صحيفة المثقف

رسالةٌ الى العراق

ريكان ابراهيميا موطني يا ظهْرَ حوتْ

المستقِرُّ فوقَهُ يحسده الجميعْ

لكنهُ من خوفه يموتْ

**

يا موطني.. يا غابةً تفترشُ الرمالْ

أشجارُها أجسادُ من ماتوا وقوفاً

دونما سؤالْ

وأصعبُ الموتى الذي يموتُ واقفاً

ليقهرَ المُحالْ

**

يا موطني يا مربط الخيولْ

يافُنْدقَ التتارِ والمَغولْ

هل انتَ للإيجار؟

أم داسَكَ الغُزاةُ والأشرارْ

لأنْ أضعفَ البيوتِ بيتُ عنكبوتْ؟

يا موطني ...

هل ظلَّ مَنْ يقولْ:

هذا العراقُ خالدٌ ولن يزولْ؟

هل ظلَّ مَنْ يقولْ:

من العراقِ أبتدأتْ مسيرةُ العصورْ

ومنه في غدٍ يكونُ نَفْخُ الصُوُرْ؟

**

يا موطني.. يا مُبتلى بالسُخْطْ

وأوّلُ السُخْطِ الذي أعنيهِ

بئْرُ النَفْطْ

كنّا بدونهِ بشَرْ

وحينما ظهَرْ

تدافعتْ مدافعٌ وهُدِّمتْ صوامعٌ

فينا وعمَّ القَحْطْ

**

يا موطني ....

يا مَلِكَ الجمالِ في المسابقةْ

هل يُحسِنُ الكُتابُ فيك القَصّْ؟

هل علّموك الرَقْصْ؟

هل يعشقُ الرجال فيك كالنساءِ القَرص؟

يا مَلِك الجمالْ

دردشْ معي بدونِ أنْ يسمَعكَ

العُذآل

وأسمح، لديَّ ها هنا سؤالْ

كيفَ آصطفتكَ الأُممُ المتحّدةْ

وأدركتْ وهي الغباءُ كُلُّهُ ما فيكَ

من جمالْ؟

يا موطني ...

على الذي مَرَّ بنا

أمامَ ما صار لنا

من المآسي والشقاءِ والغلَط

لو غيرُنا لكان مُنْذُ بَدْئِها سقط

**

لو ذاقَ غيرُنا الذي

ذقناهُ لأنتهى الى الأبَدْ

فلا أحَدْ

يحملُ ما قد حملَ العراقُ من نَكَدْ

 

**

ياشعبنا ....

مازلتَ صامداً وسَيّدا

تفهمُ الأمرَ جيّدا

ورَغمَ ما أرادهُ لك الغزاةُ والعِدى

بقيتَ واقفاً مُردِّدا:

(أنا العراقُ ياردى)

يا أيّها العراق

واللهِ لا نُريدُ منكَ أيَّ شَيّْ

سوى البقاءِ صامداً قويّْ

ونسألُ اللهَ لك الهناءَ والرفاه

والبنينَ والبيوتْ

ولا نُريدُ منك مغنماً

ألاّ قبوراً حينما نموتْ

***

د. ريكان ابراهيم

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم