صحيفة المثقف

الجدوى المستقبلية من زيارة البابا للعراق

ضياء محسن الاسديان زيارة الحبر الأعظم للديانة المسيحية في العالم شخصيا وفي هذا التوقيت كرمز ديني له الثقل الكبير المعنوي والسياسي للديانة المسيحية وتوجهه إلى مدينة أور التاريخية وهي أبرز رقعة في العالم بمعالمها التاريخية والحضارية التي تمتاز بها وللبلد الذي أحتضنها وهو مهد الحضارات (العراق) وسلسلة اللقاءات السياسية والدينية لكبار المسئولين في الدول العراقية تبعث عدة رسائل مهمة وجوهرية معلنة عن نفسها تارة وما تتضمنه من ورائها الكثير من المعاني والدلائل المهمة لشعوب المنطقة والعالم أجمع أن اختيار العراق بالذات وفي هذه الفترة الحرجة التي يعيشها العراق والمنطقة فعلى الحكومة العراقية بكافة مؤسساتها الدينية والسياسية استثمارها بأفضل الوسائل المتاحة لديها لتحقيق نتائج أفضل للشعب العراقي ودعمه معنويا وسياسيا في محنته الحالية لأن هذه الزيارة أعطت دعما وزخما إلى العراقيين من الجهة الأولى في إعادة الهيبة والمكانة الحضارية السابقة إليه وميزته بين الأديان ومن جهة أخرى وضعت الحكومة العراقية أمام مسئوليات وتحديات  جديدة اتجاه مكوناته وتاريخها وتراثها المشرف وبصمتها في هذا البلد (العراق). أن هذه الزيارة يجب أن تعيد النظرة الصحيحة والعلاقة الرابطة بين جميع الأديان في العالم كما هي في العراق وإرسال رسائل جديدة و واضحة الرؤيا من خلال البابا ودولة الفتيكان لصورة العراق الحقيقية للتعايش السلمي فيه وتبرأت الإسلام بكل ما علق به من تشويه في نظر العالم له كذلك نأمل من هذه الزيارة فتح آفاق التعاون الديني بين العالم الإسلامي وباقي الديانات والعمل على تغيير النظرة السوداوية التي علقت في أذهان العالم وإلغاء العداء للدين الإسلامي وتبديد الخوف منه بعد ما شابه من التشويه والتزوير لحقائق تعاليمه ومبادئه وفكره من خلال اتضاح الرؤيا للرمز الديني المسيحي في العالم حيث أطلع بنفسه وعن كثب مدى التعايش السلمي بين الأديان والطوائف بعيدا عن السياسة وكيف ذابت في المجتمع العراقي وخصوصا للأجيال الجديدة التي لم تعاصر الأحداث السياسية قبل القرن الحادي والعشرين والتي لم تشهد الصراعات العرقية والسياسية .وكذلك يحدونا الأمل في الدور الجديد والمهم للحكومة العراقية في المستقبل في تعريف العالم الجديد على حضارة العراق العريقة ومدى تأثيرها على حضارات المنطقة المجاورة لنا من خلال تبادل الزيارات المكثفة والمتواصلة للوفود الدينية والسياحية وإعادة بوصلة الثقافة والحركة الأدبية للعراق كرائد وقائد للفكر العربي والإسلامي من جديد وفتح قنوات ثقافية ومهرجانات ثقافية للتعريف بالثقافة العراقية . أما الآن وبعد هذه الزيارة التاريخية للحبر الأعظم وتوجه أنظار العالم للعراق وبيان أهميته لدى الأديان التوحيدية كقبلة للعام أجمع ومدى قدرة الاستفادة منها حكومة وشعبا من خلال فتح بوابة السياحة الدينية وتطوير منشئاتها ومرافقها وتطوير العلاقات الثقافية والسياسية مع بلدان الشرق والغرب من العالم .وجعل مدينة أور التاريخية القبلة الشرعية الأولى للأديان التوحيدية الإبراهيمية ومحطة حج للعالم المسيحي . لكن عطفا على ما تقدم ومن وجهة نظر أخرى أن هذه الزيارة لا تخلو من الحذر والتعمق المدروس في التعامل معها مستقبلا من قبل الحكومة العراقية وساستها والنظر إليها بعيون مفتحة وبصيرة مبصرة لحقائق الأمور وقراءة الكلمات المخفية ما بين السطور لهذه الرسائل كون لا أمان من السياسة الغربية اتجاه العرب والإسلام والعراق بالذات حسب الأحداث القادمة والماضية فعلى السياسيين العراقيين أن يضعوا الأمور والتطورات المستقبلية تحت المجهر وتحليل نتائجها بعين ثاقبة ومراقبة وفق المصلحة العامة للعراق وخدمة شعبه.

 

ضياء محسن الاسدي

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم