نصف المجتمع "تعدين جيل طيب الأعراق"، كما يقول الشاعر حافظ ابراهيم:"الأم مدرسة، اذا اعددتها أعدت شعب طيب الأعراق"

هيّا انطلقي الآن ولا تنتظري، لا تخافي من التجربة فهي التي ستمنحك تطعيم ضد وجع القلب وقهر الأيام، اهتمي بصحتكِ فهي أهم ما تملكين، دللي نفسك، ادعميها، حفّزيها، إعتنِي بها كما تعتني الأم بطفلها، علّميها أن الإيمان بالقدرات هو الدافع الأكبر للمُضي قدما، اجعلي هدفكِ أن يكون كل يوم أفضل من سابقه، كوّني صداقات اجتماعية فالحياة لا تكتمل من غير وجود أصدقاء.

قدمي إنجازا لتسعدي به نفسكِ وبعد ذلك ستفرضين على كل من حولك التقدير والاحترام،ن ظفي داخلكِ كل فترة وافرغي كل الكره والحقد والمشاعر السلبية وافتحي قلبكِ للحب والتسامح والعطاء والسعاده فنفسكِ تستحق الأفضل.

 

بقلم علا بياض ـ إعلامية وكاتبة ـ سيدني

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم