صحيفة المثقف

الزائرون للأمام موسى الكاظم.. ماذا يريدون؟

قاسم حسين صالحتحليل سيكوبولتك

في اصبوحة الأربعاء (10/3/2021) تساءلنا: (في 2007 دعا الزائرون الامام موسى الكاظم "نريد السياسيين يتصالحون .. يزي عاد تره شبعنا تعب.اليوم 2021 بماذا سيدعونه؟")

وللتذكير فان القنوات الفضائية التي غطت زيارة الأمام موسى الكاظم (ع) في (9/8/2007) أفادت بأن عدد الزائرين كان بين مليونين إلى ثلاثة ملايين، وكشفت المقابلات عن حاجات يأملون تحقيقها من هذه الزيارة حددوها بالأتي :

  • نريد الأمان أولادنا تكتلوا " قتلوا " واحنه عايشين بخوف، والى متى نظل اليطلع من بيته ما يدري بروحه يرجع لو يموت.
  • ونريد الكهرباء.. الله أكبر طكت أرواحنا.
  • ونريد السياسيين يتصالحون ويديرون بالهم على الشعب مو يظلون يتعاركون على الكراسي والشعب حال الضيم حاله.. يزي عاد تره شبعنا تعب.

هذا يعني أن زيارة نلك الملايين لضريح الإمام موسى الكاظم كانت في 2007، عرض مظالم وتقديم طلبات لتحقيق حاجات عامة.. فما الذي تحقق لهم منها في 2021؟

الأجابة تكشفها أجابات من استطلعنا آراءهم بشأن دعاء الزائرين للأمام الكاظم بعد 14 سنة!.. اليكم نماذج منها:

  • أن لا يتصالح السياسيون حتى يكشف الفاسدون بعضهم بعضا
  • يدعون الله بحق موسى بن جعفر ان لا يذر على الارض منهم ديارا وان يبدا بزعماء الكتل وقادتها
  • اللهم خذ اعمارهم شلع قلع
  • لا والله نريد من اشباه السياسيين ان يتعاركوا لنتخلص منهم جملة وتفصيلا
  • هسه يريدون من الله بحق باب الحوائج ان ينقلعوا عن وجه العراق.

هذا يعني أن الأحزاب والكتل التي انفردت بالسلطة والثروة قد اذلت الشعب وافقرته واستهانت به واحتقرته.. بل انها تعاملت مع جموع انتفاضة تشرين/اكتوبر 2019 كما لو كانوا أعداء غزاة وليسوا متظاهرين مسالمين يطالبون بحقوق مشروعة، بقتل وجرح اكثر من عشرين الفا!.

ولك أن تسأل الزائرين الآن الذين تحدوا كورونا وجاءوا مشيا على الأقدام:

لقد طلبتم في 2007من الأمام موسى الكاظم " إصلاح حال السياسيين "، فهل اقتنعتم الآن ان اصلاحهم ليست من مهمة الأمام بل العمل بما جاء في القرآن الكريم (ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم )؟

تحليل سيكولوجي

لماذا يلجأ الناس إلى استجداء أو التماس الحل من ألائمه والأولياء برغم ان 14 سنة تغير فيها حالهم من سيء الى أسوأ؟

والجواب لا يكمن في السياسة ولا في الدين ولا في الاقتصاد .. إنما في السيكولوجيا تحديدا، خلاصته:

(إن الإنسان المحبط والمحدود الوعي الذي يتعذر عليه حل مشكلاته، أو يجد أن الواقع لا يقدم له الحل الذي يعالج مشكلاته ولا يخفف من حدة ضغوطه ومعاناته فأنه يلجأ إلى وسيلة روحية أو خرافية تؤملّه بالفرج وتخفف عنه نفسيا").

ان الشهيد الأمام موسى الكاظم (ع) قال للظلم (لا)، وقبله جده سيد الشهداء الأمام الحسين (ع) أجاب الطاغية (هيهات منّا الذلّة) ولم يبايعه!.. ولكم ايها الزائرون الكرام أن لا تعيدوا، في الأنتخابات المبكرة، بيعة من خذلكم وافقركم.. أما أنكم تريدون من الأمام الكاظم ان يحقق مطالبكم.. فتأكدوا ان الأمام لو توجه الآن بنفسه الى الخضراء طالبا من السياسيين الأصلاح، لخيروه بين امرين: اما الرجوع من حيث أتى او القتال!

*

أ. د. قاسم حسين صالح

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم